الديوان » عمارة بن صالح عبد المالك » تَاءُ التَّذْكِيرِ

عدد الابيات : 200

طباعة

1 قَلمِي كَالْقَدُومِ يَنْحَتُ ذَاتِي

إنْ سَكبتُ الْمِدادَ في صَفَحَاتِي

2 رَاسمًا صَرْحَ أمّتِي مُشْمَخِرًّا

أَمْتَنَ الْأُسِّ أَوْسَعَ الْجَنَبَاتِ

3 وعلى الْأَبْرَاجِ العَتِيدةِ جُنْدٌ

أُسُدٌ يَرْبُضُونَ في أَجَمَاتِ

4 غَيْرُ مُسْتقْصَرِي الْمَخَالِبِ زَادَتْـ

ـهُمْ مَهَابَاتٍ طَلْقَةُ اللُّبْدَاتِ

5 إنْ غَزَوْا، غَزْوُ ظَافِرٍ لا يُبَارَى

أوْ أقَامُوا لِلدّارِ خَيْرُ حُمَاةِ

6 قلمِي كالسِّكِّينِ يَقْطَعُ قلبِي

إنْ أرَدْتُ التَّعْبِيرَ عَنْ خَلَجَاتِي

7 عنْ جُدودِي سَادُوا وقادُوا الْبَرايَا

بِعُلُومٍ وأسْيُفٍ قَاطِعَاتِ

8 عنْ أخَاريجِ الأرضِ تأتِيهِمُ مِنْ

مُسْتقَرَّاتِ السُّحْبِ في السَّامِقَاتِ

9 قلمِي لو كسرتُه ربّما ارْتَحْـ

ـتُ كباقِي الأعْرَابِ مِنْ أنَّاتِي

10 يا بنِي إسماعيلَ كيف انْطفائِي

بِدُموعِي اللَّوَاعِجِ الْهَاطِلاتِ

11 إنْ تَذكّرتُ مَوْطِنًا عَربيًّا

كان للعالمينَ كالْمِشْكَاةِ?!

12 يا أعزَّ النّاسِ انْتسَابًا ويا صَفْـ

ـوَةَ خَلْقِ اللَّهِ العَظيمِ الصِّفاتِ

13 أَوَمَا يكفينا فخَارًا نبيٌّ

عربيٌّ قد جاءَ بالرَّحَمَاتِ

14 حاملًا للدّنيا كتابًا بشيرًا

و نذيرًا لهَا مِنَ الْمَثُلاتِ

15 طَيِّبُ النّبْعِ، فَاضِلُ النّفْسِ، رَاقِي الْـ

ـخُلْقِ، مِنْ نَسْلِ أنبياءِ التُّقَاةِ

16 بحرُ عِلْمٍ؛ سُبْحَانَ مَنْ عَلّمَ الْأمِّـ

ـيَّ في عصرِ الظُّلْمِ والظُّلُمَاتِ

17 خَتَمَ اللهُ الوَحْيَ أحلى خِتَامٍ

لا رَسُولًا مِنْ بَعْدِهِ سوْف يَاتِي

18 مُنْقَِذَ الْكَائِنَاتِ شُكْرًا جَزِيلا

لكَ فِي مَحْيَانا وبعدَ الْمَمَاتِ

19 وعليْكَ الرّحْمَانُ صَلَّى صَلاةً

ثُمَّ تَسْلِيمًا في الْعِشَا والْغَدَاةِ

20 هلْ تُرَى لَوْلَاكَ اهْتَدْيْنَا لِسَمْتٍ

و خَرَجْنَا مِنْ أشْرَسِ الغَابَاتِ؟!

21 يأكلُ الأقْوِيَاءُ فيها ضِعَافًا

فادَّرَكْتَ الْمَأكُولَ في اللَّهَوَاتِ

22 هلْ تُرَى لَوْلَاكَ الْخِيَامُ الْعَوَادِي

ذَاتَ يَوْمٍ تَلْتَمُّ في الْفَلَوَاتِ

23 وتَزُولُ الأحْقَادُ وَ العُنْجُهِيَّا

تُ وتَغْدُو الْقُلُوبُ مُؤْتَلِفَاتِ?!

24 قدْ عُرِفْنَا أيَّامَ عَنْتَرَ أهْلًا

لِلنَّدَى والرَّدَى جِمَاحَ الْحَصَاة

25 يُنْفَخُ الْعِزُّ والمُرُوءَةُ فِينا

قبْلَ مِيلادِ أقْوَمِ الْخِلْقَاتِ

26 ما اسْتَنَخْنا إلا انْدِكَاكَ رَوَاسٍ

زَلْزَلَتْهَا عَظَائِمُ الْهِزَّاتِ

27 لمْ يَخِبْ مَنْ رَامَ الْجِوَارَ لَدَيْنا

رُبَّ نُوقٍ خُضْنَا لَها الغَمَرَاتِ

28 فَأيَادِينَا لِلضُّيُوفِ نِسَامٌ

حَامِلاتٌ سَحَائِبًا مَاطِرَاتِ

29 يُمْنَيَاتٌ يَغِرْنَ مِنْ يُسْرَيَاتٍ

و جَمِيعًا في الضَّيْمِ نَصْلُ قَنَاةِ

30 ولِفَرْطِ المُرُوءَةِ اسْتَهْتَرَ الْعَقْـ

ـلُ فَأعْطَى أمْرًا بِوَأْدِ الْبَنَاتِ

31 كادَ يَفْنَى الْعُرْبَانُ لو كُلُّ أُنْثَى

وُئِدَتْ قبْلَ الرَّحْمَةِ الْمُهْدَاةِ

32 كَمُلَتْ أنْصَافُ الرِّجَالِ بِدِينٍ

فَوْقُهُ تَحْتَ أرْجُلِ الْأمّهَاتِ

33 ”نحنُ قَوْمٌ أعَزّنا اللّهُ بِالإسْـ

ـلَامِ“، ما في أغيارِهِ مِنْ حَيَاةِ

34 أَيُّ دِينٍ بِالْعَدْلِ إلَّاهُ سَوَّى

بيْنَ عُبْدَانِ النّاسِ وَ السَّادَاتِ؟!

35 الْمَعَايِيرُ لا بِجَاهٍ ومَالٍ

أوْ جُدُودٍ أو كِثْرِ ذُرِّيَّاتِ

36 إنّمَا التّقْوَى تَسْكُنُ الْقَلْبَ عُمْرًا

لا يُدَانِيهِ طَارِحُ الْهَمَزَاتِ

37 أفلحَ المُتّقُونَ خَيْرَ فَلاحٍ

حِينَ يَأتِيهِمْ هَادِمُ اللَّذّاتِ

38 مِلَّةُ الأخْلاقِ الْكَرِيمَةِ يَمٌّ

عَذْبُ مَاءٍ لِلأنْفُسِ الظَّمِئَاتِ

39 كمْ بِلادٍ قُلُوبُهَا فُتِّحَتْ مِنْ

غَيْرِ حَرْبٍ بِأطْيَبِ الْكَلِمَاتِ

40 وعَلادَى كُفْرٍ غَزَاهُمْ جِهَادٌ

فَرَأَوْا مَا لمْ يَسْمَعُوا مِنْ رُوَاةِ

41 صَعْتَرِيًّا يَهْوَى الْمَنَايَا مَطَايَا

كالْمنايَا يَهْوَيْنَ نَدْبَ النُّعَاةِ

42 لمْ يُخَضِّبْ بِالدَّمِّ شَيْبَ شُيُوخٍ

و لِمَامَ الْوِلْدَانِ والْغَانِيَاتِ

43 لمْ يَزِدْ لِلْجَرْحَى خِضَابًا أخيرًا

و يُمَثِّلْ بِأجْسُمِ الْأمْوَاتِ

44 ولقدْ يَلْقَى الطّعْنَ فَانٍ وخَوْدٌ

إنْ أعَانَا الْعِدَى ولوْ بِعِظَاتِ

45 رُبَّ رَأيٍ مِنْ حَيْزَبُورٍ حَصِيفٍ

أوْ غُلامٍ أبَادَ جَيْشَ الْكُمَاةِ

46 لمْ يَرُعْ رُهْبَانًا يُنَاجُونَ رَبًّا

أوْ يَقُضَّ الدِّيَارَ والصَّوْمَعَاتِ

47 لمْ يَشُبْ صَفْوًا، لمْ يُطَيِّرْ لُبَادًى

لمْ يُحَطِّمْ في الصَّوْلِ سُوقَ النَّبَاتِ

48 غَضْبَةٌ لِلْحَقِّ الْمُبِينِ أَقَامَتْ

كُلَّ عَدْلٍ وأقْعَدَتْ كُلَّ عَاتِي

49 مَا رفعْنَا الْحِرَابَ سَعْيًا لِمُلْكٍ

و الْمُؤَاخَاةُ رَايَةُ الدَّعَوَاتِ

50 بلْ رَمَانَا الْمُلُوكُ بَغْيًا بِسَبْقٍ

و بِبَعْدٍ كُنّا أشَدَّ الرُّمَاةِ

51 إنْ قُتِلْنَا الْفِرْدَوْسُ دَارُ نَعِيمٍ

أبَدِيٍّ، والنّارُ مَثوَى الْجُنَاةِ

52 وتوَالَى على الْعُلُوجِ هَوَانٌ

و عليْنَا تَدَفُّقُ النِّعْمَاتِ

53 مِنْ فُتُوحَاتٍ في ثمانينَ عَامًا

ليسَ تُقْضَى في بِضْعِ ألْفِيَّاتِ

54 ما وَهَنَّا وما اسْتكَنَّا وبُغْضًا

أنْكَرَ الْجَاحِدُونَ سِرَّ الْمَآتِي

55 مَدَدٌ لا نَرَاهُ نُؤْتَاهُ لَمّا

أنْ ثَبَتْنَا في اللهِ أقْوَى ثَبَاتِ

56 وأتَتْنَا الأمْصَارُ تُسْلِمُ طَوْعًا

و أتَتْ كَرْهًا أطيبُ الْجِزْيَاتِ

57 وتَعالَى اسْمُ اللَّهِ ذِكْرًا وشُكْرًا

و ثَنَاءٌ على إمَامِ الْهُدَاةِ

58 واشْرَأبَّتْ أعْنَاقُ مَنْ جَهِلُونَا

لِشُمُوسِ الْمَعَارِفِ الْبَاهِرَاتِ

59 رَائِمِينَ اقْتِبَاسَ نُورٍ شِفَاءً

مِنْ عَشَاوَاتٍ واكْتِمَالَ الذَّوَاتِ

60 أيُّ نُقْصٍ فِينَا مُحَالٌ وفِينَا

شَاهَدُوا كُلَّ النُّقْصِ كالْمِرْآةِ

61 بِالتُّقَى واليَرَاعِ والسَّيْفِ سُدْنَا

لا المَلاهِي والرَّقْصِ والْكَاسَاتِ

62 الحَضَارَاتُ اسْتَوْطَنَتْ هَاهُنَا، هلْ

دامَ شيْءٌ مِنْها سِوَى الصَّفَوَاتِ?!

63 أدْوَمُ الْمَتْرُوكَاتِ مَا كان رُوحًا

طَيِّبًا بَعْدَ التَّارِكِينَ الرُّفَاتِ

64 أوّلُ القَطْرَاتِ السَّمَاوِيّةِ ”اقْرَأ“

سَقَتِ الدُّنْيَا أنْهُرَ الْجَنَّاتِ

65 فالسّعِيدُ الشّافِي الغَلِيلَ بِوِرْدٍ

و الشّقِيُّ المَحْرُومُ رَمْيَ الدَّلاةِ

66 حَصْحَصَ الْحَقُّ، جَلَّ شَأنًا عَصَتْهُ

أوْ أطَاعَتْهُ رُمَّةُ الْكَائِنَاتِ

67 أمَّةٌ قَبْلَ الْقَوْلِ والفِعْلِ تُعْنَى

بِاخْتِبَارِ الْحُرُوفِ والأدَوَاتِ

68 عَلَمًا مِظْفَارًا سَتَخْرُجُ مَهْمَا

طَالَ وَقْتٌ في عَالَمِ النّكِرَاتِ

69 إنَّ آيَاتِ الذِّكْرِ لِلرُّوحِ طُعْمٌ

و أحَادِيثَ طَهَ عَذْبُ فُرَاتِ

70 والعُلُومَ الأخْرَى مَفَاتِيحُ خَيْرٍ

نُفَقَاءٌ لِلْعِزِّ والْمَعْلاةِ

71 ما احْتَوَيْنَاهَا مِثْلَ أسْلافِنَا إلّا

و أصْبَحْنَا قَادَةَ الْعَظَمَاتِ

72 أوَلَسْنَا الْأُلَى لَحَمْنَا بِلادًا

فالْأقَاصِي ما جَاوَرَ الدَّانِيَاتِ?

73 وكَسَوْنَاهَا سُنْدُسًا مِنْ خُضُوبٍ

و رَنًا مِنْ جِلْدِ الْحَوَارِيَّاتِ

74 وزَرَعْنَا فِيهَا الْحُصُونَ العَوَالِي

يَتَصَدَّيْنَ لِلرِّيَاحِ الْعَوَاتِي

75 وبُيُوتًا لِلْمُنْعِمِ الْمُتَعَالِي

مُخْبِتَاتِ السّقُوفِ والْعَرَصَاتِ

76 لوْ فَقَطْ تَسْبِيحُ الْجَمَادَاتِ يُدْرَى

خَرَّ للهِ نَاكِرُو البَيّنَاتِ

77 ومَدَدْنَا الْقُصُورَ لِلشّمْسِ والبَدْ

رِ يَبُثّانِ الْوَجْدَ في الشُّرُفَاتِ

78 بِهِمَا والْقُصُورِ أجْمِلْ وأكْمِلْ

مِنْ أحِبَّاءَ ذَائِبِي الْمُهُجَاتِ

79 الْحَنَايَا مَعَ الزَّخَارِفِ تُنْبِي

نَاظِرِيهَا أمْجَادَنَا في سُكَاتِ

80 وكَئِنْ مِنْ خَلِيفَةٍ قَلْبُهُ في

رَأسِهِ الرَّأسُ في قُلوبِ الكُمَاةِ

81 يَتَغَشَّوْنَ الْمُعْتَدِينَ بِسَيْلٍ

تَارِكِينَ الأنْفَالَ كالرَّغَوَاتِ

82 وكَئِنْ مِنْ خَلِيفَةٍ مَوْثَبَانٍ

أصْغَرَاهُ واللُّبُّ في الْمِصْحَاةِ

83 وشَدَدْنَا أزِمَّةَ الْمَوْجِ لَمّا

أعْجَزَ الْغَمْرُ صِمْصِمَ الْعَادِيَاتِ

84 كُلّمَا جِئْنَا رَتْوَةً قَالَ صَحْبٌ

هلْ تُرَى لِلأمْوَاهِ مِنْ مَنْهَاةِ?!

85 وعَمِيقًا في الصِّينِ والْهِنْدِ ألْقَيْـ

ـنَا وفي الأنْدَلُسِّ بِالْمَرْسَاةِ

86 حَسْرَتَاهُ! رَهْنَامَجٌ عَرَبِيٌّ

ضَاعَ فَرْطًا وأفْخَمُ الْمَكْتَبَاتِ

87 فَخَيَالٌ تُرَاثنَا في خَيَالٍ

و نِكَاتٌ تَارِيخُنَا في نِكَاتِ

88 كُتُبُ الطِّبِّ والطَّبِيعَةِ غُلَّتْ

فَكَأنّا لمْ نَخْبُرِ النَّبْتَاتِ

89 وَ ألُوفُ الْمُؤَلّفَاتِ اسْتُغِلَّتْ

لمْ نُسِلْ يَوْمًا قَطْرَةً مِنْ دَوَاةِ

90 ما الرِّسَالاتُ في الْكَوَاكِبِ والأفْـ

ـلاكِ إلّا ضَرْبًا مِنَ الشَّعْوَذَاتِ

91 ما الرُّسُومَاتُ والْقِيَاسَاتُ في الْجُغْـ

ـرَافِيَا إلّا سَاذِجَ الْخَرْبَشَاتِ

92 ما الْكِتَابَاتُ الْفَلْسَفِيَّةُ ما الآ

دَابُ إلّا كُومًا مِنَ التُّرَّهَاتِ

93 الْكَتَاتِيبُ والْمَسَاجِدُ دُورٌ

دُونَ بَرْنَامَجٍ عَدَا الرَّهْبَنَاتِ

94 ورِجَالاتُ الْعَقْلِ والنَّقْلِ طُرًّا

إنّمَا هُمْ كُتَّابُ طِلَّسْمَاتِ

95 قَوْلُ كِذْبٍ قَدْ ألِّفَتْ كُتُبٌ فِي

سَفَرٍ فَوْقَ أظْهُرِ الْحُمُرَاتِ

96 قَوْلُ نَفْجٍ لَوْ لا بَنِي يَعْرُبٍ ما

عُرِفَتْ آحَادٌ مِنَ الْعَشَرَاتِ

97 قَوْلُ كَيٍّ وقَوْلُ وَخْزٍ، أَ يُجْدِي الْـ

ـكَيُّ والْوَخْزُ في نُفُوسِ الْمَوَاتِ?!

98 ألْفُ فِكْرٍ أسْلافُنَا صَانِعُوهُ

غَيْرُنَا الْمُسْتَفِيدُ بِالتَّرِكَاتِ

99 فَاعْذُرُونِي هُمْ هُمْ ونحنُ لِنَخْجَلْ

ليسَ كالفِعْلِ يَرْفَعُ الْهَامَاتِ

100 مَجِلَتْ أيْدِيهِمْ شَقَاءً وكَدًّا

و نَلُوكُ الأقْوَالَ كالْبَقَرَاتِ

101 أوَلَيْسُوا مَنْ شَيَّدُوا أوَلَيْسُوا؟!

مَنْ كأسْلافٍ بَيْنَ مَاضٍ وآتِ?!

102 أوْرَمَ الْحَاسِدُونَ ألْسُنَ غِلٍّ

و غَلَى الْغَيْظُ في صُدُورِ الْعُدَاةِ

103 وبِنَا كمْ تَرَبَّصُوا الدَّائِرَاتِ

و مَتَى يَنْقَضُّونَ كالْحَيَّاتِ

104 قَدْ ذَلَلْنَا مُذْ لِلْغِنَاءِ انْصَرَفْنَا

و غُزِينَا بِتَرْكِنَا الْغَزَوَاتِ

105 مِنْ حَوَالَيْنَا رَابَطَتْ أمَمٌ مِنْ

كُلِّ لَوْنٍ وأرْسَلَتْ بِالسُّرَاةِ

106 رَجَعُوا نَاجِزِي التَّقَارِيرِ عَنّا

نَعْجَةٌ بَضَّةٌ عَدِيمُ الأذَاةِ

107 بِاسْمِ عِيسَى وبِاسْمِ مُوسَى وبُوذَا

الْحِلْفِ فَلْنَقْسِمْ لَحْمَ هَذِي الشَّاةِ!

108 سُنَّةُ اللهِ تُسْتَبَاحُ حُقُوقٌ

عِنْدَمَا لا تُحْمَى لَدَى الْكَائِنَاتِ

109 مَنْ مِذَبٌّ?! ما في المَضاربِ أُسْدٌ

يَدْرَأُونَ الأذَى عَنِ اللَّبُؤَاتِ

110 مَنْ مِذَبٌّ?! صِرْنَا شَتَاتَ اتِّحَادٍ

و العِدَى ما انْفَكُّوا اتِّحَادَ شَتَاتِ

111 هَمَجِيَّاتٌ زَاحَمَتْ هَمَجِيَّا

تٍ إلَيْنَا في أبْشَعِ الْهَجَمَاتِ

112 مَنْ مِذَبٌّ?! عَصْرَ الْحُظُوظِ وَدَاعًا

ثُمَّ مَرْحَى لِلأعْصُرِ النَّحِسَاتِ

113 عَلَّهُ أحْرَى أنْ يَكُونَ سِوَانَا

بَعْدُ لِلدِّينِ أنْسَبَ الْهَالَاتِ

114 مَزَّقَتْنَا الأهْوَاءُ مِنْ ألْفِ عَامٍ

قَبْلَ تَمْزِيقِنَا بِأيْدِي الْغُزَاةِ

115 الأمَانِي أغْوَتْ عُقُولَ الرَّعَايَا

و الْكَرَاسِي أعْمَتْ قُلُوبَ الرُّعَاةِ

116 مَشْرِقٌ يَغْزُو غَرْبَهُ ذَا عِشَاءٍ

مَغِْربٌ يَغْزُو شَرْقَهُ ذَا غَدَاةِ

117 أخَوَانِ اسْتَلّا سُيُوفًا فَكَانا

مِنْ غَبَائَيْهِمَا هُمَا الأضْحِيَاتِ!!

118 والأرَاضِي الْمُحَمَّدِيّةُ أمْسَتْ

أرْقُبًا لِلصُّلْبَانِ والْخَرَزَاتِ

119 أمَمٌ لا تَذُودُ عَنْ أنْبِيَاءٍ

أخْرَجُوهَا مِنْ عَالَمِ الْعَتَمَاتِ

120 يَسْتَحِيلُ انْتِصَارُهَا واحْتِمَالٌ

أنْ تَلَقَّى عَذَابَ مُؤْتَفِكَاتِ

121 حَالُنَا الْيَوْمَ كالْيَهُودِ الْقُدَامَى

و الْكِتَابُ الْمُبِينُ كالتَّوْرَاةِ

122 شَفَهَاتٌ تُرَتِّلُ الآيَ لَكِنْ

فَنَّدَ الفِعْلُ مَنْطِقَ الشَّفَهَاتِ

123 عَجَزَتْ عَنْ إيجَادِ وَصْفٍ دَقِيقٍ

لِلأبَاطِيلِ أبْلَغُ الْمُنْدِيَاتِ

124 ما احْتَرَمْنَا ذوَاتِنَا كيف نَرْجُو

مِنْ أعَادِيِّنَا احْتِرَامَ الَّذوَاتِ?!

125 فِتَنٌ في أرْوَاحِنَا وحُرُوبٌ

و انْكِسَارَاتٌ غَيْرُ مُنْتَهِيَاتِ

126 صُنِّفَتْ أقْوَامٌ عَوَالِمَ أُولَى

و عُدِدْنَا مِثْلَ الْحُبَارِيَّاتِ

127 دائمًا هُمْ جُلّاسُنَا بيْدَ أنّا

بَيْنَهُمْ كالْبِضَاعَةِ الْمُزْجَاةِ

128 بِلِسَانٍ كَلامُهُمْ أعْجَمِيٍّ

و علينا إتْقَانُ تِلْكَ اللُّغَاتِ

129 شِبْهُ أمْوَاتٍ نحنُ والضَّادُ حَيٌّ

أيُّ ذَنْبٍ لِلْحَيِّ في الأمْوَاتِ؟!

130 عَسَلٌ ظَهْرُ الْقَوْلِ والْبَطْنُ سُمٌّ

فمتَى وَيْهًا نَفْهَمُ التَّوْرِيَاتِ?!

131 وإلامَ انْخِدَاعُنَا بِالأفَاعِي?!

بِالْقَفَا مَلْيُونٌ مِنَ اللَّدَغَاتِ!

132 إنْ مَضَى عَهْدُ السَّلْبِ قَدْ حَلَّ عَهْدٌ

يُنْهَبُ الْمَالُ فِيهِ بِالْبَسَمَاتِ

133 دَأبُنَا يُصبِحُ السّلامُ هَواءً

و جِهَازُ الْفِكْرِ الوَحِيدُ الرِّئَاتِ

134 دَأبُهُمْ يَغْزُونَ الْفَضَا فَوْقَنَا إذْ

لا هَوَاءٌ كيْ يَبْسُطُوا الْهَيْمَنَاتِ

135 ظَنُّهُمْ أسْيَادٌ ونحنُ عَبِيدٌ

هَايَهَاتِ انْعِتَاقُنَا هَايَهَاتِ!

136 مَجْلِسُ الأمْنِ صَانِعُوهُ ذِئَابٌ

طُرْفَةٌ إنْصَافُ الذِّئَابِ الْقُضَاةِ!

137 يَزْعُمُونَ الْعِلّاتِ تَسْكُنُ فِينَا

واجبٌ أنْ يَسْتَأصِلُوا الْعِلّاتِ

138 واجبٌ كُلّمَا شَقَقْنَا عَصَاهُمْ

أنْ يُعِيدُوا بِمُخِّنَا الْبَرْمَجَاتِ!

139 أحْمَدِيُّونَ والْعُلُوجُ عُلُوجٌ

لا وِئَامًا بِخِلْفَةِ الْقِبْلاتِ!

140 كمْ أنَادِي مُنْذُ الْوِلادَةِ حتّى

تَلِفَ السّمْعُ مِنْ صَدَى أصْوَاتِي

141 لَيْتَنِي أيضًا دُونَ عَيْنَيْنِ كيْ لا

أذْرِفَ الدَّمْعَ إذْ أرَى النَّكَسَاتِ

142 حِيلَةُ الْمَغْلُوبِينَ أنَّا نُؤَسِّي

بِالْمَوَاضِي آلامَنَا الْحَاضِرَاتِ

143 لوْ يَحُلُّ الْ مَاقَبْلُ ما بعدَهُ لَـاسْـ

ـتَحْضَرَ النّاسُ أجْمَلَ الذّكْرَيَاتِ

144 حِينمَا يُرْسِي الْعَدْلَ قَوْمٌ بِأرْضٍ

سَعْيُهُمْ سَعْيُ النّمْلِ في الْمَكْرُمَاتِ

145 يَفْتَحُ اللهُ مِنْ فُوَيْقٍ عَلَيْهِمْ

و تُحَيْتٍ مَنَافِذَ الْبَرَكَاتِ

146 لا يَجُوعُونَ؛ دُونَهُمْ جُوَّعٌ، لا

يَتَعَرَّوْنَ؛ كمْ شُعُوبٍ عُرَاةِ

147 عَارُنَا أنّا قَاعِدُونَ ونَبْغِي

أنْ يَجِيءَ الْقَطَافُ بِالثمَرَاتِ

148 ما لنَا في سُوقِ الْعَلامَاتِ شيْءٌ

ما لنَا إلّا كثرةُ الْبَصَمَاتِ

149 بِالرّخِيصِ الأخْوَامُ تُبْتَاعُ مِنّا

و إلينا تعودُ بِالْعُمْلَاتِ

150 عَارُنَا أنّا وَاقِفُونَ فُرَادَى

نَرْجَسِيِّي الأسْبَابِ والْغَايَاتِ

151 نَحْسَبُ الْفَْوزَ إنْ تَأخَّرَ عَنّا

إخْوَةٌ يَحْمِلُونَ نَفْسَ الصِّفَاتِ

152 أرْضُنَا واللّسَانُ والدِّينُ والتَّا

رِيخُ كُلٌّ لا يَقْبَلُ التَّجْزِئَاتِ

153 كيف نغدُو حَمْقَى نُصَدِّعُ صَرْحًا

و يَرُمُّ الأعَاجِمُ الصَّدَعَاتِ?!

154 كيف نغدُو عَصْرَ التَّحَالُفِ شَتَّى

و سِوَانَا يُجَمِّعُ الْعَزَمَاتِ?!

155 بين قُطْرَيْنِ شُرْطَةٌ وسِلاحٌ

و كِلابٌ وشِبْهُ مُعْتَقَلاتِ

156 بيننا حَالاتُ الطَّوَارِئِ دومًا

مُعْلَنٌ عنها دون تَصْرِيحَاتِ

157 بيْنهمْ أضْوَاءُ الْمُرُورِ ووَرْدٌ

و كَلامُ التَّرْحِيبِ في اللّافِتَاتِ

158 قَاطِرَاتٌ بين الْعَوَاصِمِ تَمْضِي

ثمّ تَأتِي بِلا تَحَرِّيَّاتِ

159 وشُعُوبٌ تَجْنِي الرّحِيقَ وتُعْطِي

عُسُلا في الألْوَانِ مُخْتَلِفَاتِ

160 والعَجِيبُ الْعُجَابُ ليسُوا لِأصْلٍ

وَاحِدٍ والحِوَارُ بِالتَّرْجَمَاتِ

161 اتِّحَادُ الأمْصَارِ بِالأصْلِ هَشٌّ

و قَوِيٌّ بِقُوَّةِ الْهِمَّاتِ

162 كلُّ خَلْقٍ صَارُوا قِوًى؛ عَابِدُو الأبْـ

ـقَارِ مِنهمْ وآكِلُو الْحَشَرَاتِ

163 كلُّ خَلْقٍ تَجَاوَزُونَا قُرُونًا

و بَقِينا أوَاخِرَ الّذنَبَاتِ

164 يَدْهَشُ الْعََقلُ في أراضٍ جِبَالٍ

أوْ قِفَارٍ تَجُودُ بِالطَّيِّبَاتِ

165 وأراضٍ مُخْضَلَّةٍ اِضْمَحَلَّتْ

كالنِّسَاءِ اللَّوَى مُنِعْنَ اللِّدَاتِ

166 سُورِيَا ليستْ كُورِيَا أبدًا، لُبْـ

ـنَانُ ليسَ الْيَابَانَ في الْمُعْجِزَاتِ

167 بِذَكِيِّ الْمُؤَسَّسَاتِ غِنَاهُمْ

لا البُيُوعِ الْعَمْيَاءِ لِلثّرَوَاتِ

168 عَجَبِي لمّا يَنْفَدُ النّفْطُ مِنْ آ

بَارِنَا؛ ما صَنِيعُنَا في الْحَيَاةِ?!

169 نَرْهَنُ الأرْضَ أوْ حُلِيَّ نِسَانَا

عِنْدَ غَرْبٍ يَسْتَثمِرُ الْقُدُرَاتِ?!

170 لوْ بَحَثنا أعْماقَنا لَوَجَدْنا

أجْبُلا مِنْ كَوَامِنِ الطَّاقَاتِ

171 لوْ غَرَسْنَا شُجَيْرَتَيْنِ جَمِيعًا

لَـاسْتَحَالَتْ أوْطَانُنَا رَوْضَاتِ

172 سُوءُ رَسْمٍ، قَلِيلُ فِعْلٍ ودَرْسٍ

تِلْكُمُ الْمُنْزِلاتُنَا الدَّرَكَاتِ

173 أنْ تَعَالَوْا بَنِي الْعُرُوبَةِ نَكْسِرْ

جُدُرًا رُومَانِيَّةَ الصَّخَرَاتِ

174 نَبْنِ بَيْتًا يَسُودُهُ الْإِلْفُ صَلْدًا

مِثْلُ إلْفِ الْيَعْسُوبِ والعَامِلاتِ

175 وَاحِدٌ بِالأمْوَالِ، ثَانٍ بِأيْدٍ،

ثالثٌ فِكْرًا نَقْهَرُ الْعَقَبَاتِ

176 لا يَهُمُّ التّقليدُ بَادِئَ بَدْءٍ

حَسْبُنَا أنْ نُحَقّقَ الْمُنْجَزَاتِ

177 حَسْبُنَا في أشياءَ يُكْتَبُ: ”صُنْعٌ

عَرَبِيٌّ“ تُسَابِقُ الْمُنْتَجَاتِ

178 ثمّ يَأتِي يَومٌ على كلِّ شيْءٍ

عَرَبِيٍّ تَنْهَالُ كِلْمَةُ ”هَاتِ“.

179 يا شُيُوخَ القَبائلِ انْسَحِبُنْ مِنْ

فضلِكمْ مِنْ طلائعِ الدَّوْلاتِ

180 اُقْعُدُنْ في الْوَرَاءِ مَقْعَدَ شُورى

سَلِّمُنْ لِلشَّبِيبَةِ الرَّايَاتِ

181 اِسْتَرِيحُوا ورَاقِبُونَا بِصَمْتٍ

حَافِظُوا جَيِّدًا على الصَّلَوَاتِ

182 لمْ تَعُدْ دَوْلاتُ الزّمَانِ شُيُوخِي

بِعِصِيٍّ تُرْعَى وبِالْعَادَاتِ

183 أيُّ دِيمُقْرَاطِيَّةٍ دُونَ رَأيٍ

بِئْسَ دِيمُقْرَاطِيَّةُ الْوَاجِهَاتِ

184 لمْ تَعُدْ مِهْنَةً رِئَاسَةُ شَعْبٍ

يُتَخَلَّى عنها سِوَى بِالْوَفَاةِ

185 والْحُكُومَاتُ الْعَيْنُ تَحْكُمُهَا في

صُغْرَيَاتِ الأمُورِ والْكُبْرَيَاتِ

186 فلهَا الْحُسْنَى طَالمَا أحْسَنَتْ والْـ

ـسِّجْنُ عِنْدَ ارْتِكَابِهَا الْمَعْصِيَاتِ

187 الْقَوَانِينُ النّازِلاتُ علينا

كَحُرُوفِ ابْرَايْ في عُقولِ الْعُمَاةِ

188 جُلُّهَا لِبْسٌ يُرْتُدَى فَيُغَطِّي

كَامِلَ الْجِسْمِ مَا خَلا الْعَوْرَاتِ

189 أمَّةٌ تَهْوَى الْعَيْشَ في جِلْدِ أخْرَى

كَاجْتِمَاعِ الْمَصِيفِ والْمَشْتَاةِ

190 أسَفَاهُ! بين الثّقَافاتِ ضِعْنَا

و الْمُنَادِينَ الشَّاهِرِي الْعَوْلَمَاتِ

191 فَاتِّبَاعُ الأغْرَابِ أمْسَى حُلُولا

و الأنَا أضْحَى أوَّلَ الْمُشْكِلاتِ

192 أينَ شَرْعُ اللهِ المُنَزَّلُ فِينَا

و أحَيْلَى أحْكامِهِ الْمُرْتضَاةِ??!!

193 أيْنَ قَانُونِيَّاتُنَا في سِوَاهُ?!

أ عَجَزْنَا أنْ نَكْتُبَ الْفِقْرَاتِ?!

194 لا تَكُفُّ الْحَيَاةُ عَنْ قَذْفِ صَعْبٍ

أ نَكُفُّ الأكُفَّ عَنْ ذِي الْحَيَاةِ?!

195 طِيلَةَ الأعْمَارِ الثّوَابِتُ تَبْقَى

في فَضَاهَا نُضِيفُ تَنْظِيمَاتِ

196 القَوَانِينُ الآدَمِيَّةُ قُصْرَى

إنْ أرَدْنَاهَا مَوْضِعَ الآيَاتِ

197 وَيْحُ مَا أشْقَى ظَامِئًا عَابَ نَبْعًا

و يَؤُمُّ الْمَشَارِبَ الْكَدِرَاتِ

198 ذَا قَصِيدِي؛ خُذُوا بِقَوْلِ الْهُدَاةِ

و دَعُوا يَا إخْوَانُ قَوْلَ الْهُذَاةِ

199 اُشْكُرُوا اللهَ بُكْرَةً وأصِيلًا

وَ اسْألُوهُ اسْتِقَامَةَ الْخُطُوَاتِ

200 وَ علَى أحْمَدَ الْمُشَفَّعِ صَلُّوا

فَتَفِيضَ الْكِفَافُ بِالْحَسَنَاتِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمارة بن صالح عبد المالك

عمارة بن صالح عبد المالك

51

قصيدة

شاعر جزائري، من مواليد 1973 بالشريعة ولاية تبسة، درس اللغة الأنجليزية والحقوق. عمل أستاذا للغة الأنجليزية بضعَ سنوات، ثمّ مفتّشا للشّرطة فترةً قصيرة. زار عدّة بلاد في العالم، ويُقيم حاليا خ

المزيد عن عمارة بن صالح عبد المالك

أضف شرح او معلومة