عدد الابيات : 58

طباعة

رب إني لمَا لديك فقيرُ

إذ أجرتُ مَن أقبلتْ تستجيرُ

لم أقطبْ لها جبيناً ، فقرّتْ

وكلامي من الفؤاد بشير

لن تراعي ، وأنتِ في العين قطعاً

وأنا مِن كل الذئاب نصير

قد سبرتُ أغوار أهل المخازي

وأنا – بالمستهزئين خبير

وأحطتُ بما يَدين كلابٌ

فأنا بالمستكلبين بصير

فتنة تغتال الفضيلة جهراً

وانحطاط في كل وادٍ يمور

وضياعٌ يُودي بكل عزيز

وتردٍ على المعالي يُغير

وارتكاسٌ في حَمْأة الجهل يُزري

ثم جيلٌ – بالموبقاتِ قرير

وسبايا  أمسين رهن الأعادي

في يدٍ قيدٌ ، ثم في الجيد نِير

وحقوقٌ هانت على ماليكها

والذي أودى بالحقوق فخور

وشبابٌ – بالمُخزيات تباهوْا

ثم جمْعٌ من الضحايا غفير

في حروب مَن ذا يُدير رحاها؟

مَن يُغذي ناراً عليها القدور؟

مَن وراء الفساد يجتاحُ قومي؟

وإلام يقود هذا المصير؟

مَن يزكّي الأهوال في كل صُقع؟

من يذر النيران حتى يسير؟

مَن أباد الأخلاق مِن كل دار؟

وذهابُ الأخلاق أمرٌ خطير

واستباحَ الأعرافَ في كل نفس

كي تضيق ذرعاً بهن الصدور

كم سألتُ ، ولا جواب لسؤلي

واسألي شِعري ، والورى ، وشُعوري

ودموعي بالشِعر تغضي حياءً

وأنيني على المصاب كسير

كم نصحتُ ، وكم طرحتُ حُلولي

وأنا بالنصح العفيف جدير

لكنِ القومُ – للهوان استكانوا

بئس طبعٌ يُشقي ، وبئس عشير

أختنا في الإسلام لا تتوانيْ

والزمي التقوى ، فالعذابُ مَرير

طاعة المولى سمتُ مَن قد أنابت

لم يوسوسْ في صدر تلك الغرور

فاعملي بالشرع الكريم احتساباً

واحذري ما تطوي مَداهُ القبور

أنتِ بالإسلام الحنيف منارٌ

تستدلّ بنوره من تدور

أنتِ خيرٌ تحتاجه كل حيري

ودليلٌ يهدي الورى وضمير

وانطلاقٌ نحو الهدى والتسامي

أنت من هذا الخير نعم سفير

فيكِ ما خاب الظن ، والسترُ بادٍ

والسوادُ سِترٌ حشيمٌ وقور

ومن الرأس قد تدنى خِمارٌ

فقلاها تبرجٌ وسفور

وعليها الجلبابُ خيرُ لباس

عسجديٌ تغار منه الخدور

واليدان كلٌ بقفاز تقوى

ما لكفٍ بين البرايا ظهور

والنعالُ لا صوت من أي سير

إنْ رمالٌ – من تحتها – أو صخور

ولها صوت خافتٌ مستكينٌ

في صداه حقاً نشاذ يسير

قصدته كيلا يكون خضوعٌ

إنما القولُ بالخضوع مُثير

حدثتني بلهفةٍ واضطراب

والتجاءٍ ، ذو البأس منه يخور

ما دهاها حتى أرادتْ جواري؟

وعلى ذي الأعراض إني غيور

خِلتها بنتاً قد علتها الدواهي

فانبريتُ ، وبي تحدٍ جسور

فأشاحتْ بالوجه عني بعيداً

ثم قالت: خلفي شبابٌ حقير

تبعوني ، ولم يرقوا لضعفي

وكأني بين الضواري جزور

بكلام منه الخلاعة فاحت

وابتذال طغى عليه الغرور

فدعوتُ المليك قلت: اكفنيهم

إن ربي على نجاتي قدير

فإذا بي أمام شهم أمين

قلبُه إذ أصغى إليّ كبير

قلتُ: كلا ، لن يجرحوكِ بحرفٍ

فأنا ليثٌ إن ثأرتُ هصور

فاستريحي من العناء ، وكوني

في أمان ، هذا أخوكِ مُجير

سيبوءُ بالدحر كل جبان

ما استوى ليث حاربٌ وبعير

ودفاعي عن عِرضك اليوم زادٌ

ليذودَ عني الرحيمُ الغفور

أنتِ مني مثلُ ابنتي ، صدقيني

دُوحة قلبي إن شواكِ الهجير

ولساني يصدّ عنك الدعاوى

ويراعي إما يذودُ طهور

وقريضي مستبسلٌ وانفعالي

إن يَذرّوا الصَبا ، فشِعري الدبور

كلُ ما قد سطرته عنك حقٌ

ينصفُ العصما شِعرُه والنثير

واسمعي يا أخت الحنيفة نصحي

إن نصحي إما غفلتِ نذير

لا تسافرْ فضلى بدون رفيق

مَحرمٌ يُردي مَن عليها يجور

سُنة غابت عن كثير ، وتاهت

بين هذا والهازلين دهور

فاستفيقي يا أختُ مما دهانا

مِثلُ هذا يحتاط منه الحذور

بالشباب الخليع غصّتْ قرانا

والأسودُ صعبٌ عليها الزئير

وغزينا بالفن مِن كل لون

والحياة إلى الهلاك تسير

فاستفيدي مما أقولُ ، وجدّي

ربما تهديكِ السبيلَ سطور

ورجائي أنْ لا تعودي لهذا

ورعاكِ المولى الجليلُ القدير

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة