عدد الابيات : 32

طباعة

وهـبـتكِ وجـدانـي وكـلَّ عُـرى نـصري

ومــا هـام مـن قـلبي أيـا بـهجة الـعمر

ومـــا نـسـمـةٌ هــلّـتْ بـلُـطفِ عـبـيرِها

ومــا زهــرةٌ فـاحتْ ومـا غـرّد الـقُمري

ولــو نـلـتُ عـقـدا مــن نـجومٍ تـلألأت

وقـد أشـرقتْ شـمسٌ تـحِنّ إلـى البدر

لأغــريـتُ هــذا الـحـسنَ ثــم جـمَـعْته

وغــلـفـتـه يـــــا درةَ الــغـيـدِ كـالـمَـهـر

فـإنـي الــذي قــد فـاض حـباً وصـبوةً

من الشوق في طوعٍ وما كان من جبر

وألــقـاك فـــي حــلّـي مـلـيـكة عُـشِّـنَـا

وفـي الـبعد والترحال ما شوقُه يذري

وخـلـتك قـبـل الـحـب والـعـشق أيـكةً

يـداعِـبُها الـبـستان فـي طـلْعة الـجِسر

أسـافـر فــي الآفـاق مـن أجـل وصـلنا

وأقـطع مـا يـبدو ومـا غـاب فـي القفر

وكــم هِـمتُ مـشتاقا فـلا الـبعد فـلّني

ولا الـقرب يـغنيني من الفلِّ والجَوري

ونـازلت كـل الأسـد فـي ساحة الوغى

وقـد كـنت فوق الطير كالنسر والصقر

ومـا قـد نـبا سـيفي ولا الخيل عانَدت

جـماحي وإنـي فـي غـمام مـن الـصبر

وحــيــن تــمــرُّ الــخـيـلُ إن عـظـيـمها

أمـامـي لـيـبدو مـثل نـشءٍ مـن الـمهر

وأعـلـيـت فـــوق الـحـاقدين مـطـيتي

وأذلـلـت أعـدائـي ومــا نـلـت مـن وزر

عــلـى جـبـهـة الآفــاق ارسيت مـهـجةً

وفـوق متون المجد قد شيّدت قصري

وقـد أزْبد الحُسّاد في الغيظ من هوى

عـمـيقٍ رقـيـقٍ مـثـل طــلٍّ عـلـى زهـر

وبـثـوا قـتـاد الـحـقد فــي كـل ضـيعة

ونـدري لـهم مـكرا فـيا بـئس مـن مكر

وحــيـن ادعــوا لـطـفا وبـعـض مــودة

يظنون وهما أنْ جـهِـــــــلنا ولا نــدري

ومـــا حـجـة تـحـوي غـصـاصتهم لـنـا

ومـا فـي متون اللؤم يا نفس من عذر

يشحون بـالإخـلاص ضـنا عـلى الـوفا

وأعـمارهم ضـاعت عـلى الغبن والغدر

مـشـاعـرهـم مــيْـنٌ وزيـــفٌ ودادهـــم

وأفــئـدة زورٌ مـــن الـحـب فــي فـقـر

فـهـل مـا رأوا جِـدا عـلى سـعينا بـدا؟

يـظـنـون أن الـمـجـد بـالـلـين والـيـسر

وهـل تـعرف الأوزان قـسطاس لـحنها

إذا لـم تـكن مرت على منتدى شعري؟

يـخطـــون أوهاما عـلى الـمــاء بـينمـا

يـظـنون مـا قـالوا مـن الصعب والـوعر

وإنــي نـحـتُّ الـصـخر صـلدا وجـلمدا

كـأني أسـلتُ الـحبر فـي صفحة البحر

فـهل حـينما طرنا إلـى الفوز ضَرهُم

وهـل حـبنا الـعلياء في ذاك من جور؟

رأيـــت الـصـنـاديد الــتـي بـعـثوا بـهـا

إلـى الـمجد تـحبو حبوة الطفل بالقهر

وكــنـت إذا صـاحـوا جـهـلت نـبـاحهم

لأنـي بـدرب الفخر فـي حـينها أجري

فـبالحب نـلنا مـن قـلوب الـورى هوىً

عـظـيما كـمـا نــال الـرغـيد مــن الـنهر

وهــم فـي جـحيم الـحقد ظـلوا بـناره

سـكارى مـن الأحـقاد في لوعة الخُسر

سـيـمـتـلـئُ الــتــاريـخ عــنّــا إشــــادةً

ويـلـعـنهم كـــل الــوُعـاةِ مــن الـعـصر

فـــإنــي أجـافـيـهـم لأجــــل غــرامـنـا

وأعـلن هـذا الـحب غـضا عـلى الـجهر

فــإن أخـلـصوا لـلعهد عـادوا لـرشدهم

وإن أظـهروا قـدرا فـذلك مـن قــــدري

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الحسن عباس مسعود

الحسن عباس مسعود

82

قصيدة

شاعر مصري

المزيد عن الحسن عباس مسعود

أضف شرح او معلومة