عدد الابيات : 50

طباعة

يا من تسلحت بالأوهام والظلَمِ

فبُؤتَ منها بفهمٍ سَيئ سَقِمِ

وجئت زوراً مِن الأقوال تطلقها

على عَواهنها في كل مُصطدم

ثم افتريت على رب السما كذباً

فكنت أبشعَ أفاكٍ ومُجترم

واحتلت يا نذلُ في سِر وفي عَلن

لكي تشوّه ما في الناس مِن قيم

وما احترمت كتاب الله يا لكعاً

ومَن يَخضْ في كلام الله ينهزم

وما ارعويت لأقوال النبيّ ، فهل

غرقت في حَماة التشكيك والتهم؟

وما استمعت لمن يُهديك حُجّته

فهل أصابتك لوثاتٌ من الصمم؟

وما نطقت سوى بالسخف مُرتضياً

بما تقول ، وذا مِن أفظع الجُرُم

وما استحيت مِن الألفاظ جارحة

وكم كلام يسوقُ المرء للندم

كأن فاك عن الأخلاق مُحتجبٌ

عساه يُرزقُ مما قال بالبكم

وما استجبت لنصح مِن ذوي رَشدٍ

قالوه في الله أو خطوه بالقلم

وما اتعظت بما جرى لمُجترئ

أدى به كيدُه للخسر والنقم

وما اعتبرت مِن الآيات أرسلها

رب السماء على الكفار مِن إرم

وما احتفلت بما في الذكر مِن نذر

فيها الوعيدُ لأهل الفسق والغشم

وما استميت عن البُهتان تنشرُه

إذ استهنت بشرع الله والحُرُم

وما تورّعت عن سُوءٍ ، ومَخبثةٍ

تقودُ صاحبَها لهوّة العدم

وما تنزهت عن هزل بُليت به

والهزلُ يمحقُ ما في النفس مِن شِيم

فاخرت بالجاهلية الرّعناء في صلفٍ

وهل يُفاخَر بالأرجاس والرّمم؟

مازلت تنفخ فيها ، يا صريع هوىً

وكم سحرت الغثا بالصوت والكلم

مازلت تُوسِعُها مدحاً وتزكِية

لكي يراها الورى بالمَظهر السنم

مازلت ترفعُها في كل مُعتركٍ

كالبند في ساحة الهيجاء والعلم

مازلت تفرضها فرضاً ، وتحملنا

على عِبادة ما صاغته من صنم

مازلت تدأبُ مِن ترويج باطلها

بين الخلائق مِن عُرْب ومِن عَجم

مازلت تذكرُ مِن تاريخها نتفاً

مستمرئاً خلط أعتى السم بالدسم

مازلت تذكرُ من أخبار سادتها

وليس مِن سادةٍ فيها ولا قِمم

تقولُ: أهلي وآبائي وعائلتي

تُفاخرُ الناس بالأبطال والبُهُم

تُفاخرُ الناس بالقبائل اعتنقتْ

سُلومها ، وغدتْ كالشاء والغنم

تقول داري ، أما عاينت ما ارتكبت

من المصائب والأرزاء والإزم؟

لم تلتزم شِرعة لله قد فرضتْ

ومَن يكن مؤمناً بالله يلتزم

ولم تقِم من حدود الله ما أمرتْ

به الشريعة وفق المنهج اللقم

ولم تذرْ داعياً لله دون أذىً

تَصُبُّه مُترعاً بالظلم والقحم

إذ يممتْ وجهها للغرب مُذعنة

طوعاً ، وما يممتْ للبيت والحرام

وأنت تنسج من فخر عباءتها

من بعد ما فقدتْ رِيادة الأمم

وكيف تنكرُ عمداً جاهليتها

مُستصحباً ترّهات الظالم الغلم؟

هل يدّعي صالحٌ بما ادّعيت به؟

يا صاح أقصرْ عن الأهواء ، واستقم

شريعة الله نورٌ ساطعٌ أبداً

والجاهلية ألوانٌ من الظلم

فتبْ إلى الله عما قلت من سَفهٍ

إن الذي قلته يفوقُ سَفك دم

عساك تنجو من التجريح ، تسمعه

مِن المغاوير ، في سعيره التمم

لا ، لن نكنيَ في الألفاظ نطلقها

بل نرسلُ اللفظ كالنيران والخِذم

إذ إنها رخصة مِن النبي لنا

بكل لفظٍ صريح غير منبهم

من ادعى بدعاء الجاهلية في

عُجْب وفاخرَ بالأنساب واللحُم

فإنه مِن جُثى نار السعير غداً

لأنه جاء جُرماً بالغ العظم

لذا أعِضّوه ، ما في القول تورية

واستحضروا سَيئ الأسماء والسِيم

ولا تُكَنوا بألفاظٍ مُغايرةٍ

فليس ما قال هناتٍ من اللمم

إن الذي قالهُ سُوآى وفاحشة

بلفظ مجترئ بالفحش متسم

إن شاء تاب ، وربي سوف يقبله

وسوف يُنقذه مِن مَرتع وَخِم

نبيَّنا جئتنا بشرعةٍ جعلتْ

فخارنا بالهُدى والحق والقيم

صلى عليك مليك الناس أجمعهم

يا رحمة أرسلت للعُرْب والعَجَم

بذي الصلاة ختمتُ الشعرَ مُكتفياً

وإن مَدحي لكم من عذب مُختتمي

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة