الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » دعوها فإنها منتنة!

عدد الابيات : 53

طباعة

زنْ ما تقولُ ، وخَفْ من الخلاقِ

ليس الذي تهذي على الإطلاقِ

تُفتِي خزعبلة ، لتُقنع سامعاً

ويطير ما تُفتيه في الآفاق

وتُرقعُ الثوبَ الرثيث ليزدهي

ودواهُ بين الرمي والإحراق

بالغت في تصوير دارك جنةٍ

زينتْ لكل متيّم مُشتاق

ورفعت مِن قدر الطواغيت الألى

حكموا بغير شريعة الخلاق

وجعلت قومك يا مغالط في الذرى

وصدحت بالأمداح في الأبواق

وصنعت من قاع الحضيض شرافة

وخلعت كم من طيّب الأعراق

ثم انبريت عن الغثاء منافحاً

بتكلفٍ متزلفٍ رقراق

وكأنما حقٌ تسوقُ دليله

كالشمس إن عمدتْ إلى الإشراق

أتُراك بالتزييف تختصرُ المدى؟

إن الزيوف تُميتُ كالترياق

أتُراك تخدعنا بلين تصنع

تُزجيه إن جمع الخصومَ تلاقي؟

إن الحقيقة واضحٌ برهانُها

مهما جهرت بلوثة استشراق

وأراك مفتخراً بأنساب هوتْ

وتمرّغتْ في التيه والإخفاق

لم تُحرز المجد الرفيع فتستمي

بين الورى مرفوعة الأعناق

بل فرّطتْ في الدين والدنيا معاً

وتعللتْ بالكسب والأرزاق

حتى أحلوا قومهم دار الفنا

بقبائل عانت أليم شِقاق

لم تتبعْ هديَ النبي المصطفى

بل جاهرتْ بمساوئ الأخلاق

واستسلمتْ لسُلومها ، فترهّلتْ

ومراجعُ التاريخ تحوي الباقي

واستمسكتْ بتُراثها تزهو به

وتحوطه بالحب والأشواق

يا صاح دع قومية همجية

كم أهلكتْ أمماً بلا إشفاق

وأحِقّ حقاً ، ثم أبطلْ باطلاً

أنت الجديرُ بذلك الإحقاق

أعطاكمُ المنانُ رزقاً واسعاً

من كل شيء في عظيم نِطاق

وحباكمُ الثرواتِ يصعُبُ حصرُها

ومن الذي يعطي عطا الرزاق؟

من نصف قرن والغنى في شعبكم

سمتٌ ، ولم يدحض بأي فراق

لمَ لمْ تكونوا في مقدمة الورى؟

إن التقدم بعضُ الاستحقاق

بين البرايا أين هم علماؤكم؟

والعلمُ أين بنهجه الخفاق؟

بل أخبروني أين هم أدباؤكم؟

والشعرُ أين بنظمه الرقراق؟

بل أين هم فقهاؤكم؟

أم فقههم في السفر والأوراق؟

بل أين كُتابٌ لكم قد شخصوا

أمراضكم من دون أي نِفاق؟

أين الصيادلة الألى هم عُدّة

إما هفا داءٌ إلى ترياق؟

أين المحامون الألى ضبطوا القضا

وتناولوا الأحكام باستغراق؟

أين الجنودُ يدافعون عن الحِمى

ويطوّقون البغي بالأطواق؟

أين القضاة بشرع ربي قد قضوْا

وبدون تدليس على الإطلاق؟

لم تُحرزوا نصراً ، ولم تتقدّموا

والحق فيكم باء بالإزهاق

وسلكتمُ درب العِدا في خِسّةٍ

ومشيتمُ في البُلد والأنفاق

وخطبتُمُ ودّ اليهود تمحّكاً

وجعلتمُ التطبيعَ خيرَ صداق

وفتحتمُ الحاناتِ كي يرضى العِدا

خابت زبائنكم وخاب الساقي

وبطشتمُ بالثائرين لتُخمدوا

حرباً تُبيد مرار الاسترقاق

قد سجّل التاريخ أنكُمُ غثا

ولكم – على التضليل – شرُّ رفاق

تتشدقون بأنكم أهلُ السخا

بئس التخرص لِيكَ بالأشداق

حاربتمُ الإسلام حرباً فجّة

وطقوسُها انبثقتْ من الأعماق

يا صاحبي أقصرْ ، ولا تكُ مُغرضاً

واعمدْ إلى التفكير والإطراق

فلربما أدركت صدق تصوري

فشملتني بالعطف والإشفاق

إني انفعلتُ لكي أبين حُجّتي

ببسيط لفظٍ واضح برّاق

لم أتخذ لغة البيان مطية

بل كان نصحي بالكلام الراقي

لم أورد التشبيه بعد كناية

لم أورد التشخيص بعد طِباق

بل كان قولي فاصلاً ومبيّناً

كالبدر إما طلّ بعد محاق

دع عنك تزييفاً تُضللنا به

لا يستحق سوى ردئ بصاق

هبنا وثِقنا بالذي تهذي به

من مجد قوم بارز عملاق

أوَلا ترى التضليلَ يغمرُ داركم؟

أم قد أصِبت بلوثة استغلاق؟

أوَلا ترى حرباً غدتْ بوكالةٍ

ودماً يُعالجُ سطوة الإيراق؟

صارحْ ، وقلها إنكم أهلُ الشقا

يا رب أنقذنا من الفساق

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة