الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » إنك لا تهدي من أحببت! (تلميذتي حفصة)

عدد الابيات : 81

طباعة

أذهِبي ما بالنفس من أشجانِ

واستقيمي على الهُدى الرباني

وأعيدي من ذكريات التسامي

ما يُسَلي خواطرَ الإنسان

وأميطي الأستارَ عما توارى

مِن بقايا قصائد الديوان

وأعيري الإحساسَ حُباً وشوقاً

لبيان الإسلام والإيمان

وأذيبي بُعداً طوى كل ذكر ى

وتحدّي بُحبوحة السلوان

واملئيني فخراً بما شِدتِ يوماً

مِن جليل الأخلاق والأركان

واجعليني أختالُ تِيهاً بنصحي

يوم كنتُ أدعو بكل تفان

واصدُقيني الأقوالَ لم تحو كِذباً

أتملى منها الرؤى والمعاني

واغمريني بطاعة الله دوماً

ليس شيءٌ كطاعة الديان

واشتريني من وسوساتِ فؤادي

حيث كنتُ استيأستُ مما أعاني

أنت مني بُنيتي بعضُ ذاتي

نبتة قد سَقيتها إحساني

كم أجبتُ عما سألتِ بصِدق

دون غش في القول أو كِتمان

ثم كانت إرهاصة للمعالي

عبْرَ نصح مستيقن العرفان

كنتُ آسي أن لم تردّي جوابي

ويُواسيني فيكِ طيفُ الأماني

كم رسمتُ للحق درباً جلياً

مستعيناً بالعلم والقرآن

كم أبنتُ الشرعَ المطهر قصدي

أن تعشن في طاعةٍ وأمان

كم تصدقتُ بالبيان احتساباً

والبناتُ يرفضن أنقى بيان

كم حملتُ البشرى لكُنّ انتصاراً

للسجايا من عالم الخسران

كم وعظت حتى مللتُ الوصايا

ثم باءت بالترك والخذلان

كم تناولتُ أمّهاتِ القضايا

كم وزنتُ الأمور بالميزان

كم قصصتُ من قصةٍ ذاتِ مغزى

باحترام في السر والإعلان

كم دللتُ دوماً على الخير غيري

رغم ما ألقى من لظى العدوان

وأراني أدليتُ دلوي وحيداً

في فريق يأوي إلى العصيان

همّهُم جمعُ المال دون اكتراثٍ

كيف مالوا للمال كالعُبدان؟

كنتُ وحدي أصْلى بنار التحدي

كيف أنأى عن لفحة النيران؟

كنت أبني ما يهدمون ، وربي

بينما هدّوا بنيّة البنيان

والبناتُ في الفصل مستهجناتٌ

ما يقول المستنكر المتفاني

لا يُطقن التذكيرَ بالله يُجْلي

هاجساً مِن وساوس الشيطان

كيف تأبى هذي البناتُ التسامي

عن ضياع في عالم الذوبان؟

كيف تأبى السموَ عن كل رجس

جاءهن مِن أمة الكفران؟

قد غرقن في تيهِ أهل المخازي

وانحلال التلمود والصلبان

كنتُ أرجو لهن أطهرَ هدي

شِرعة الله الخالق الرحمن

كنتُ أرجو انتشالهنّ ، وربي

من ضلال الأحبار والرهبان

كنتُ أرجو إنقاذهنّ ، وربي

من أساليب الطغمة الذؤبان

كنتُ أرجو إيضاحَ مُر الخفايا

بالدليل المصحوب بالبرهان

كنتُ أرجو احتشامهنّ ، وهذا

أمرُ ربي والمصطفى العدنان

كنت أرجو تعليمهن المعالي

في عشير يأوي إلى الأوثان

كنت أرجو ما أرتجيه لنفسي

من نجاةٍ ومن دخول الجنان

كنت أرجو لهن خيراً كثيراً

سُقته بالإخاء والتحنان

قد غرقتن في التبرج ردحاً

وهْو بحرٌ عاتٍ بلا شطآن

ففتاة جاءتْ بدون حجاب

والحجابُ دِرعٌ لذي الأبدان

كيف تسعى بين الرجال فتاة

بالجمال المستعرض الفتان؟

وفتاة تختال في ثوب عُري

فاح منها غصباً شذى الريحان

غصنُ بانٍ قوامُها يتمطى

بات يسبي نواظرَ الشبان

وعلى الوجه دندناتُ التصابي

هل جمالٌ يسبي كحسن الحِسان؟

والشعورُ فوق الظهور تدلتْ

قد تثير غرائز العُميان

والعيونُ فيها مِن الكُحل سِحرٌ

يا لبلواء العاشق الولهان

وفتاة تمشي بكل دلال

مِشية الصبّ المُغرم السكران

تضرب الرجل كي تبين اللآلئ

مثلما تمشي مُومسات الغواني

تختلُ الصب بالحُلِي ، وتسبي

عقلَ كل مَن مال للنسوان

وفتاة باللفظ تسبي خديناً

مستهاماً مِن شِلة الأخدان

كل حرفٍ له طلاوة نطق

والتراكيبُ مثلُ جرْس الأغاني

والترانيمُ كالأغاريد نشوى

مشرقاتٌ مستعطراتٌ حوان

كروانٌ يشدو بصوتٍ رخيم

والمعاني تذوب في الألحان

وخضوعٌ بالقول دون احتياطٍ

مِن قلوب تنوءُ بالأضغان

كنتُ أعطي ، والصدّ منكن أعتى

وي كأنا في ذي الوغى خصمان

فابنة مني تشتكي دون حق

ثم تزجي الزعُومَ بالبهتان

وتشيعُ عني الأغاليط ظلماً

كي تراني في ذلةٍ وهوان

وابنة عني تفتري ، لا تبالي

والقلوبُ فيها من الشنآن

تتجنى زوراً على مُستضام

كم يُقاسي خيانة الخلان

تدّعي أني للبنات عدوٌ

هنّ عندي مثلُ الإماء عوان

كيف رجماً بالغيب تطعنُ عِرضي؟

بكلام قد فاق جرح الطِعان؟

وابنة عني عرّضتْ بالحكايا

زيفهن يُزري بكل لسان

رغم أني ما نلت منها بتاتاً

بل بذلتُ المعروفَ دون توان

وابنة في الإعراض ليست تبارَى

فالكلامُ منها كضرب السِنان

شوّشتْ عن أستاذها في أناس

يعشقون التشويش كل أوان

واحتسبتُ علّي أفوز بفضلي

تستفيد من جذوة التبيان

والمليكُ يهدي الذين استجابوا

واستبانوا معالمَ الفرقان

قد هداكِ للحق بعد التردي

فنجوتِ من لجة الطوفان

فاشكري مولاكِ الجليلَ جزيلاً

فالمَزيدُ في كثرة الشكران

 حفصة الخير زادكِ الله عِزاً

والتزاماً على مدى الأزمان

أنتِ ترجمتِ النصحَ قولاً وفعلاً

وفق تشريع الواحد المنان

وليَ الفخرُ أن دعوتُ فتاة

واستجابت ترجو سَنا الغفران

كلماتٌ من فيك أحيتْ طموحي

والوعودُ إشراقها قد سباني

 حفصُ وفي ما قد وعدتِ وكوني

من ربيبات الرشد والرّجْحان

والزمي الحق في ثباتٍ وعزم

واحذري (حفصُ) من دندنات القِيان

والحياة كنز ، فلا تفسديها

كيف تُرْدِين غاليَ الأثمان؟

واهجري مَن تهوى ركوب الدنايا

كاللعوب تشتاق للأخدان

أنتِ فضلى ، لا تصحبي غيرَ فضلى

ذاتَ دين بين الورى وصِيان

وختامُ الأشعار عَذبُ دعائي

والحنايا تزفّ أزكى التهاني

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة