الديوان » عبدالله عباس خضير » وَيْـلُمِّها

(1)
ناموا وظلُّوا نائمينْ
طفلٌ 
يدسُّ الخوفَ في حَلَماتِ أمِّهْ
وأبٌ 
أراحَ الشّمسَ من نَفَثاتِ همِّهْ
واللّيلُ يسري راكباً قمرَ الدُّجُنَّةِ
مُرسلاً أضواءَ نجمِهْ
بمَدارِ آلافِ السّنينْ
قد كان يفعلُها 
يُصوِّبُ نحوَنا 
دونَ اكتراثٍ
نصلَ سهمِهْ
فننامُ مبتسمينَ من فرحٍ 
ونصبحُ ميتينْ 
وَيْ لُٱمِّها ، وَيْلُمِّها ، ويلٌ لأُمِّهْ
 
(2)
نُمنا 
ولم تنمْ من تحتِنا الأرضُ
سريرُها ضاق بها 
وانزلقَ المكانْ
من تحتِها 
وانفرجتْ بوابةُ الجحيمِ
والشُّواظِ والدُّخانْ
 
(3)
تركضُ بالجُلمودِ
خلفَنا المباني
تهربُ من مكانِها
أروقةُ المكانِ
خيلاً تصولُ
أو تركلُ من تَلقى بلاعنانِ
ترجُمُنا بالنارِ والدُّخانِ 
كنّا وإيّاها على مضمارِ موتٍ
فرسَي رهانِ
 
(4)
تنبذُنا عن حِضنِها
خيمةَ لاجئينْ
كنّا ظنناها لنا
أُيقونةَ اليقينْ 
فانتبذتنا خلفها
أشلاءَ راحلينْ
 
(5)
كقشّةٍ في الريحْ
منطرحاً
على صفيحٍ ساخنٍ أصيحْ
أمامَ بواباتِكَ الزرقاءْ
أتسمع النداءَ؟
من مليونِ عامٍ
وأنا المقتولُ والشاهدُ والذبيحْ
بألفِ خنجرٍ
بألفٍ صيحةٍ
بألفِ طوفانٍ بغيرِ نوحْ
ولا جبالَ تُؤوي فزعي
ولا سفوحْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله عباس خضير

عبدالله عباس خضير

78

قصيدة

شاعر من البصرة جنوبي العراق، ليسانس في اللغةالعربية وآدابها ، تتلمذ على يد الشاعرة نازك الملائكة والشاعر د.البياتي ، له سبع مجموعات شعرية مطبوعة أولاها قراءة في سيرة التتار / بغداد عام 2000م

المزيد عن عبدالله عباس خضير

أضف شرح او معلومة