الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » الوشاحُ السُندسيّ في مدح سلمان الفارسي

عدد الابيات : 46

طباعة

يا شِعرُ ذرّ شُعاعَك المُزدانا

وانثرْ على الضيف الكِرام جُمانا

شنفْ بأخبار زكَتْ أسماعَهم

أوَما تراهم أطرقوا الآذانا؟

فأفضْ عليهم بالمناقب تزدهي

والحقُ زادَ بهاءَها تِبيانا

دُررٌ سمَتْ أخبارُها عن كِذبةٍ

خصّ الرواة بذِكْرها سَلمانا

واستنطق التاريخ ، واسبُرْ غورَه

حتى يُفيدك سَردُه استيقانا

واعمدْ إلى أزكى المصادر حُققتْ

حتى تزيدك دِقة وبيانا

وتحرّ لا تذكرْ عزيفاً مُغرضاً

ومبالغاتٍ مَجّتِ الرُجحانا

كم مِن مَراجعَ لا تُساوي حِبرَها

كلا ، ولا ورَقاً حوى البُهتانا

ولكَم قرأنا للألى لعبوا بنا

إذ إن أسلوب الغواة سَبانا

كم روّجوا لضعيف آثار ، ولم

يتثبّتوا ، أو يحسِبوا حُسبانا

 (سَلمان) سيرتُك الزكية مَنهجٌ

في البحث عمّا يُصلحُ الإنسانا

في أرض (فارس) لم ترقك طقوسُهم

فهجرتها ، ونكِرتها نكرانا

خاب المجوسُ ، فكم أضلوا شعبهم

حتى استكان ، وألهَ الأوثانا

وتفرّدوا بمَخارفٍ شِركيّةٍ

أهدتْهمُ الإشراكَ والكفرانا

فبرحت (فارسَ) ، واتجهت لشامنا

تسْتكنِهُ الدعواتِ والأديانا

ولزمت مِن بين النصارى أسقفاً

أبدى لك الإخلاصَ والإحسانا

حتى إذا اكتنز الزكاة لنفسه

فاصلتهُ كي لا تكون مُدانا

فتبعت آخرَ تهتدي برشاده

ورأيت فيه لمن مَضَوا سُلوانا

وإليك ساق نصيحة أولاكها

كي تبلغ الإسلامَ والإيمانا

قال التمسْ زمن النبوة عاجلاً

ثم اتبعْ يا صاحبي العدنانا

وأتيت للمختار (أحمدَ) مُسلماً

تفدِي النبيَ ، وتعبدُ الرحمانا

وإليك عادتْ يا فتى حُرية

سُلبت مِن العبد المُباع زمانا

وشهدت أمّاتِ المعارك ضَيغماً

وعلى الجهاد تُقدّمُ البرهانا

و(الخندقُ) انطلقتْ تشيدُ بفارس

خبرَ الحروبَ ، وأتقن الإثخانا

ورُئيت يوم (القادسية) راكباً

في ساحة الهيجاء تلك حِصانا

واللهُ ذلل للفوارس بحرَه

والبحرُ جنّب موجَه الفرسانا

ووعُودُ (سلمان لسعدٍ) نفذتْ

والبحرُ كان مَفازة وأمانا

وعلى (المدائن) صرت واليَها الذي

يحمي الحِمى ، ويُحَكّم القرآنا

وبقيت فيها رغم عزك زاهداً

ترعى الذمار ، وتدفعُ العدوانا

لم تتخذ شرف الولاية مَغنماً

بل عِشت تخشى الواحدَ الديانا

وخدَمت أفراد الرعيّة نافضاً

عن قلبك الأحقادَ والأضغانا

أدّيت حق الناس مُحتفلاً بهم

وطرحت عنك الغِل والشنآنا

ووأدت حظ النفس كي تسموْ بها

وسُمو نفسك جندلَ الشيطانا

ورآك بعض الناس مبتذل الصُوى

سويت سر البذل والإعلانا

فرأوْك حمّالاً لأثقل سِلعةٍ

والبعضُ يسأل: هل رأيت فلانا؟

ورأوْك تنسجُ خوصة وتبيعُها

ورآك بعضهمُ تُعِدُ خِوانا

ورأوْك تدبغ جلد شاة ، لم تجد

لك دابغاً – بين الورى دُهقانا

ورأوْك تعجنُ عامداً متعمداً

مُتفضلاً مُتبذلاً مِعوانا

ورأوْك تزرعُ بُقعة زرْعَ الذي

خبرَ البذور ، وعالجَ الأطيانا

ورأوْك مُمْتطياً حمارَك عازماً

فلقد أنِفت الخيلَ والبُعرانا

ورأوك في هذي الدنا مُتقشّفاً

لمّا ألفت الفقرَ والعُبدانا

في الزهد مرتبة أنوءُ بوصفها

أحتاجُ – إن وصّفتها أعوانا

إني لأحسبهُ ، وربي حسْبُهُ

هذا الذي رأتِ الجموعُ عَيانا

وتواترتْ أخبارُهُ وصِفاتُه

وله سألتُ إلهنا الرضوانا

وعلى إلهي الحق لستُ مُزكّياً

أحداً ، فعن هذا النبيُ نهانا

عنهُ ارضَ يا رب الأنام ، وأرضِهِ

يا رب أدخل جَنة سَلمانا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة