الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » بُشرى لمَرضى السرطان!

عدد الابيات : 44

طباعة

أنا الأمَة التي دَعَتِ القريبا

دُعاءً ما ظننتُ بأن يَخيبا

ودَمعُ العين كان قرينَ سُؤلي

وربُ الناس كان هو الرقيبا

وحولي الناسُ حاروا في مصيري

وعانى القلبُ – في البلوى النحيبا

وآلمَ مُهجتي قِيلُ الخزايا

أموتُ بعِلتي أهجو الخطوبا

أموتُ لأنني أسلمتُ طوعاً

وشمسُ العُمْر ودّعتِ الغروبا

أموتُ بحسرتي والنفسُ تأسى

وتمنحُها مُصيبتُها الوَجيبا

أموتُ وفيّ قد شمت الأعادي

وفرحتُهم بدتْ أمراً مُريبا

أموتُ ، ولا أؤمّلُ بعضَ ذكرى

وأمسى العيشُ بالسوآى مَشوبا

وأصبِحُ عِبرة بلغتْ مَداها

يكادُ القلبُ منها أن يذوبا

وقومي بالجفا جرَحوا شُعوري

وبات كلامُهم عني غريبا

وبعضُ القول ألغاز دهتْني

أمدْحاً قال قومي؟ أم نسيبا؟

يُواسي البعضُ ، والخذلانُ أقوى

وتشكو الروحُ مِن خذل لغوبا

وحُجّتهم بأن الطب وافى

بنص قاطع ليس المَعِيبا

هو (السرطانُ) خلفها سراباً

وأفنى قبلُ شُباناً وشِيبا

هو (السرطانُ) جندلها ، فصارت

تُصارعُ واقعاً يئساً كئيبا

فما جَدوى العلاج أو التداوي

وقد بات الرحيلُ هو النصيبا

وما جَدوى التعلق بالأماني

وهل معلولة تبلو الطبيبا؟

ألم تقصدْ أساتذة التداوي؟

شمالاً سافرتْ ، وكذا جنوبا

وكم أجرتْ فحوصاتٍ توالتْ

وأجرى طبُها الكشفَ العجيبا

وأجمعَ أهله ألا شفاءً

لقد أمسى الشفا أملاً كذوبا

وأن الموت يرمُقها بعين

تُتابعها ، وعنها لن تغيبا

فقلتُ أخاطبُ المولى ، وأبكي

بدمع يُشبهُ الغيثَ السكوبا

أموتُ ، وإن لقيا الله فوزٌ

يُحب مَليكُنا العبدَ المُنِيبا

ولكنْ مِيتتي تُغري فريقاً

على ألا يوحد ، أو يتوبا

فيا رب اشفني كي يستفيقوا

مِن الوهم الذي أعمى القلوبا

شِفائي اليومَ يُخزي مَن تحدى

وكان كلامُه سيفاً قشيبا

شِفائي اليومَ مُعجزة ونصرٌ

يُشجعُ مُقبلاً فطِناً لبيبا

شِفائي اليومَ أمنية أراها

تُؤيدُ من يؤملُ أن يثوبا

شِفائي اليوم يُذهب غيظ قلبي

ويجعله بلا شكٍ طروبا

فيا رب الورى أسعدْ فؤادي

ومَن يهب الشفا إلا القريبا؟

ورب الناس أبرأ مِن سِقام

وظني مُذ دعوتُ بأن يُجيبا

وقال الطب: كيف شُفيت قولي؟

فقلتُ: دعوتُ مَن صرَفَ الكُروبا

وكنتُ على يقين أن أعافى

جديرٌ ربنا أن يستجيبا

أنا الأمَة التي رَفعتْ يديها

لرب ما علمتُ له ضريبا

رحيمٌ رحمة ليستْ تُبارى

ويَغفرُ للألى تابوا الذنوبا

ويَعلمُ كل ما شهدتْ عيونٌ

ويعلمُ – عَز مولانا الغيوبا

فيا مَن أثّرَ السرطان فيهم

وأجساماً تعقبَ والجيوبا

وخلفهم كمِثل الشاة خافت

غضنفرَ غابةٍ يُردي ، وذِيبا

وجَرّ عليهمُ الويلاتِ تتْرى

وضدَ القوم قد خاضَ الحروبا

وفرّغ منهمُ الأصقاعَ حتى

بدتْ قفراً مِن السُكنى حَدِيبا

ألا فادعوا الإلهَ يشدُ أزراً

ويكشفُ عنكمُ البأسَ الرهيبا

ويَشفيكم مِن الأمراض أضحتْ

يكادُ الطفلُ منها أن يَشيبا

فإن لم يستجبْ ، فالخيرُ حتماً

بلقيا العبد مولاه الحسيبا

ولقيا الله تُسعدُ خيرَ نفس

وحُق لها بذلك أن تطيبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة