الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » يا صاح فيم اعتذاري؟

عدد الابيات : 77

طباعة

ألا فيم اعتذاري يا أخَيّ؟

أتهذي في اليباب النرجسيّ؟

ألا يا صاحبي فيم الأسى

وقد بات اللظى قوت الأبي؟

وإن الغدر يُودي بالوفا

وقلّتْ حِيلتي خلف الدوي

وخان الصحبُ عهداً بيننا

وعانى الصدقُ أشواقَ المُضي

وجنات تعاماها الورى

ألا ، هذا صنيعُ الجاهلي

سأحكي قصتي معْ صاحب

سقاني الغبنَ بالقول الغوي

وأودى بالأماني والصِبا

وأردى بالتجني كل شي

تعارفنا ، وزرنا بعضنا

وأعطاني المَعين العَسجدي

وكانت رغبتي وصلَ الفتي

وأضحى بيننا الحب الحفي

وكان القلب يرجو أنسه

رجاء المستهام العبقري

وقد زارت فؤادي فكرة

يدوم الود هذا اللؤلئي؟

أم الواشون يرمون الحِمي

بأحجار التجني يا أخَي؟

وقوّانا صديقٌ ثائرٌ

وفي المَكروه مِعوانٌ قوي

تحدّي الكل فينا صابراً

وجلي من أحاديث النبي

وأعطى ما تبقى عنده

من الأقباس والرشد الخفي

ولم يبخل علينا لحظة

وخص الصحب بالجود الرضي

وكان النور فِي ليل الدجي

وكان الصحب فِي الدرب العصي

وأمسى دربنا نحو الهدى

وكان الحِب والخِل الذكي

وأسدى عقله في هامتي

وأزجى فكره في مُقلتي

تحاببنا ، وودعنا الكرى

وأخلصنا لحب سرمدي

وذابت بيننا أفكارنا

وقوّى عزمَنا نورٌ سوي

وأمسيْنا صحاباً فِي الورى

ومَن أضحى بعيداً فالدعي

ولم نقبل صديقاً رابعاً

تعاهدنا على الوصل الوفي

وبتنا خير من داس الثرى

خلعنا كل عُرفٍ جاهلي

تآخينا بأرواح سمتْ

وأخلاق يُدانيها التقي

وعٌدنا للدليل المهتدي

ولم نعرف هِياج المذهبي

علونا فوق أخطاء الورى

وما من بيننا غِر عَتي

وشاء الله أن ينأى الضيا

بعيداً  بات ها ذاك الفتِي

وعانينا فراقاً لاعجاً

وظن الموت مأفون غبي

وناشدناه: هيا فانتشلْ

رفاقاً أنت منهم يا ولي

ولا تنس الوصايا والوفا

وكن خلاً ، له قلبٌ تقي

وقد كنت الصديق المرتجي

تذكرْ ، أنت بالذكرى حري

وإن الود باق بيننا

عن التعريف أتقانا غني

فآتانا خطاباً عاجلا ً

وطال الوعد بالحسني علي

فعاودت اتصالي لم أثرْ

ورجعتُ التحايا والروي

وطرزت احتفائى بالمُنى

وآفاق الأماني فِي يدَي

وأمّلتُ الرحيل المجتبي

وأمسي الطوق ممتداً إلي

ووفى العهدَ حتى سرني

وداري قد قلتني والمُطي

وفارقتُ الأهاليَ باسماً

فلي في غربتي خلٌ شجي

وغطت فرحتى بلوى النوى

بلقيا صاحب شهم ندي

وعشنا شعلة تهدي الورى

لدين الله والدرب العلي

وكانت محنة المولى لنا

ليُدرى الشهمُ مِن ذاك الردي

وضم الله نبراساً لنا

فقلنا العون فِي الحال الدني

يشد الأزر يحمي ظهرنا

بآي الذكر يحمي والعِصِي

يرد الكيد ، لا يخشى العِدا

وفوق الساعد الفذ القِسِي

ولكنْ فيه أغضى ظننا

وأمسى سيف عدوان عيي

وأخفى كيده في خِسةٍ

وقد أمسيت نهباً للشقي

وثانينا تمطى هازلاً

طواه الهزلُ طياً أي طي

وباع الدين والتقوى معاً

ولوى الإيمانَ لياً بعد لي

وصارا مِشفراً فوق الهُدى

يُدَمّي في الدياجي كل حي

وقد هزا فؤادي جهرة

وشجا قلب مولودٍ لدي

وما ذاقا اغترابي في الدنا

ولا ارتاحت أساريرُ الصبي

وما صدقت فيهم واشياً

وأكثرتُ احتسابي ثم وي

وفي جمع تناقشنا معاً

فقالا: قد فعلنا كل شي

نقاشٌ دام ساعاتٍ ، وما

سمعت الحق لكنْ كل غي

وقد ملت أساريرُ الملا

مِن البهتان والزيف الغوي

فقلتُ: اللهُ قاضٍ بيننا

وسُم الزيف أعمي ناظري

دعوتُ الله يقضي بيننا

وأعلنتُ اعتصامي بالقوي

وإن الله مولى جنده

وربي عن براياه الغني؟

إذن فيم اعتذاري يا أخَيّ؟

أعن حق؟  أعن قول النبي؟

وما ذنبي إذا ذل الفتى

وأفضى مثلما تُفضي البغي؟

وأدمى عِرضنا ، باع الهُدى

ويهذي أنه فينا الوصي

وأمسى لقمة تكلا العدا

وأضحى عندهم نعم النجي

ومحشو بأهواء الدنا

وخال من هُدى ، بئس الخلي

على اسم المصطفى كان اسمه

ويأتي الزيف وضاح الفري

يبيع الحق ، يُردي أهله

ولا تلقى لهذا من سَمي

لقد أمسى بقيعان الثرى

ويبرا منه ديني والنبي

أما زالت تناغيه الرؤى

هنا من فجر ربي للعشي

وقد غاضت فيوضات الهُدى

علينا مثلما اليوم الشتي

مضى كل الذى بيني سُدى

وبين الغادر الوغد الدجي

ولن آسى على ما قد مضى

ويوم الفصل آتٍ ، يا نسِي

لقد زالت سجايا عُرْبنا

وغابت عن سنا الدنيا عدي

وقد بادت أمالي شرقنا

مضى من عالم الذكرى لؤي

فليس الغِر من أحنافنا

ولا من عُرْبنا ذاك الدعي

أرى أمثالك اليوم الغثا

وفي ساحتنا بئس الدلي

وللجبار إني أشتكي

ولقيانا مُحال يا قصي

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1854

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة