عدد الابيات : 29

طباعة

مُصابٌ جليلٌ وصنعٌ جميل

وَمُلكٌ سعيدٌ وأجرٌ جزيل

فذاكَ يهيِّجُ برحَ الأسى

وهذا يسكِّنُ فرطَ الغليل

وكلُّ الأنامِ له باحثُ

وكلُّ فؤادٍ صحيح عَليل

فمذ غاض بحرُ النَّدى لم تَزَل

بِحارُ الدموع عليه تسِيل

وحقَّ لأجفاننا أن تصوبَ

وحقَّ لأجسادنا أن تحول

لئن ساءنا خطبُ ذاك المصابِ

لقد سرَّه وشكُ ذاك الرحيل

فَمِن قصرِهِ وإلى قصرِه

فطابَ مُعرَّسهُ والمَقيل

تبدَّل من نعمة تنقضي

نعيماً مقيماً ونعم البديل

وعُوِّضَ من زائلٍ باقياً

فها هو فينعمةٍ لا تزول

فقل للمعادين موتوا أسىً

وقُل للموالينَ كُفُّوا العوَيل

فقد حلَّ حيث اشتهى وارتقى

بأعلى محَلٍّ وأسنى مَقِيل

وأولاه مولاه ما اختاره

وقابل أعماله بالقبول

فما زال حزبُ الهدى في اعتزاز

لديه وحزبُ الضلال الذليل

فطَوراً يَسيرُ إلى حربهم

ففي كل فج دماء تسيل

وطوراً يجهّز جيشاُ لهم

في كل حَزنٍ وسهل رعيل

وخلَّف فينا الرضا العادل ال

إمام السعيد الهمام الجليل

به ألّف الله شمل الهدا

ة وجدَّد ربعَ المعالي المَحيل

ضللنا لفقد إمام الهُدى

فكان لنا منه أهدى دليل

فقام لإعزاز ديني الإله

فكان له الله نعم الوكيل

فلولاكَ يا مُحييِ المكرُما

تِ لمَا غادرَ الحزنُ مِنَّا العقولُ

ولولاكَ مَن للعلى بعده

وللصفح عن مذنب مستقيل

ومن للكفاح وسمر الرما

ح ومن للحُسام اليمان الصقيل

ومن للعباد ومن للبلاد

ومن للسماح وبذل الجزيل

وقد جبر الله صَدعَ القلوب

بجارٍ على نهج تلك السبيل

يُغيثُ العُفاةَ وسم العداة

وأسعد كافٍ وأسنى كفيل

فأشرقَت الأرض من بعدما

تردَّت بغيهب ذاك الأفول

وألبس أندلُساً عدله

جمالاً فليس لها من عديل

وقابِل جميعَ جيوش الأسى

بصبر يَرُدُّ شِباهاً قَليل

ولا زلتَ في ملكك المعتلي

وفي نعم ضافيات الذُيول

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الجياب الغرناطي

avatar

ابن الجياب الغرناطي

العصر المملوكي

poet-Ibn-Al-Gyab-Al-Ghannati@

476

قصيدة

73

متابعين

علي بن محمد بن سليمان بن علي بن سليمان بن حسن الأنصاري الغرناطي، أبو الحسن، ابن الجياب. شاعر وأديب أندلسي غرناطي أنصاري، من شيوخ لسان الدين بن الخطيب، ولد في ...

المزيد عن ابن الجياب الغرناطي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة