عدد الابيات : 44

طباعة

خاب الضلالُ ، وأزهِقَ الطغيانُ

وطوى جموعَ الظالمين هوانُ

تعس الطغاة تعاسة أبدية

ودهاهمُ التتبيرُ والخسران

وتجرّعوا ما أشربوه شعوبَهم

ونعاهمُ الأهلون والأعوان

كم أفسدوا هذي الحياة بظلمهم

حتى طغت فوضى ، وزال أمان

كم روّجوا للمُوبقات بهزلهم

وعلى الفساد كبيرُهم مِعوان

كم حاربوا الإسلامَ دون تورّع

وبدارهم أمسى الرشادُ يُهان

كم ناوأوا صور الصلاح جميعها

والعُدّة التضييقُ والبُهتان

كم عربدوا في الأرض واستبقوا الخطا

نحو الضياع ، فضجّتِ البُلدان

كم أبطلوا حقاً ، فسادت فتنة

همجية ، واستأسد العُدوان

وأتى على الأنساب دَورُ سُفولهم

والوالداتُ استأن ، والولدان

حتى الولادة حرّفوا قانونها

لتموت من ألم المَخاض حَصان

في الأرض آلامُ الولادة طارئٌ

تُجرَى الولادة ، ما لها أثمان

ويُباشَرُ التوليدُ دون تعنتٍ

يكفي الذي تشقى به النسوان

إذ ما البديلُ أمامَ أم أكمَلتْ

أيامَ حَمل ، وانقضى الحُسبان؟

وأتى المَخاضُ يهدّ عزمَ كِيانها

إن كان فيها لا يزال كيان

فاحتارتِ الأمُ الكسيرُ فؤادُها

إذ غالها الإجرامُ والطغيان

فشكتْ إلى الله المصير ، وأطرقتْ

وطغى على تفكيرها استهجان

وبدا سؤالٌ لا يُطاق جوابُه

هل سَن ضنكَ حياتنا إنسان؟

هل نحن صِرنا أعبُداً وعوابداً

ووليّ نعمتنا الأميرُ (فلان)؟

هل كل شيء حولنا ذو قيمةٍ

أما رخيصُ السعر فالإنسان؟

هل أصبح القانونُ سيفَ مَذلةٍ

فليَخسأ القانونُ والميزان؟

هل أصبح الفرعون رباً فلنطع؟

فالعبدُ مقترنٌ به الإذعان

هل زايلتْ قيمُ الأصالة دارنا

وغدا مُقنِنَ نهجنا الشيطان؟

لم حِرتُ في أمري وأمر ثلاثتي

واحتار زوجي المُحبط الغضبان؟

في كل مُستشفىً تُجرّعُنا الشقا

فنعود تعدو خلفنا الأشجان

ونلوكُ بلوانا ، ونزدَردُ العنا

ونقول: هل هذي لنا أوطان؟

حملي ثلاث ، تلك كل جريمتي

أوَلم يُطالبْنا بذا (العدنان)؟

وبمن يُباهي في القيامة غيره؟

أين الحِجا والرُشْدُ والرّجحان؟

والعقلُ أين لِفهْم سُنة (أحمدٍ)؟

هل سُنةٍ وئدتْ ، ومَرّ زمان؟

أأطوف في المستشفيات ذليلة

ويُذاع سِرّ الحَمل والإعلان؟

وتشيعُ – بين العالمين فضيحة

عني؟ فما جُرْمي؟ وما عِصياني؟

وتدورُ عائلتي تُفتشُ في الورى

عن حل مشكلتي ، وليس تُعان

حتى بدتْ وسط الأنام صديقة

البر والتقوى لها عُنوان

قالت: خذوا هذي البطاقة ، وانهضوا

لا الوقتُ يُسعِفكم ، ولا الصبيان

ووضعتُ أولادي ، وكانت فرحة

لمّا يَزرْ أنداءَها النسيان

حتى أتى تسجيلهم ، فأذاقني

قلقاً ثوتْ – لمراره الأجفان

فاحتلتُ حتى سُجّلوا لقطاءَ ، لا

يُدرَى لهم أهلٌ ولا إخوان

لقطاءُ رغم أب وأم أنجبا

وكأننا في ذي الدنا أخدان

أمِن السِفاح رُزقتُهم ووَضعتُهم؟

أين الدليلُ عليه والبرهان؟

لقطاءُ لا أبناءَ ، يا لفضيحتي

هذا وربي والردى صِنوان

هذي ضريبة غربتي وسط الغثا

وسعادتي فيها هي القربان

ما كنتُ أحسِبُ أن أعاني هكذا

وبرغم أني عَفة ورَزان

حسبي إلهُ الناس مما راعني

فالمستعانُ الخالق الرحمن

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة