الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » وشهد شاهدٌ من أهلها! (غربيات منصفات)

عدد الابيات : 36

طباعة

أقوالهن يواقيتٌ مِن القيمِ

تضيئ درباً غدا مُحْلولك الظَلمِ

تُبيّن الحق ، تستجلي معالمه

وعنه تطرحُ ما يخفيه مِن تهم

وتكشف الزيف كيلا يُستعان به

على ضلال ملايين مِن الأمم

وتستزيد بها الشعوبُ تبصرة

بما لدى الغرب مِن تهتكٍ عمم

بئس الحضارة أهلوها بها افتتنوا

فجرَّعتهم صنوفَ البؤس والوضم

ودمّرتهم ، ولم تحفظ كرامتهم

وألجأتهم إلى التشريد والعدم

وخرّبتْ دُورَهم ، والأرضَ قاطبةً

بما احتوته مِن التتبير والنقم

وللنساء نصيبٌ لا حدود له

من الضياع سرى في كل مصطدم

فالمرأة انحرفتْ عما أنيط بها

لمّا استهانت بما في الناس مِن قِيم

فأصبحت سِلعة في سُوقها رخصتْ

وكم تساوم مثل الشاء والنعم

تلقف العيرُ في الأصقاع فتنتها

واستعذبوا العُرْيَ تُزجيه لمُلتهم

وصوّروها بأوضاع تُحَقرُها

حتى غدت سَبباً يُفضِي إلى الجُرُم

وأوقدوا النارَ تكوي كل واردةٍ

وللسعير كلاليبٌ من الضرم

وأصبحت أمَة تأوي لسيّدها

يسوقها طرباً للمَرتع الوَخِم

واستعبدوها لمَا سَنوه مِن عَفن

والأمرُ ليس على حُر بمنبهم

وكبلوها بأصفادٍ تسربلها

فلم تعد في الدنا تسعى على قدم

ودنسوا طهرها بدون مرحمةٍ

وقدموها بوضع غير محترم

ولوثوا سَمتها  في كل معتركٍ

وأهبطوها إلى مُستنقع الرّمم

وهتّكوا عِرضها كي يُشبعوا نهماً

وأطمعتْ بعضهم شراهة النهم

وراهنوا أبداً على أنوثتها

وإنْ يكنْ في الذي رامُوه سفك دم

ففي المواخير أخبارٌ تشوّهها

والأمرُ أوضحُ مِن نار على علم

وفي بيوت البغا ما يُستدل به

على السقوط الذي ما خطه قلمي

وكم قرأتُ عن الحانات باسطة

كفّ الدعارة للغادات عن رَغم

وكم على مسرح مرذولة رقصتْ

وقدمتْ فنها يحدو على نغم

وقد تغني ، فلا أخلاق تمنعُها

والصوتُ يُسمِع مَن أصيب بالصمم

وكم تعرّتْ لأجل المال – فاسقة

وبعدُ حازت مِن الأسماء والسيم

واليوم صرَّحتِ النساء مُعلنة

أن الحضارة دكّتْ جانبَ الشيم

فما السبيلُ إلى توجيه دفتها

لخير ما يضمن النهوض بالنسم؟

هذي العباراتُ نبراسٌ يضيئ لنا

حنادسَ الزور في ذي الأعصر الدُهُم

شواهدٌ ملأت سمعَ الزمان صدىً

بأن عيشاً على الأخلاق لم يقم

بأن في الغرب فوضى عاش يعبدُها

حتى أصابتْه بالإفلاس والغمم

وليس يُنقذه مِن شر باطله

وما يُعاني سوى شريعة الحكم

سوى اتباع الهُدى بلا معاندةٍ

ثم اتباعُ الرسول المصطفى الهشم

هذي الحقيقة قلناها بلا ملق

لعل عبداً يعي المرادَ في الكلم

يا غربُ تبْ وامتثلْ شرعاً تسود به

كيلا تعضّ غداً أصابعَ الندم

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1857

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة