الديوان » سعد الياسري » مقام النرجس

عدد الابيات : 20

طباعة

لِمَنْ استرابتْ قبلَ أنْ يفدَ النَّدى

هذا رسولُكِ سِرُّ لطفِ المؤنسِ

غاوٍ من الجِّنِّ المُعربدِ مَسَّها

وسَطا بطيفٍ والِهٍ مُتفرِّسِ

يهوي على المَعنى البعيدِ المُشتهى

ويعيثُ في سترِ الإهابِ الأنفَسِ

يُهدي لها وَلَعًا وكانتْ في الحَيا:

كالـْ(نونِ) في العِرفانِ لمْ تَتدنَّسِ

مستوثِقًا باللِّينِ لا فَضًّا مَشى

ودَنا تَثنَّتْ: كنْ كريمًا وامْسَسِ!

فتآمرَ اللَّيلُ الكتومُ مع الضُّحى

وشَفا الخَدينُ رغابَ خِدنٍ أنعسِ

واسْتبصَرا كُنهَ الوجودِ إذْ انتَشى

واللَّحظةَ الخضْراءَ لمَّا تيْبَسِ

في مَوقفِ التَّكوينِ قبَّلَ واسْتوى

لَثَمَ الحليبَ وكلَّ ثغرٍ أقدَسِ

حتَّى تجاسرَ في الغَوايةِ وانْتَضى

عن عِفَّةِ الخَجلى عفافَ المَلبسِ

فتساميا ماءً وغيمًا أوشَكا

وتساقطا ماءً بغيمٍ قدْ كُسِي

وتهامَسا في أمرِ قافيةِ الصَّدى

باحَتْ تنوءُ بلهفةِ المتوجِّسِ:

يا واحدي المصلوبُ في جهةِ الشَّذا

أدركْ صليبكَ في مقامِ النَّرجس!

واعكفْ برأسيَ أنتَ عندي المشتهى

وافرِغْ عليَّ مِن الكؤوس أو احتسِ!

مِلْ ما تشاءُ أمِلْ عليكَ مُصابِرا

صبرَ الوشاحِ إذا تدلَّى أو نُسِي

هاتِ الكتابَ ولو كتبتَ المَقتلا

أكنِ (الفتى) إذْ لستُ بـ(المتلمِّسِ)

يا جفلةَ الصُّوفيِّ إنْ ذاقَ الهوى

عرفَ المشقَّةَ حالكًا في مُشمسِ

يا وحشتي زرعتْ لخطوِكِ أنجُما

بيضًا شرُقنَ على الظَّلامِ الأخرسِ

غاوٍ من الجِّنِّ المُعربدِ لا يُرى

هو فاضِحي وهو الإمامُ بمَجلسي

وهو الأسيرُ الحرُّ في جِيدٍ طَغى

يختالُ بينَ العَسْكريْنِ بمَحبَسِ

حتَّى تلاشَى في السَّديمِ كما ابتدا

لمْ ُيبقِ خلفَه غيرَ لُطفِ المُؤنسِ!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سعد الياسري

سعد الياسري

1

قصيدة

شاعر عراقي

المزيد عن سعد الياسري

أضف شرح او معلومة