الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » فليُكرمْ ضيفه! (أبو كريم)

عدد الابيات : 43

طباعة

أعطاكَ ربك ما تريدُ وترغبُ

وحباك مِن خيراته ما تطلبُ

ورُزقتَ حِكمة مَن يعيشُ لغيره

وبكل مُلتجئ إليهِ يُرحّب

ووقاكَ ربك شُحّ نفسك والهوى

وسما بك الجُودُ الأصيلُ الطيب

إن العطاءَ يَزينُ مَن يحيا به

ويَبيتُ في أرج الرضا يتقلب

وصنائعُ المعروف تزدردُ البلا

وعن اللظى ذو العُرف قطعاً يُحجب

ولكَم عجبتُ من اللطيفة جئتها

متفرداً ، وسوايَ قد يتعجب

تضع النقود على الخِوان تفضلاً

وشروقها للعين برقٌ خلب

وتُقدّر المجهودَ جاء لبذله

أستاذ شِبلك ، والجميلُ المَكسب

وتثمّنُ الإتيانَ يُمنحُ حِسبة

إن احتساب المرء طبعٌ يُحْسب

هذي النقودُ غداً ستربحُ أجرها

والربحُ عند الله ، نعمَ المأرب

لم يبق إلا العطر يمنحُها الشذى

لتجففَ العرقَ الذي يتصبب

عَرقُ المجيء لحَيّكم ولداركم

مَن ذا رأيت إذا سعى لا يتعب؟

ومَن الذي يُزْجي العلومَ مُبِينة

وتراه مِن تبيينها لا ينصب؟

أكرمتَ ضيفك ، والدليلُ قصيدتي

لك يا جوادُ بنبض قلبي تُكتَب

ويلفها سيفُ الحياء تكلفاً

والمدحُ بالخلق المُشَرّف يذهب

وأنا لشخصك بالوفاء نظمتها

لتصير عِرفاناً إليك يُقرّب

ووهبتها لك حِسبة ، تزْكي الإخا

والودُ أزكى ما يُعارُ ويوهَب

أأبا كريم حُزتَ – بالجُود العُلا

وبلغتَ منزلة تُرامُ وتُرغب

ذكّرتني بأبي وعَذب خِلاله

واليومَ ولى ، ثم ولى المَذهب

كم عاش يشملُ – بالعطاء مُعلمي

وكأنه فينا الغمامُ الصيّب

يُعطيه ما اتفقا عليه مُسبقاً

ولذا يُعلم طفله ، ويؤدب

ويوقر الأستاذ ، يرفعُ شأنه

وإذا رأى منه احتراماً يَطرب

أأبا كريم قل لمن بخلوا بما

آتاهُمُ المولى ، لذاك تهرّبوا

منعوا المعلم حقه ، وتعللوا

وإذا اشتكى افتعلوا الأمورَ ، وقلبوا

ولقد يُسوّفُ بعضهم في وعده

والبعضُ يخترعُ الزيوفَ ، ويكذب

والبعضُ يختصرُ الحقوقَ جهالة

ويَعُد ما يُعطي ، ودوماً يَحسب

والبعضُ يأكلُ حِصة مِن حقه

عجباً ، وهل عَرَقُ المعلم يُنهب؟

والبعضُ يَحقِرُ ما يُقدّم ساخراً

إن المعلم في حقيقته أب

أأبا كريم قل لهم في عِزةٍ

حق المعلم عندكم لا يذهب

أأبا كريم لو سردتُ تجاربي

ضاق المقامُ ، لذا تراني أكتب

كم ضقتُ ذرعاً بالمقالب ، لم تكن

ليُقرّها شرعٌ – هنا – أو مَذهب

وكم اشتكيتُ مِن المعاملة التي

يزهو بها خِبٌ يغشّ ويَنصُب

وكم اكتويتُ بأكل حقيَ جهرة

وغدا فؤادي لاعجاً يتلهب

أنا لست أعبأ بالدراهم ، إنما

آسى على نذل غدا – بيَ يلعب

أنا أعذرُ الفقراءَ ، إن لم يدفعوا

وببرّهم كفّ العطاء أخضّب

وأجيرُهم من فقرهم بتعففي

والزهدَ فيما يدفعون أغلب

أنا كنتُ يوماً مِثلهم ، وأقولها

فخراً ، ولستُ مِن الحقيقة أهرب

أأبا كريم كنت (قنديلَ) السخا

أنا لا أزكّي ، بل أراني أحسَب

والله حسبُك مِن ثنائي ، إنني

عن فرطِ إعجابي وحُبي أعرب

والله يشهدُ أن شِعري مُنصِفٌ

وأنا بهذا الشعر لا أتكسب

إنْ كنتُ قد وُفقتُ هذا مِن عطا

ربي ، وإنْ أخطأتُ إني المُذنب

وبرئٌ الرحمنُ مِن خطئي الذي

أخطأتُ ، إني عفوَ ربي أطلب

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة