الديوان » سعد الشديدي » عُصْفُورَةٌ جَنَاحُهَا الْوَطَنُ

عُصْفُورَةٌ تَطِيرُ مِنْ غُصْنٍ إِلَى غُصْنٍ

وَمِنْ قَلْبٍ إِلَى قَلْبٍ،

لِتَعْلُوَ فِي سَمَاءِ الْخَطَرِ الْمُفَاجِئِ.. الْقَرِيبِ،

يَنْمُو بَيْنَ رِيشِهَا آبَارُ بُتْرُولٍ،

وَأَرْتَالٌ مِنَ الْقَتْلَى..

وَغَابَاتُ شَجَنْ.

مِلْيُونَ بُنْدُقِيَّةٍ تَبْحَثُ عَنْها فِي كِتَابِ النَّحْوِ،

وَالتَّارِيخِ،

فِي أَنْسِجَةِ الرُّوحِ..

وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ الْأُولَى وَرَعْشَةِ الْكَفَنْ.

هَذَا هُوَ الْوَطَنْ

رِيَاحُهُ سُمُومْ.

وَمَاؤُهُ، فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ يَا صَدِيقَتِي، مَسْمُومْ.

وَشَمْسُهُ تَغْفُو عَلَى ذِرَاعِ النَّهْرِ،

تَعْبَى.. تُثْقِلُ الشُّطْآنَ مِنْ أَنِينِهَا،

وَتُحْزِنُ النُّجُومْ.

لَكِنَّهَا تَعُودُ كُلَّ يَومْ.

تَشْرَبُ مِنْ قَهْوَتِنَا..

تَلْعَبُ فِي سَاحَتِنَا..

تَحْمِلُ بَعْضَ هَمِّنَا،

ثُمَّ تَغِيبُ فِي ظَلَامَةِ الْغُيُومِ.

هَذَا هُوَ الْوَطَنْ

يَعْصِرُهُ الْغُزَاةُ بُرْتُقَالَةً مُغْمَضَةَ الْعَيْنَينْ.

أَبْنَاؤُهُ بَاعُوهُ فِي الْمَزَادِ

وَإِخْوَةُ السُّوءِ رَمَوْهُ فِي بِئْرٍ مِنَ الْجَمْرِ،

مِنَ الرَّمَادِ.

أَعْمَامُهُ... أَخْوَالُهُ...

أَجْدَادُهُ الْبَاقُونَ فِي ثِيَابِهِ

يَبْكُونَهُ عُمْرًا،

وَسِرًّا.. يُقْسِمُونَ أَغْلَظَ الْأَيْمَانْ..

أنْ لَا يَعُودَ فِي ظِلَالِهِ جَنَاحُ آشُورَ..

وَخَصْرُ شَهْرَزَادِ.

هَذَا هُوَ الْعِرَاقْ

سَفِينَةٌ غَاضِبَةٌ..

صَامِتَةٌ.

تَسِيرُ فِي الْبَحْرِ وَلَا تَدْرِي بِأَنَّ مَاءَهُ

بَقِيَّةٌ بَاقِيَةٌ

مِنْ دَمِهِ الْمُرَاقْ.

4 كَانُونَ الثَّانِي 2009

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سعد الشديدي

سعد الشديدي

23

قصيدة

شاعر عراقي

المزيد عن سعد الشديدي

أضف شرح او معلومة