الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » شكوى امرأة مظلومة!

عدد الابيات : 47

طباعة

شكواكِ كانت – على الإعذار عُنوانا

والقلبُ – مِن وقعها – مُستعبراً لانا

هزتْ ضميري ، ورجّتني عِبارتُها

وعالجتْ جَفوة سادتْ وهجرانا

وسربلتْ سوءَ أخلاق تعقبني

وصَب فوقي عذاباتٍ وخسرانا

وأذهبتْ ضجَراً أودى بعاطفتي

وأذهبتْ بعده ضيقاً وأحزانا

وأطفأتْ فتنة كادت تُحرّقني

إذ إنها في اللظى تفوحُ نيرانا

ونوّرتْ دربَ مَن أعمتْه ظلمته

عن اتباع الهُدى كِبراً وطغيانا

وأيقظتْ نائماً في تِيهِ غفلتهِ

حتى غدا بالذي أوحتْهُ يَقظانا

وألهمتْ سادراً في الغي معتقداً

صوابَهُ ، فغدا بالغي حَيرانا

وناولتْني يقيناً لستُ أنكرهُ

وزادني صِدْقها حباً وإيقانا

وخلفتْني وبي شَوقٌ يُداعبني

وشالَ عني أراجيفاً وأحزانا

أنا المَلومُ ، وكفي لا أسامحُها

لمّا أطاعتْ بما أتتهُ شيطانا

هوتْ على الوجه ، لم ترحمْ براءتهُ

وخالفتْ سُنة – نهتْ وقرآنا

لطمُ الوجوه حرامٌ في شريعتنا

ومَن يُحققْ يجدْ في الشرع فرقانا

فلا يجوز لفضلى في مُصيبتها

أن تلطِمَ الوجه تأبيناً وسُلوانا

ولا يجوز لزوج ضرْبُ زوجته

بلطم خدٍ ، وسائلْ تلق بُرهانا

أنا المغالط ، والنصوصُ تُحرجني

كيف اتبعتُ الهوى هل كنتُ سَكرانا؟

أنا المخالفُ شرعَ الله منذ هوتْ

كفي على وجهها ظلماً وعُدوانا

أنا تجاوزتُ ، خانتْني مُقاومتي

لم أستطعْ صد نفس ضبطها حانا

أنا المَعيبُ ، وعَيبي لا حدودَ له

وما حَسبتُ لهذا العيب حُسبانا

أنا المؤاخذ ، لا أعذارَ تُسعفني

أمْعنتُ في خطئي الشنيع إمعانا

فسامحيني على ما كان مِن خطأ

وأنت أكرمُ مِن زوج غفا شانا

سِواكِ تجعلها خيانة عظمتْ

وتجعلُ الزوجَ للأهلين قربانا

كأنما كفه لمّا هوتْ جرحتْ

أو كسّرتْ – ويحَها – في الفمّ أسنانا

أو أفقدتْ عينها – لتوّها نظراً

فضاهأتْ – بعدَ فقدِ العين عُميانا

سِواكِ ترفعُ كفاً قبلُ ما رُفعتْ

لتأخذ الثأر ، منهُ قلبها عانى

كفٌ بكفٍ ، فلا زوجٌ وزوجتهُ

وليس ما فعلتْ يحتاجُ تِبيانا

ذي حُرمة كفرتْ إحسانَ سيدها

لزوجها لم تعدْ تُقيم أوزانا

سِواكِ ترفعُها قضية عُلمتْ

في ساح محكمةٍ تشكو الذي خانا

سِواكِ تفضحُهُ في كل مصطدم

وقد تُخبّرُ – بالمأساة جيرانا

سِواكِ تجعلُ منهُ عِبرة ، ولها

حقٌ له اتخذتْ رِدءاً وأعوانا

سِواكِ في لحظةٍ تبيعُ عِشرتها

وقد تُلاقي – على الإفساد أقرانا

سِواكِ تُخربُ بيتاً كان جُنتها

تأوي إليه ، ومرمى عزها كانا

سِواكِ إن مَد زوجٌ كفه قطعتْ

ترد بأس حليل ظلمه بانا

لكنْ حلمتِ على زوج تهوّرُهُ

طغى فأذعنَ – للتبرير إذعانا

كظمتِ غيظكِ – بالدعاء قانعة

والصبرُ كان على الرضاء عُنوانا

ثم انطلقتِ إلى الوضوء مُوقنة

أن يُطفئ الماءُ آلاماً وأضغانا

رفعتِ كفيك للرحمن ضارعة

فقلتُ: تدعو على مَن حُبه هانا

فإذ بها تُطلقُ اللسانَ خاشعة

وتسألُ اللهَ لي عفواً وغفرانا

كفان قد رُفعا ، كلٌ لغايته

وإن بينهما شتان شتانا

كفي على خدّها أمام أسرتها

لم يحترمْها ، ولا ودادَها صانا

وكفها لمليك الناس داعية

وكم حوتْ نبرة النشيج تحنانا

لكِ احترامي وأشواقي صباحَ مسا

ولستُ أنصرُ بعد اليوم شيطانا

وأضبط النفسَ يا زوجي ، وأردعُها

وأمسك الكف إما صرتُ غضبانا

أدام ربك في الدنيا علاقتنا

على الصفاء وبذل الخير يا (نانا)

 (نانا) عهدتُك للوصال صائنة

وبالوصال غدا البُييتُ إيوانا

 (نانا) تحملتِني في كل نازلة

جازاكِ ربي على الإحسان إحسانا

يا (نهلة) الخير رقي في مُعاملتي

إني لأشكر ما فعلتِ شكرانا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة