الديوان » العصر المملوكي » ابن الجياب الغرناطي » أهزلا وقد جدت بك اللمة الشمطا

عدد الابيات : 36

طباعة

أهزلاً وقد جَدَّت بك اللَّمّةُ الشمطا

وأمناً وقد ساورتِ يا حيةٌ رَقطا

أغرك طولُ العمرِ في غَيرِ طائلٍ

وسَرَّكَ أن الموتَ في سيره أبطا

رويداً فإنَّ الموتَ أسرعُ وافدٍ

علَى عُمرك الفاني ركائبَهُ حطّا

فإذ ذاتك لا تسطيعُ إدراكَ ما مضى

بحالٍ ولا قبضاً تطيقُ ولا بسطا

تأهّب فقد وافى مشيبُكَ منذراً

وها هو في فَودَيك أحرًفَه خطَّا

فوافقت منه كاتبَ السر واشياً

له القلمُ الأعلى يخطّ بهِ وخطا

معمَّى كتابٍ فكُّه احذر فهذه

سفينةُ هذا العمرِ قاربتِ الشطا

وإن طالما خاضت لك اللجَجَ التي

خبطتَ بها في كلِّ مهلكةٍ خبطا

وما زلتَ في أمواجها متقلباً

فآونة رفعاً وآونة حَطَّا

فقد أوشكت تلقيك في قعرِ حفرةٍ

تشدُّ عليكَ الجانبين بها ضغطا

ولستَ على علم بما أنتَ بعدها

مُلاقٍ أرضواناً من الله أم سخطا

وأعجبُ شيء منك دعواك في النُّهى

وهذا الهوى المردي على العقلِ قد غطى

قسطتَ عن الحقِّ المبين جهالةً

وقد خالفتك النفسُ فادعت القسطا

وطاوعتَ شيطاناً تجيبُ إذا دعا

وتَقبَلُ إن أغوى وتأخذ إن أعطى

تناءى عن الأخرى وقد قربت مدىً

تدانى من الدنيا وقد أزمعت شحطا

وتمنحها حبّاً وفرطَ صبابةٍ

وما منحت إلا القَتَادةَ والخَرطا

فها أنت تهوى وَصلها وهي فاركٌ

وتأمل قرباً من حِماها وقد شطَّا

صراطُ هدىً نكّبتَ عنه عمايةً

ودار رديً أوعيت في سُحتِها سرطا

فما لك إلا السيد الشّافعُ الذي

له فضلُ جاهٍ كل ما يَرتَجِي يعطى

دليلٌ إلى الرحمن فانهج سبيلَهُ

فمن حاد عن نهج الدليلِ فقد أخطأ

محبته شرط القَبولِ فمن خلت

صحيفتُهُ منها فَقَد فَقَدَ الشرطا

وما قُبِلت منه لدى الله قربةً

وما زكت الأعمالُ بل حبطَت حبطا

به الحقُّ وضاحٌ به الإفكُ زاهقٌ

به الفوز مرجوُّ به الذنبُ قد حُطَّا

هو الملجأ الأحمى هو الموئل الذي

به في غدٍ يستشفع المذنبُ الخطَّا

لقد مازَجَت روحي محبَّتُهُ التي

بقلبي خُطَّت قبل أن أعرفَ الخطَّا

إليك ابنَ خيرِ الخلقِ بنتَ بديهةٍ

تُقَبِّلُ تبجيلاً أنامِلَك السُّبطا

وحيدةَ هذا العصر وافت وحيدةً

لتَبسُطَ من شَتى بدائعها بسطا

وتتلوَ آياتِ التشيُّعِ إنَّها

لموثقةٌ عهداً ومحكمةٌ ربطا

لكَ الشرفُ المأثور يا ابنَ محمد

وحسبك أن تُنمَى إلى سبطه سبطا

إلى شرفَي دينٍ وعلمٍ تظاهرا

تبارك من أعطى وبورك في المعطى

ورهطُكَ أهلُ البيتِ بيتش محمدٍ

فأعظم به بيتاً وأكرم بهم رهطا

بعثت بهِ عقداً من الدرِّ فاخراً

وذكرُ رسول الله دُرَّتُهُ الوسطى

وأهديتُ منها للسيادَةِ غادةً

نظمتُ من الدرِّ الثمين بها سِمطا

وحاشيتها من كل شانها فإن

تَجعَّدَ حُوشيٌ تجد لفظها سبطا

وفي الطيبين الطاهرين نظمتُها

فساعَدَها من أجلِ ذلك حُرف الطا

عليك سلامُ الله ما ذَرَّ شارقٌ

وما رددت ورقاءُ في غُصُنٍ لغطا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الجياب الغرناطي

avatar

ابن الجياب الغرناطي

العصر المملوكي

poet-Ibn-Al-Gyab-Al-Ghannati@

476

قصيدة

73

متابعين

علي بن محمد بن سليمان بن علي بن سليمان بن حسن الأنصاري الغرناطي، أبو الحسن، ابن الجياب. شاعر وأديب أندلسي غرناطي أنصاري، من شيوخ لسان الدين بن الخطيب، ولد في ...

المزيد عن ابن الجياب الغرناطي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة