أيا أحباب هذا اليوم حزن

ولاشيء    يؤرق    كالذهاب

أودعكم وقلبي فيه شوق

على زمن مضى مثل السراب

فلا الذكرى تخفف من حنيني

ولا النجوى تقلل من عذابي

فعيشي  بعد  بعدكم  سراب

وحالي سوف يغرق في الهباب

ألا ليت الأماني لو تدعني

دهورا عائشا بين الصحاب

ولكن حكمة الدنيا  تؤدي

إلى  ترك  الأحبة   والمآب

إلى قسم الشواغل والرزايا

على الأكتاف تأتي كالصعاب

فلا والله لا أنسى زمانا

شربنا عمره مثل الرضاب

قضينا نصفه في صون أرض

ودافعنا   عليها    بالشباب

شباب أمومتي  أنتم  أسود

رفعتم راية  المجد  العجاب

وأصليتم  عدوا  كان  داء

على الأوطان يأتي بالخراب

صنوفا من أفانين المنايا

وأجهزتم  عليه   بكل   باب

وحتى جاء نصر الشعب حقا

على  أكتافكم  رغم  الذئاب

وأما  نصفه  الباقي  عزفنا

على  أوتاره   نغم   عذاب

فيا لهفي على تلك  الليالي

ويا لهفي عليها في الغياب

فما عندي سوى شكر جزيل

وما عندي سوى نصح طياب

عليكم بالفداء من أجل أرض

تريد جماعة زرع اليباب

وكونوا ثورة  للظلم  تفني

وبالعلم ادحروا جهل المرابي

وفي أعمالكم لا تتركوها

لكي تصلوا بها أعلى النصاب

وجدوا في العلوم لكي تنيروا

طريق النشء من ظلم العقاب

فهذا العصر عصر النور فكرا

فلا   تهنوا   لنلحق   بالركاب

ركاب   للتطور   فيه   نبني

بروجا   من   عناوين   اللباب

وإنِّي   آخذٌ   عهداً   شريفاً

لدعم الجيل  في  قهر  الصعاب

ومن أجل التقدم سوف أفني

جهوداً     لا تقدَّرُ     بالحساب

ومن قلبي أودعكم ومالي

سوى الذكرى التي تزجي عذابي

عدن 25من يونيو 1971