الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » الجزاء من جنس العمل! (قصة الخادمة)

عدد الابيات : 24

طباعة

مِن جنس فعلك تُجزى والهوى سَببُ

وانظر تصاريف مَن جاؤوا ومَن ذهبوا

مازلت تَبطش بالفتاة في صَلَفٍ

يا ظالماً سَمْته في عيشهِ الغضب

حتى أَصبتَ من الفتاة جارحة

لا ماسَ يَعدِلُها كلا ولا ذهب

أرسلتَ كفك لم ترحم تغرُّبَها

إن الذليلة مَن تنأى وتغترب

وانهلت ضرباً ، ولم تعبأ بحُرمتها

كأنما فارسٌ مستبسلٌ ضَرِب

كأنها يا عديم الرِّفق جاريةٌ

وللجواري حقوقٌ ، بيننا الكُتب

ما بالكَ اليوم وحشاً تستبد بها

أقل سوءاً ضواري الغاب والدِّبَبُ؟

أغرّك الدمع مِن عينّيْ معذبة

يَهمي ، وعانية ترثي وتنتحب؟

ألم تَرِق لآهاتٍ مسربلة

جادت بها طفلة تأسى وتحتسب؟

ألم يُخفكَ دعاءٌ قد تُصوّبه

نحو السماء ، وقد طالت بها النوب؟

مظلومة تلك تشكو بأس ظالمها

وما الدعاء عن الجبار يُحتجب

ألم يَهزك منها ضعفُ حِيلتها؟

وأين منها لكي يَصُدَّ عنهاْ أب؟

ألم يَردّك عنها صمتُ لهجتها

وخاطرٌ مِن لهيب الضرب مضطرب؟

ألم تحِس بأناتٍ تُحَطمها

حتى طواها الجوى والوَجدُ والكُرب؟

لولا افتقار ذويها للنقود لمَا

هوتْ يمينُك فوق الوجهِ تلتهب

هي الكريمة ، لكنْ أهلها غلطوا

وبالكرامة يُودي الفقرُ والوَدَب

هي العزيزة ، لكنْ ذلُّها قدرٌ

وللرضا أثرٌ يُرجى ويُطلب

والصبر لا شيء في الطاعات يَعدله

وكل أنواعه للمبتلى قُرَب

والظالم الدهر مرهونٌ بما اجترحتْ

نفسٌ حقوقَ الورى بالجبر تَغتصب

مهما تَمتَّع بالإمهال يَصرفُه

عن الرجوع فللإمهال مُنقلب

وسُنة الله في الإنسان ماضيةٌ

والدهرُ حالان: حزنٌ بعده طَرب

إن الجزاء بفعل العبد مُتصلٌ

وبين كلِّ بدا لمن يعي سبب

فازرعْ جميلاً تجدْ بُشرى عواقبه

فلن يُمِدك بالزقومة العنب

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة