الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » ارجعْ إليا! -(عادة لزوجها الذاكرة)(معارضة لنزار قباني)

عدد الابيات : 42

طباعة

متى ستُدرك كم فرحتُ يا رَجُلي

فرْحاً تتيه به الدنيا ومن فيها؟

يكاد يذهبُ بي الحُبورُ مذهبه

والنفسُ تختالُ في ساح الرضا تِيها

أنا حمدتُ إلهَ الناس مُوقنة

نفسي برحمة ربي اليوم تُشجيها

وأسعَدتْ دارنا أحلى مُكالمةٍ

وذِكرُ رب الورى أضحى يُحليها

ولو رأيت زواياها وصالتها

وللسرور صَدىً يغشى مَغانيها

وللنوافذ تغريدٌ يُشوّقنا

وللستائر ترجيعٌ يُسليها

وللحوائط ألوانٌ تُزخرفها

برغم أن لم تكنْ أصباغُ تطليها

ولو ترى حجرات الدار باسمة

مِن بعد أن كادت الأحزان تطويها

حتى المزاليج صدقْ ما بها صدأ

مِن بعد أن كانت الأصداء تُرديها

وللسقوف أضاحيكُ تُسامرنا

فتلك يُضحكُها رجوعُ بانيها

ولو ترى شُرُفات الدار سامرة

تستقبلُ العائدَ الذي يُجافيها

ولو رأيت على الأبواب زركشة

حتى وإن أوصدت على أهاليها

للنوم أخلدَ أولادي بلا بُشُر

ولا أنوّه ما أقول تنويها

وليس مِن عادتي في الليل أوقظهم

لكنْ لفجْرهمُ كلٌ يُصَليها

وكم وددتُ بأن يَصحوا أبشرهم

هدية هذه البشرى سأهديها

وكم وددتُ كذا تبشير عائلتي

فسوف تسعد قاصيها ودانيها

يا حُب قلبي أنا شكوتُ مُعضلتي

وضيقَ نفسي إلى الرحمن باريها

أعوامُنا السبعُ ذي كأنها حِقبٌ

فيها المصائبُ تترى لستُ أحصيها

زرناك فيها زياراتٍ مُقطعة

عافاك ربك مِن أقسى بلاويها

وقد فقدنا الذي نظن من أمل

في أن تعود لك الذكرى تُناغيها

لكنه أملٌ في الله دام لنا

والنفس إن يئستْ خابت أمانيها

وعنك نسأل ، والجوابُ يُحرجُنا

والذكرياتُ يُؤذينا تواليها

وللأطباء تصبيرٌ يُهدئنا

والنفسُ تنشدُ مَن عطفاً يُهدّيها

وبالقلوب جوىً ، وبالنفوس أسىً

أما العيونُ فقد سالت مآقيها

ولم نملّ دعاءَ الله صُبحَ مَسا

إن المهيمن باري النفس شافيها

ارجعْ إليّ أنا بالشوق والهة

والنفسُ هاجت لِما تلقى دواعيها

داري أعِدّ لمن؟ شوقي أسوقُ لمن؟

وقصتي للورى مَن ذا سيرويها؟

حبي أكِن لمن؟ لمن غرامي لمن؟

عِرضي وطفلي وداري من سيحميها؟

عطفي وجودي لمن؟ عشقي وودي لمن؟

ومن سيكتم أسراراً أخبيها؟

هذي العباءات في بيتي مُتلتلة

مَن ذا عهدتُ بلا مَنّ سيكويها؟

وما لديّ على الرفوف من حُقن

من ذا لمن مرضوا في البيت يعطيها؟

وما لدي من الأموال مودعة

من ذا على منهج التقوى يُنميها؟

وما لديّ من الأغنام قد عدمتْ

مَرعى وراعيَها ، فمَن يُربّيها؟

ارجعْ إليّ أنا ذقتُ العنا زمناً

والنفسُ قد رخصتْ ، فمن سيُغليها؟

والعائداتُ دَهتْ روحي ، فذبتُ جوىً

والروحُ إن وهنتْ ، فمَن يُقويها؟

ارجعْ فعيشي بلا وجودكم عدمٌ

وأنت سيد داري ، بل وراعيها

ارجعْ لكي تجد الأولاد في شغفٍ

هذي المحبة مَن بالروح يفديها؟

ارجعْ فأنت أغاريدي وكل غدي

والعيشُ دونك آلامٌ أعانيها

ارجعْ كما أنت نوراً في دياجرنا

يا قصة عذبة أنا سأحكيها

ارجع كما أنت شعراً نستلذ به

أنت القصيدة شاقتنا معانيها

ارجعْ إلينا جميعاً تاج أرؤسنا

فما معيشتنا إن لم تكن فيها؟

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة