عدد الابيات : 33

طباعة

رســائِــلُ عِــشْــقٍ مَــــا لــهـن جـــوابُ

بــعـثـنـا ولَـــكِــن دُونَـــهــن حـــجــابُ

فـقـد ذهـبتْ ريـحٌ مـن الـدرب بـالهوى

وغــــاب عــــن الأنــظـارَ مــنـه إيـــابُ

كــأنّـا ظَـمِـئْـنا فِـــي صـحـارى غـرامِـنا

ويــا نـهـرَ رِيَّــي هــل سـبـاك ســراب؟

زمــانَ الـهـوى قــدْ طـالَ بـعدٌ وجـفوةٌ

وأدْمَـــى خُــدودَ الــوردِ مِـنْـكَ غِـيـابُ

أُصِـيـبـت نـواصِـيـنا وهـامـت عـقـولنا

وذابَــــــت أمــانــيـنـا وذاك عُـــجـــابُ

سـلـوا عــن هـوانـا كــل طَـودٍ وواحـةٍ

وســـهــلٍ إذا ردَّتْ ربــــىً و هــضــابُ

مُـخَـضَّـبـة بـالـحـسْـن فَــلّـت صـوابـنـا

ومـــا كـــلُ عِــشْـقٍ يـحـتـويه صــوابُ

رسـمـنـا عـلـى وجــه الـمـساء هـيـامنا

وغـــنَّــت يَــمـامـاتٌ فــهَــامَ ســحــابُ

وكـوكـبُ أحْـلامِـي تـألّـق فـي الـدجى

فــأغــبَـطـه نـــجــمٌ وغـــــارَ شـــهــابُ

وهـمَّـت فـراشـاتُ الـهـوى نـحو زهـرنا

وعــبَّـت رحـيـقـا طــاب فـيـه رِضــابُ

وكــم ذا شَـدَوْنَـا لَـحْـنَ حــبٍ بـقـربكم

وقــصــت هــيـام الــنـاي عــنـا ربـــاب

ويـحـلـو نـعـيمُ الـعـمْرِ إن هــلَّ فـوقـنا

كــبــدرٍ هــواكــمْ طَـــلَّ فــيـه شــبـابُ

فــقــربـك عــصـفـور يــغــرد بــالـهـوى

ويـــا زهـــرة الـنَّـجـوى نـــواكِ غُــرابُ

كـأنِّـي إذا تـنـأونَ عـنِّـي لــدى الـوغـى

وسـيـفـي عـلـيـلٌ نَـــال مــنـه مُـصـابُ

فــلا تـحتوي الأغـمادُ جُـرْحَا هَـوى بـهِ

ولا تــجـتـبـي حــــدا لــديــه ضِــــرابُ

وإنِّي الذي قدْ كنْت في حصنِ وصلْكم

تـــهــابُ رمـــاحِــي أوْجُــــه ورِقــــابُ

وتخشى قِراعُ الحرْبِ بأسي وهَيجتي

وتــأْســى إذا ثــــارتْ فــــلاً وشِــعـابُ

ومـا كـنتُ أخْـشَى مِـنْ كُماةٍ ولا الرَّدَى

ولَـــكِــنْ فِـــــراق الـمُـرهَـفِـينَ أهــــابُ

ولــمـا ريـــاح الـبـعـد هَـاجـت بـبـينكم

تــوالَـت هــمـومٌ  أم أســـىً وعــذابُ؟

وعـصـفور قـلـبي ذاك أوهــى جـنـاحَهُ

تَــربَّــصَ بِــــي نــسـرٌ وحَـــطّ عُــقـابُ

وريـم الـمنى قـدْ كـان يجري فأوقعت

بـــه الأُسْـــد أمْ غــارت عـلـيه ذئــابُ؟

أو الـنـاسـكُ الـمـرتـادُ تــقـوى تـعـثَّـرتْ

صـــلاةٌ بـــه حــتَّـى ابــتـلاه عـقـابُ ؟

أمَــا كــان مــن عــدْلٍ عـتـابٌ مـرقـق؟

ويــحـلـو لــقـلْـبِ الـمـغـرمـين عــتـابُ

مـدائـن عـمـري لــو بــدت طـلـعة لـكم

فـعـمـرانـها يــحـيـا ويــحـصـن بــــاب

بـها الـروح والـوجدان فـي كـل غـدوة

ومـــن دونــهـا يـبـلـي الـحـيـاةَ يــبـاب

كــأنـك دفء الـشـمس حـنـت سُـهـامه

فــغـابـت أعـاصـيـري وولـــى ضــبـاب

وتـحـلـو بــهـا أســراب فــرح وغـبـطة

ويــحـمـل أطــــلال الـظـنـون ذهـــاب

ويـبـدو نـشـيد الـقـلب بـالـشدو هـائما

ويـسـمع فــي الأصــداء مـنـه خـطـاب

كـــأن ضــفـاف الـحـلـم طـيـف مـزيـن

وفـــوق قــصـور الـحـب تـبـدو قـبـاب

ويــزهــو بــهــا ورد وفــــل ونــرجـس

وتـــســرح أنـــهــار ويــرقــص غــــاب

وأيــدي الـمـنى تـمـتد نـحوي بـعطرها

يــزيـنـهـا حـــســن بـــهــا و خــضــاب

وتـلـك غـصـون الـقـرب تـزهو بـوصلنا

عـلـيـهـا مـــن الـــورد الـنـضـير ثــيـاب

وتـهـتـف بـــي فـــي كــل آن طـيـورها

وهـمـسـك يـــا حــلـو الــنـداء مـجـاب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الحسن عباس مسعود

الحسن عباس مسعود

82

قصيدة

شاعر مصري

المزيد عن الحسن عباس مسعود

أضف شرح او معلومة