الديوان » الحسن عباس مسعود » الإسراء والمعراج

عدد الابيات : 31

طباعة

مـن لـهفة الـوجدان جـئت أنـاجي

والــقـلـب مــعـقـود لـفـضـلك راجِ

لـمـا قـصـدت الـبـدر فــي عـلـيائه

راقـبـت مــن عــدَنٍ إلــى قـرطاج

والنفس وَلْهى في طقوس حنينها

خـلـف الـصبابة أحـكمتْ مِـزلاجي

وعـلوت صـهوة فـارس بـصبابتي

أم عـدتُ من عِظَمِ المنى أدراجي

يــا بـحرَ شـوقٍ هـاج فـوق عـبابه

أمْ مــدُّه قــد تــاه فــي أمـواجي؟

تـتـواثب الأزمــان بـيـن مـشاعري

بــالـتـبـرِ والــيــاقـوت والــديـبـاج

لـكـنه الـجـلل الـعـظيم مـشى بـها

وكـأنـهـا حـفـيـت وفـــوق زجــاج

يــا أيـهـا الـخـطب الـجـليل تـرفقا

إنـــي بـذكـرك قــد زهــوت بـتـاج

أنا ما قصدت النيْلَ من أقصوصة

مـا الأمـر بـعض فـكاهة وأحـاجي

هـــذا بــيـانٌ كــان فـيـضَ مـحـبةٍ؟

تـعـلـو عــلـى الأطـــواد والأبــراج

عــبــرت لـنـبـع مـعـيـنها فـتـألـقت

كـالـشمس بـيـن ضـيـائها الـوهـاج

مــن دوحـة الإسـراء ألـثم زهـرها

فــاحــت بــعـطـر أريـجـهـا الأرَّاج

وصباحها غـمـــر الورى إشـراقـــه

فــأضــاء لــيــل قـلـوبـنا بــسـراج

مــن بـعـد عـسـرٍ قــد تـهلل يـسرُه

لـُـطـفـا لـطـيـفـا دونــمــا إزعــــاج

فــبـدا الـنـهـارُ يـطـلُّ فــي آفـاقـه

وتــمـزقـت أســــــــتار لــيـل داجِ

لـتـميطَ عــن زمــنِ الـتأرُّقِ جـهلَه

وتـُـطــبَّ داءَ لـسـانـِهـا الــلـجـلاج

مــلأ الـجـحودُ نـفوسَهم وكـيانَهم

وكـــأنَّ طـــوعَ قـلـوبِـهم بــخـراج

ونـفـوسـهم فــزعـت لـكـل رذيـلـة

وتـفـزَّعـت مـــن أعــظـم الـمِـنهاج

فـأثـابه الـرحـمن مـا جـعل الـورى

يــتــرنـَّحـون بــِحـَـيْـرة ولَـــجــاج

ولأنــهــم مــــا آمــنــوا فـعـقـولهم

مـــأســـورة بــجــهـالـة وســـيــاج

أيــخـوض آلاف الـخُـطـا بـهـُنـيْهةٍ

وفـراشـهُ فـي حـُضن لـيل سـاجِ؟

ونــقــضُّ أكــبــاد الـبـعـير لـنـيـلها

والــعـاديـاتُ بـكـرِّهـا الــرجـراجِ،؟

مــن أي صــوب قـد تـطاير رحـلُه

وبــــأي شِــعـبٍ غــائـر وفــجـاجِ؟

مــا أهــون الأمــر الـذي جـئتم لـه

بـــل والـسـمـاء وغـيـثـها الـثـجاج

قــد قـالـها الـصـديق إذ لـجأوا لـه

أنــعـِـم بــذكـرِ مـغـاثـة ومــلاجـي

إن كـان قـال فـصادقٌ ضـربت بـه

أيـــدي الـمـكارم رمـيـة الأحــداج

الأمـــر غـيـبٌ لــم يــزل مـتـذبذبا

بــرؤوســهــم مــشـئـومـة الأوداج

وأراده رب الــســمــاء وأرضـــهـــا

ولــكـل ضــيـق صـاحـب الإفــراج

فـتـح الـزمـان لــه عـلى مـصراعه

بـــابــا بــغــيـر تـــأفــف ورتـــــاج

يـعـلـو عــلـى سـمـواتـنا بـضـيـائه

لــيـعـود بــعــد كــسـادنـا بـــرواج

تـلـك الـدنـا كـم تـستغيث بـفضله

وتــعــلـقـت بــقــوائـم الــمــعـراج

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الحسن عباس مسعود

الحسن عباس مسعود

82

قصيدة

شاعر مصري

المزيد عن الحسن عباس مسعود

أضف شرح او معلومة