عدد الابيات : 43

طباعة

كمْ بهذا الكون دُورٌ تهدمُ

ورؤوسٌ – في البرايا – تجْرمُ

وقلوبٌ – في هواها أسِرتْ

وعقولٌ يشتريها الدرهم

ورجالٌ – في دجى الغيّ مضَوْا

ونساءٌ – للرزايا مَغنم

وبيوتٌ سُودتْ أيامها

ثم عاشت – في المخازي تنعم

وقوىً في الشر والبلوى ربتْ

ولها في الكيد سيفٌ ينقِم

وعلى الكفر عبيدٌ أكْرهوا

فاستكانوا كي يسود الأظلم

وعلى الفسق نفوسٌ قبضتْ

أزّها – نحو الضلال الأرقم

وكذا في الزيف خطتْ كتبٌ

ضل من صاغوا ، وخاب المِرقم

وعلى البهتان ماتت همّة

صانتِ الزور ليرضى المجْرم

وفهومٌ غرّها إفلاسُها

فاحتواها – في السراب الديلم

ورجالاتٌ – على الخير قضوْا

كل يُمنى كان فيها أدهم

وديارٌ من سنا الوحي خلتْ

وشبابٌ في قراها يُهدم

وخطايا ارتكبتْ بين الورى

ورزايا غاص فيها الهُوّم

سبّب الشيطانُ هذا كله

وشقيٌ من له يستسلم

وله في الكيد نفخ لافحٌ

وحُسامٌ قاصلٌ لا يُثلم

كم أضلّ الخلق في هذي الدنا

يكرهُ الخير ، ومنهُ ينقِم

ويخاف الناسُ من تسويلهِ

وكأنّ الغِر هذا ضيغم

بدأ الجولة لمّا لم يُطِع

ثم نال العز يسمو آدم

عندما سوّاهُ ربي طيّباً

نفخ الروح ، فقام القيّم

قال بعدُ للملائك اسجدوا

فأطاعوا الله ربي الأكرم

وإذا الإبليس يعصي ربه

وله رأيٌ بليدٌ طلسم

خبّأ الثأر الطريدُ المفتري

كي يُضِل الناس مَن قد أسلموا

زادُه الشر ، ونارٌ دربُهُ

ثم مأواه – من المرء الدم

وخيوط الزيف من ألوانه

وله – في الخلق – صحبٌ خوّم

مُوغلٌ في الغي ، هذا طبعُهُ

وهُدى القرآن منه يعصِم

كم أضل الخلقَ في هذي الدنا

وله – في الكيد – نفخ أبكم

وكثيرٌ في الورى أعوانه

إنهم جمعٌ غويٌ بلتم

كل من حرّف هديَ المصطفى

كل جبّار عتيٌ يظلم

كل فنان تحلى بالخنا

وعن الأخلاق أمسى يُحجم

كل سحّار مَريدٍ في العَدا

وله – في السحر – دَورٌ مُحكم

كل من يسحق بُنيان الحيا

وله في السحق سيفٌ صَيلم

كل من يكتب هزلاً ماحقاً

وضلالاً في التردي يُضرم

كل فرعون ضلالٌ هديُهُ

ويُعادي الحق لا ، لا يرحم

كل طاغوت بغى في حكمه

وبقانون البرايا يحكم

كل قارون سرابٌ مالهُ

وله سمتُ التعالي مَعْلم

كل هامان جهيرٌ ظلمه

ساعدُ الفرعون ، بل ذا أظلم

كل من غنى ليُغويْ جيلنا

قبّحَ اللحنُ ، ومِن بعدُ الفم

كل من زندق أهل العلم ، لم

يلتمس عُذراً ، فهذا أجرم

كل من يُظهِر في دنيا الورى

بدعاً كُفرية لو يعلم

فإذا تابوا ، فرَبي غافرٌ

وحليمٌ ولطيفٌ راحم

فارحم اللهم جيلاً ضائعاً

واخذل اللهم قوماً أجرموا

واهدِ مِن خلقِك مَن فيه الهُدى

مُنّ بالتقوى ، فأنت المنعم

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة