عدد الابيات : 64

طباعة

لَمحتُ سَحَابتكِ الهاتِنَةْ

فهاجَت دُمُوع الجوى الساكِنة

ونام الخريرُ على مَخدعي

وأحسَستُ دِفءَ الدنا الساخِنَة

وجاءت على الصَّوت أمنيّتي

تُذكرُني وَحدتي الطاعنة

وتَمسحُ دَمعى ببرد الدُّجى

وتمحو أسى عثرتي الواهنة

تُصوّرُ لي ، كيف كُنا معاً

حبيبيْن في عزةٍ حاسنة

حبيبينِ سارَا ، ولم يِحسِبا

حِسابَ القؤوُلة ، والعائنة

سأحكي منامي لمحبُوبتي

وليسَ لعرافةٍ كاهنة

رأيتُ كأنكِ في غابةٍ

تسيرين فوق رُباً داكنة

لبستِ من الثوبِ مستورهُ

وكُنتِ من المُشتهي آمنة

وسِرتِ على الأرض مَزهوةً

بدينكِ ، رغم العُرَى الحاتنة

وطِفلاكِ: طفلٌ على راحةٍ

وآخر كالدوحة الواتنة

وغَشّى رِداءكِ قطرُ الندى

ومرتْ سَحابتُك الهاتنة

وحاولتُ لمسَك ، لمَ أستطعْ

لأنَّ الديار غدت عارنة

وغطَّى السرابُ حُدود المَدَى

ورج السَّحابُ صدى الآونة

ونارٌ وراءكِ تشوى الحِمى

وعاتٍ مقالته خامنة

بِضاعتُكِ الحُزن ، ثم البُكا

على عُسرِ أحوالنا الراهِنة

وجافٍ تَعقبكُم في الخفا

بقوس المعاقبة الآسنة

ونال غُلاماً لنا بالأذى

وأخفاهُ في غُرفة داكنة

وغلق بالكيد أبوابها

وغاب الأقارب ، والحاضنة

وبات الصَّغيرُ ، بلا رضعةٍ

وعانى مِنَ الرحم الخائنة

ينامُ ويصحُو على غدرها

يعيشُ على الذُّل ، كالماهنة

ويمضى أبوه إلى من طغى

فيشجُبُ أفعالهُ الشَّاطنة

ويضربه لم يَخفْ بأسَه

وفي كفه الدِّرة البائنة

تساءل: كيف تجُرُّ الفتى

وتفجع أمّاً له صائنة؟

يميناً تحرقتُ في ناركم

وفي خدعة الرحم الداهنة

ومهما فعلتم بأكبادنا

سنصبر في الأزمة الطاحنة

فرُدّ الفتى ، وانتظرْ ثأرنا

ففي صمتنا أسهُمٌ كامنة

سيأخذُ ثأرَ الفتى ربُنا

ولن تنصَر الرحمُ الخائنة

وعُدتُ بطفلي عزيز الخُطا

أفتشُ عن أمّهِ الآينة

أسائلُ عنكِ دُمُوع الثرى

وأبكيكِ في الليلة الداجِنَة

وما من مُجيب على صرختي

لأن القلوب هُنا غابنة

إلى أن وجدتُك فوق الرُّبا

تقولين باللهجة الحاسنة

بأنَّ الإله قوىٌ عزيزٌ

سيحمي الصغير من الحائنة

بَكيتِ ، وهيجتِ فيّ البُكا

وكُنتِ العَطوفة والسادنة

وكنتِ المُقيمة في دعوتي

فنعم المُقيمةُ والظاعنة

أخذتِ الصغير بتحميدةٍ

كأنك للملتقى ضامنة

وآتٍ أتاني على غِرةٍ

وقال: انجُ من سكرةٍ ماجنة

فقُمتُ من النوم مثل الدُمى

أردد باللفظة اللاحنة

وردَّ الضَّميرُ: ألا لا تثرْ

لأضغاث أحلامك القاتنة

ولكنّ هذا منامٌ عجيبٌ

يُعبرُ عن مِحنة كائنة

أثم إذا ما استُبيح الضنا

وعُرّض للفتنةِ المَارنَة

مع العَم سار بكل الصَّفا

ولم يسبر الصلة الضائنة

إذا بالعُمُومة سيفُ العِدا

وصَخرةُ غدر كما الزابِنة

ونارٌ تبيعُ اللظى والردى

وجمراتها بالدما  راقنة

علينا كمِثل اندلاع اللظى

فقُبحتِ من رحم شاحنة

لقد عُقتني عن بلوغ الذُرى

فما أنت للمرء بالزائنة

وكم نلتني بِصُنُوف الأذى

ليَ الله ، يا رحِماً شائنة

وألقيتني في مهاوي البَلا

عَجبتُ لأمركِ من ساطنة

ألا إن عِندي الهُدى ، والضيا

إذا كُنتِ يا رحمي شافِنة

تعاليْ ، وتوبي إلى ربنا

وكُفي عن الخيبة الطاحنة

وإن النعيم لفي توبةٍ

وليس بأرض ولا داجنة

وليس النعيمُ بِنيل الغنى

فإن الغنى فتنة فاتنة

أحبوا ضناكم لِربِّ السَّما

وليس لأمواله العاهنة

فلا يشتري حُبكُم بالعطا

كما الحالُ في الفَرس الضاعِنَة

وإن عِيَالي يُحبُونكم

برغم تهانيكُمُ الخابِنَة

وأم العِيَال لكم تنتهي

لها اللهُ مِن زوجةٍ حاصِنَة

رأيت المَكارم أخلاقها

وليستْ بكفارةٍ غابنة

تُحبُّ التواضع في شأنها

وليستْ بمُختالةٍ رافنة

وفي الحق سيفٌ عتي المَضا

وليست بمُحتالة آسنة

تميلُ إلى الجَد في أمرها

وهمتها في الهُدى فاطنة

وتهوى الحياة كما قُدّرتْ

وتُشبعها اللقمة الآبنة

تُطيع الحَليل ، تُحب الوفا

وإنْ يأسَ كانت هي السادنة

أَعِدها إلهي إلى دارنا

فإن الحياةَ هُنا فاتنة

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة