عدد الابيات : 40

طباعة

يا شر من سكن الديارَ عُبدانا

رزقتمُ الخذلَ أشكالاً وألوانا

وذقتمُ الكيد من قوم لكم دفعوا

وزادكم ربنا ذلاً وخسرانا

أضللتمُ الناس بالأدوار قد حُبكتْ

حتى حشوتم بزيف القول أذهانا

واستعذب البعضُ ما تلقون من شُبهٍ

وأيقن البعض ما تحكون إيقانا

واستهجن البعضُ ما حوت حناجرُكم

من النفاق غدا بالسبك مُزدانا

سحرتمُ الناسَ بالألفاظ مائعة

كي تنصروا سَفهاً يعلو وطغيانا

والجاهلية أغراكم تحايلها

على نصوص الهُدى زوراً وبُهتانا

أعمى العطاءُ عن التقوى بصائرَكم

فصار أغلبُكم – للظلم أعوانا

من أين جئتم؟ ومَن للكيد جَندكم؟

ومَن يُموّلكم بَغياً وعدوانا؟

ألا تحسّون – بالأجيال تحقِرُكم

ولا تعيرُ لمَا تلقون آذانا؟

ألا ترَوْن خطاياكم تُلاحقكم؟

وإن فيها على العصيان برهانا

ألا تُفيقون من سُكْر ومن عمهٍ؟

والعيش يلفظ مخموراً وسَكرانا

إلى المليك ألا يُنيبُ جمعُكمُ

فتجعلوا التوب للرحمن قربانا؟

ألا تلبي ندا المولى ضمائرُكم

أنْ أخلصوا دينكم حباً وإيمانا؟

أما اتعظتم بما قد كان مِن نذر؟

أم العقولُ قلتْ رُشْداً ورُجحانا؟

أما اعتبرتم بما قد حل من محن

آثارُها بقيتْ في الأرض أزمانا؟

أما أتاكم من الأنباء أصدقها؟

أم صرتمُ لبريق الزيف عُبدانا؟

إني أرى مسرحاً غِيضتْ ستائرُهُ

وللعرائس رقصٌ بدؤهُ حانا

وللخيوط أيادٍ خلفها ادّرأتْ

تشد حيناً ، وترخي بعدُ أحيانا

وللعرائس ترجيعٌ وتصدية

منها ترى العينُ أشكالاً وألوانا

وللترانيم فحواها ورونقها

كي يسمع الناس أنغاماً وألحانا

فيؤخذون بما تُلقي عرائسهم

من المبادئ لا تلقى لها شانا

لاكتْ ضلال الألى صاغوا عبارتها

وردّد الناسُ ذا صُماً وعُميانا

واستوعب القومُ هزلاً ساد عالمهم

واستظهروه زرافاتٍ ووُحدانا

وصدَّقوا كل ما نالوه من كذب

وأذعنوا لدعاة الزور إذعانا

واستهجن الناسُ حقاً كان يرفعهم

كأنما اتبعوا هوىً وشيطانا

إذ العرائسُ بالتغرير ما فتئتْ

تُغوي الجماهيرَ إسراراً وإعلانا

تُحقق اليوم للطاغوت مأربه

حتى تُرسّخ للتبرير أركانا

وتُوهمُ الناس أن الصمت مصلحة

وأن للكلمات الهُوج أثمانا

فما أرادتْ لهم إلا الخيورَ بدتْ

تريد خيراً وتوفيقاً وإحسانا

يا ذي العرائسُ ملّ الناس ما ألفوا

مِن الخِداع سَرى ، إذ كان فتانا

وأمركِ اليوم مكشوفٌ لناظره

مهما تجمّل بالتلميع ، وازدانا

والعصرُ عصرُ علوم عمّ أصدقها

والتقنياتُ ارتدتْ في البحثِ تِيجانا

فزايلي مسرحاً لم تُغن حِيلته

شيئاً يُقيمُ لدى التنظير مِيزانا

وخلّ عنكِ خداعَ الناس ، وانتبهي

لصحوةٍ رُزقتْ في الفهم فرقانا

مُري الذين خيوط المكر قد مسكوا

أنْ لا يشدّوا لصرف الناس أرسانا

والدَور آتٍ على مَن يَدعمونهمُ

وإن تأخر يا أوغادُ أزمانا

تفنى العرائسُ مهما غرّرتْ وبغتْ

وسوف تلعنُ أنصاراً وأعوانا

ويبرأ الناسُ ممن شادٍ مسرحَها

ويخذلُ الله أهل السوء خذلانا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة