عدد الابيات : 31

طباعة

عيناكِ فيها ما استعادَ كياني

فهل التقينا قبلَ ذا بمكانِ؟

عينايَ!؟ لا أدري إذا لكنّهُ

قبلَ اللقا، قد يلتقي الطيفانِ

أمّا التصادفُ، لستُ مؤمنةً بهِ

قدرٌ هيَ الدُّنيا على الإنسانِ

وكما احتوانا الدهرُ، مَزّق غيرَنا

فلنكتفي مِنْ جوْدِهِ بالآني

ما قلتِ إلا الحقَّ، إنّ حياتَنا

محكومةٌ كالشمسِ بالدورانِ

وهمومُنا لا تنقضي في واقعٍ

كالحاكمينَ بهِ، لهُ وجهانِ

نسعى وراءَ الشيءِ ما عِشنا، فإنْ

نلناهُ، نزهدُ فيهِ بعدَ ثواني

الركضُ قاتلُنا الأشدُّ قساوةً

ركضُ الفُناةِ على الوجودِ الفاني

أتُحِبُّ؟ لا، لكنْ أُحَبُّ بكثرةٍ

ومنَ النساءِ وقربهنَّ أُعاني!

لكِ أن تظنّيني كذوباً!  إنّما

لا تضحكي من واقعٍ أبكاني

أينَ الذي أهلكتُ فيهِ مشاعري

ليعيشَ فيَّ براحةٍ وأمانِ؟

أسميتُهُ "عشقي" وخُنتُ مخاوفي

لأعيشَهُ لكنّهُ أرداني!

هذا أنا، ضيَّعتُ نصفَ قصائدي

وأنا أحاولُ ذرّةَ اطمئنانِ

حتّى متى أبدي السرورَ، وبسمَتي

فيها الذي فيها منَ الأحزانِ؟

لم أطلب الدنيا، لتكسرني كما

الأنثى تُحطِّمُ أضلُعَ الولهانِ

لمّا وقعتُ، نَظرتُ لم أرَ مُشفِقاً

لكنْ رأيتُ شماتةَ الخلّانِ!

تُنبيكِ عنّي أمنياتٌ عفتها

لا عاجزاً عنها، ولا مُتَوانِ

أدركتُ لو متأخراً أنَّ الرّضا

حبلُ الغريقِ، وباعثُ السُّلوانِ

وكسِبتُني لما قَبِلتُ مواجعي

فأرحتُ قلبي، واستراحَ لساني

عن كلّ ما واجهتُهُ من خيبةٍ

كانَ العزاءُ الحقّ في القرآنِ

وهواكَ كيفَ خسرتَهُ؟ كيفَ انتهى

بعضَ اقتباساتٍ على الجُدرانِ؟

لا تسألي فالشعرُ بيتُ سرائري

وقصائدي جُبلت على الطيرانِ

الجوّ مُلكي صارَ بعد تمرُّدٍ

أمّا فؤادي فهو مِلكُ بياني

لو أنّ دمعَ المرءِ يُرجعُ مَجدَهُ

لبكى دماً كسرى على الإيوانِ

فعلامَ أشكو الآنَ مُتكئاً على

هذي القصيدةِ والدّموعُ دواني؟

قلقي على كلّ التفاصيل التي

لا تنتهي حظّي منَ الإدمانِ

إن كنتُ أُخفي ما أُريدُ فإنني

 أخفيهِ فيَّ مَخافةَ الحرمانِ

ماذا عن البحرِ الذي يغتالُنا؟

هذا السؤالُ سليهِ للشُّطآنِ

وأنا سأمضي الآنَ، مُنتظراً غداً

ولربّما ألقاكِ بعدَ زمانِ

فلتحفظي عنّي إذا لم نلتقي

حينَ النجاةُ تمرُّ بالأوطانِ

للمُسلمينَ الغارقينَ بعجزهم

ستُفاجأ الدنيا بوجهٍ ثاني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حذيفة العرجي

avatar

حذيفة العرجي حساب موثق

سوريا

poet-alarje@

63

قصيدة

1

الاقتباسات

454

متابعين

حذيفة العرجي شاعر سوري ولد في مدينة حمص عام 1977 وتخرج من كلية الآداب بعد حصوله على بكالوريوس أداب قسم لغة عربية وقد تميز في كتابة العديد من الكتب ...

المزيد عن حذيفة العرجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة