عدد الابيات : 55

طباعة

أهل القريض لهم في الكيد أشعارُ

فاحذر عداوة من عداؤهم عارُ

لهم قصائدُ في التسفيه مُشْهِرَة

سيفَ التشفي ،  وللأشعار آثار

تُردي الخصوم ، وتكوي من يُناوئها

وتستهين بمن يهذي فينهار

وتستخف بمن ينال عزتها

وصوت نقمتها في الحرب هدار

وتُلقم العاديَ المغرور حُجتها

كأنما حُججُ التهديد إنذار

وتصبغ الشعر بالألفاظ جارحة

كأنما صُب في طياتها القار

وتستجيش صدى الأحياء ، يَجعلها

في ذروة الحبك ، كي يسعى لها الثار

تمضي القرون ، ويبقى الشعر في أمم

كأنما هو في الأجيال تذكار

له رُواة على ترجيعه درجوا

وفي القصائد تنكيلٌ وأخبار

حلا لراويه أوزانٌ وقافية

نعم الترنمُ ، لا رقٌ ولا طار

جنى على الظالم المحتال منطقه

حتى رماه بسيف الكيد بشار

تفنى الديار ، ويُبلي الدهرُ ساكنها

والشعرُ يفضحُ مَن جاؤوا ومن ساروا

أهلُ القريض جحيمٌ ، إن تعقبهم

غِر بظلم ، وفي أشعارهم نار

لا يَظلمون ، لأن الحق يَعصمهم

لكنْ إذا ظلموا ، فالشعر بتار

همُ النسيم ، إذا ما العدلُ داعبهم

فللقصائد ألحانٌ وأوتار

وإن علا صوتُ جبَّار بصولته

فليس يُخمِد نارَ الشعر جبار

ما أجمل الشعرَ تقوى الله تحرسُه

قصائدٌ بهُدى القرآن أبكار

حلتْ لقارئها ذوقاً وملحمة

وللتراكيب ألغازٌ وأسرار

طغى الجمال على العُشاق ، فانطلقوا

هذا يهيمُ ، وللهُيّام مِعيار

وذاك في لغة العيون مُنجدلٌ

يذوب وجداً ، وفي الغرام إقرار

أغرى القريض الألى لصوته استمعوا

وفي الضمائر تقديرٌ وإكبار

أبياته صدعتْ بالخير يَقدُمُها

كأنها في دنا اللاهين أذكار

تدعو إلى الخير مَن تابوا ومَن فجروا

أواه كم يهتدي – بالشعر فجار

تبيّن الحق ، تهدي النور مَن هبطوا

إلى الحضيض ، لها صُوىً وأفكار

لا تستكين لمَن يُردون عفتها

إذ ليس يُخرس صوتُ الحق دَيار

وليس تهبط للإفلاس يَهزمها

فللرشاد مقاماتٌ وأقدار

والشعرُ إن ضلّ ، فالسوآى رسالته

يَمجّها في سُويدا القلب مِجعار

وليس يكتبه إلا الألى فسقوا

ومَن قصائدُهم مكانها الزار

ويحرقون بخور مُنتناً قذِراً

ويصحب الشعرَ قيثارٌ ومزمار

ويعزفون لحوناً ، خاب عازفها

وخاب واللهِ طبالٌ وزمار

حرب على الخير ، بات الشعر قائدها

والداعمون لهذي الحرب سُمّار

بضاعة ضل حاميها ومُوجدها

أواه كم يقلب الميزانَ أزيار

أمسى المُجون أهازيجاً مُلحنة

تجترّها في ليالي الدعر أنظار

وتستكين لها نفوسُ من سَفلوا

وبعدُ تسقط في التضليل أبصار

همُ الضحايا بما أيديهمُ كسبتْ

وما لما اجترحَ الأنذالُ أعذار

عزائمٌ وهنتْ ، والشعرُ جامَلها

حتى تردّتْ ، وفيه البُلهُ قد غاروا

وليس للشعر ذنبٌ في ترهلهم

حار القريض ، وهم في الوهم ما احتاروا

حسامٌ الشعرُ في أيدٍ تُسَخّره

إذ يُنشد الشعرَ أخيارٌ وأشرار

إن شاء أن يبنيَ الأمجاد باسقة

فلا تهددها في الدار أخطار

أو شاء عربد في الأصقاع دون حيا

وكان حربة مَن على الهُدى جاروا

وِعاءٌ الشعرُ قد يكون ممتلئاً

بالشهد ، جاد به – للضيف مِغوار

وقد يكون به الغسّاقُ يَحمله

نذلٌ ، هديته للناس أقذار

الشعر إن هُذبتْ أخلاقُ مُنشدِهِ

فإنه في دياجي العيش – أقمار

يُزْكي المشاعر ، لا تلقاه مبتذلاً

وفي القصائد ياقوتٌ وأزهار

مظلومٌ الشعرُ بين الخلق في زمني

إذ أغلب الشعراء اليوم تُجار

يتاجرون على حساب عِفتنا

أواه كم يذبح القريضَ فُجار

صدقاً عداوة أهل الشعر مَحرقة

وفي قصائدهم – للعِير أوضار

فاحذر عداوة قوم لستَ تُخرسهم

والناس يا صاحبي رؤىً وأغيار

تشينك الدهرَ أشعارٌ بها ادّرعوا

وأنتَ من هول ما طالعتَ مُنهار

ألا يُسيئك ديوان تُسام به

سوءً ،  وفيه طواعينٌ وأوزار؟

فاربأ بنفسك ، واعرفْ قدر مَن خبروا

سَبك القريض ، وللشعراء مقدار

كيلا تُعايَر في سر وفي عَلن

إن الهجاء كمثل الموج هدار

ولا تكن هدفاً لشاعر أبداً

فملءُ جعبته في الحرب أشعار

إني نصَحتك ، والديانُ يشهد لي

وإن تجاوزتُ ، فالرحمن غفار

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة