الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » مروءة ولى زمانها! (تحية للأخ حسني بصلة)

عدد الابيات : 39

طباعة

شِعرُ اعتبرْ بمُروءة الكُرَماءِ

ومَعِي احتفلْ بتعففِ الشرفاءِ

وصُغ احترامَك يا وفيُ قصيدة

تسبي النهى في رَونق وبهاء

وتمَلّ مِن دُرر البيان جمالها

لتخصّها بنضارةٍ وضياء

وتخيّر الألفاظ تسحَرُ قارئاً

وتسوقه للقصد والإيحاء

وتخيّر الأنغامَ عاطرة الشذى

وبها الرموز تعُجّ بالإيماء

وتخيّر الصورَ الجميلة تزدهي

كالزهر ماسَ برَوضةٍ غناء

حتى نحيّي بالقريض أخا الوفا

مَن عاشَ يشفعُ عَيشَه بعطاء

خبَرَ الصداقة كهفها ورقيمها

وبنى أواصرَها ببذل وفاء

إن الصداقة جَوهرٌ وحقيقة

جلتْ عن الأنذال والوُضعاء

أما صديقُ قصيدنا فمُكرّمٌ

ندتْ صداقتُه عن الأسواء

لمّا تكن لنوال منفعةٍ بها

وبُعَيدَها أشقى قِلىً وجَفاء

هو لم يخنْ يوماً ، ولم يكُ غادراً

والغدرُ طبعُ البُهتِ والجُبناء

هو لم يكن يوماً بخيلاً ممسكاً

والشحُ إن عاينت – أخبثُ داء

هو لم يَمُن بجوده وعطائه

والمَن سَمتُ البُله والسفهاء

هو لم يقل: لولا بذلتُ مروءتي

ذاقَ الصديقُ مرارة البأساء

هو لم يُرِد للتضحيات مُقابلاً

إلا ثوابَ الله خيرَ جزاء

إن كنتُ أنسى ، لستُ أنسى موقفاً

أبدى الصديقُ به جميلَ سخاء

يوم ابتلى ربُ السماء صديقه

والمرءُ بين تنعم وبلاء

لزم الفراشَ ، ولم يكن مِن موردٍ

يكفي الألى لعقوا لظى الأرزاء

واحتاجَ عائلهم ، وباتت أزمة

ذهبتْ بما أوتوا مِن النعماء

فتطوّعَ الشهم الصديقُ مُواسياً

مستصحباً مالاً وبعضَ دواء

ولخدمة الأولاد جند نفسه

مِن طلعة الإصباح للإمساء

ومضى يُوَفرُ كل محبوباتهم

حتى يُخففَ وَطأة البلواء

وكأنهم بين الورى أولاده

والأمرُ متضحٌ لعين الرائي

وأتى لهم بالشيء يصعُبُ جلبُه

مِن مطعم ومشارب وكِساء

وأتى لهم بملابس شتويةٍ

لمّا تدثّرَ عيشُهم بشتاء

وأتى لهم بملابس صيفيةٍ

لمّا استبد الصيفُ بالغبراء

فأحالها جمراً يُحَرّقُ أهلها

وكأنهم في ساحة الهيجاء

وبنصف راتبه تفضّلَ يَرتجي

تمكينهم مِن عيشة السعداء

هذي المروءة قد تولى عهدُها

ولقد تكونُ بعالم الشعراء

ولقد يُصارعُ ذو المروءة طغمة

مِن أحمق الجُهّال والبُلهاء

لا يرعوون لمبدأ أو قيمةٍ

بل يرعوون لسيء الأهواء

فترى المروءة فيهمُ موؤودة

وترى المبادئ في دنيء خفاء

إما استفادوا أظهروا إخلاصَهم

حتى إذا انتفعوا انبرَوا لعداء

أبطالُ إن أخذوا ، وسادة موقفٍ

ورِعاعُ إن قُصِدوا لأي حِباء

لكنّ ليثَ قصيدنا مُتفردٌ

في الجود مثلُ الريح والدأماء

مهما وصفتُ فلن أوفي حقه

ولربما استعصى على الفهماء

فجزاه رب الناس خيراً ، إنه

أعطى عطاء الصفوة الكُرَماء

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1857

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة