الديوان » عمارة بن صالح عبد المالك » عَافُوكَ إِذْ عَرَفُوكَ

عدد الابيات : 50

طباعة

1 عَرَفْنَاكَ أَخْبَثَ مِنْ ثَعْلَبٍ

تُرَاوِغُ رَبَّكَ والْغَافِلِينَا

2 تَغَذَّيْتَ فِي رَحْمِ أُمٍّ بِلُؤْمٍ

وَ لَم نَرَ قَبْلُ لَئِيمًا جَنِينَا!

3 خَرجْتَ تُقَدِّمُ رِجْلًا يَسَارًا

كَدَاخِلِ بَيْتِ الْخَلَا لَا يَمِينَا

4 وَ أَرْدَفْتَ أَظْلَافَ مِعْزَى بِجِذْعٍ

وَ أَيْدٍ وَ رَأْسٍ سَتُبْدِي قُرُونَا

5 تَمَنَّيْتُ لَوْ مِشْفَرَا الْفَرْجِ ضَاقَا

عَلَى عُنُقٍ مَا تَزَالُ عَجِينَا

6 أَوِ الْقَابِلَاتُ قَطَعْنَ وَرِيدَيْ

كَ لَا سُرَّةً، أَوْ طَعَنَّ الْوَتِينَا

7 خَرَاءٌ تُغَادِرُ بَيْتَ خَرَاءٍ

لَتُؤْذِيَ سُهْكَتُكَ النَّاشِقِينَا

8 نَشَأْتَ لِمَيْنِِ وَ غَدْرٍ وَ غِشٍّ

وَ زَيْفٍ وَ حَيْفٍ وَ نَفْجٍ قَطِينَا

9 فلَمْ تَنْعَتِقْ مِنْكَ إِلَّا شُرُورٌ

دَسَائِسَ حُمْرًا، فَعَائِلَ جُونَا

10 بِعِلْمِكَ سِتَّةَ أَحْرُفِ جَرٍّ

حَسِبْتَكَ بَحْرَ الْعُلومِ الْمَعِينَا

11 وَ لَمْ تَمْحُ أُمِّيَّةً هِيَ أُمٌّ

بُعَيْدَ الّتِي خَلَّفَتْكَ مَهِينَا

12 تُرِي الْجُهَلَاءَ ثَرَايَا الْمَعَالِي

وَ لَوْ عَرَفُوكَ لَدَاسُوكَ طِينَا

13 عَمُوا عَنْ دَنَايَاكَ قَدْ سُطِرَتْ فِي

مُحَيَّاكَ كَالْقَيْحِ لِلمُبْصِرِينَا

14 عُيُوبُ ابْنِ آدَمَ مَهْمَا طَلَاهَا

بِحُسْنٍ، فَلَا بُدَّ أَن تَسْتَبِينَا

15 أَ تَنْشُرُ يَا ابْنَ الثُّعَالَةِ قُبْحًا

بُيَيْنَ الدَّوَاجِنِ رَأْيًا وَ دِينَا؟!

16 وَ لَيْسَتْ حَيَاتُكَ إِلَّا رِيَاءً

فَهَلْ يَتَغَيَّرُ طَبْعُكَ حِينَا؟!

17 وَ هَلْ سَيُوَافِقُ سِرُّكَ جَهْرًا

وَ يَغْدُو لَكَ الصِّدْقُ نَهْجًا رَصِينَا؟!

18 لَكَمْ كُنْتَ تَخْدَعُ فَمًّا وَ يَدًّا

تَلَامِيذَ يَا أَوْسَخَ الْخَادِعِينَا

19 بِلَغْوِكَ فِي الْقِسْمِ كُنْتَ سَخِيًّا

بِتَبْلِيغِكَ الدَّرْسَ كُنْتَ ضَنِينَا

20 فَكَيْفَ حَدِيثُكَ فِي النَّاسِ كِذْبًا

بِأَنَّكَ كُنْتَ تُرَبِّي الْبَنِينَا؟!

21 أَلَا رَبِّ نَفْسَكَ يَا شَيْخُ إِذْ لَمْ

يُرَبِّكَ مَنْ وَلَدَاكَ هَجِينَا

22 وَ صَفِّ مِنَ السُّحْتِ بَطْنَكَ أَوْ مِنْ

رِبًا جَعَلَاكَ حِمَارًا بَطِينَا

23 تَغَارُ مِنَ الْفَضْلِ يُؤْتَاهُ غَيْرٌ

لِأَنَّكَ لَمْ تُؤْتَ شَيْئًا ثَمِينَا

24 كَثِيرُ الْفُضُولِ تُرَاقِبُ مَجْدًا

تَشَوَّفَ عَنْكَ يَرَاكَ شُفُونَا

25 جَبَانٌ حَقُودٌ حَسُودٌ وَضِيعٌ

وَ تَرْفَعُ وَسْطَ الْعِبَادِ جَبِينَا

26 طَلِيقُ الْمَطَامِعِ، نَفْسُكَ فِيهَا

عَدَتْهَا الْمَطَامِحُ ظَلَّتْ سَجِينَا

27 لَقدْ قَصَرَتْ عَن بُلُوغِ الْمَعالِي

سَوَاعِدُ مِنْكَ تُحِبُّ الْحُرُونَا

28 فَأَخْضَعْتَهَا بِخُضُوعٍ لِمَنْ يَرْ

أَسُونَكَ فُقْتَ بِهِ الْخَاضِعِينَا

29 وَ جَازَوْكَ إِذْ صَيَّرُوكَ مُدِيرًا

بِأَرضٍ يَصِيرُ الْخَؤُونُ أَمِينَا

30 لِأَنَّكَ أَحْسَنْتَ مَسْحًا وَ دَهْنًا

لِأَحْذِيَةٍ رَاضِيًا أَن تَهُونَا

31 فَرُحْتَ لِصُنْعِ اعْتِبَارِكَ تَقْلِي

أَسَاتِذَةَ الْفَضْلِ وَ الْعَامِلِينَا

32 تُهَيِّءُ مِثْلَ الشَّيَاطِينِ ظَرْفًا

وَ تَنْصِبُ خَلْفَ الْكَمِينِ كَمِينَا

33 وَ تَسْتَغْفِلُ الْفَرْدَ يَسْقُطُ مِنهُمْ

لِتَكْتُبَ لِلرُّؤَسَاءِ مُتُونَا

34 لِكَيْ يَعْلَمُوا وَطَنِيًّا وَفِيًّا

هُنَالِكَ فِي خِدْمَةِ النَّاشِئِينَا!

35 وَ رُبَّتَمَا كُنْتَ أَخْبَرتَهُمْ عَنْ

بَنَاتِكَ وَ الزَّوْجَتَيْنِ شُؤُونَا

36 إِذَا لَمْ تَحِنَّ إِلَى الذُّلِّ يَوْمًا

سَيُبْدِي لَكَ الذُّلُّ قَطْعًا حَنِينَا

37 حَرٍ أَنْ تُسَبَّ جَهَارًا نَهَارًا

وَ تُخْزَى زَمَانًا وَ تُهْجَى سِنِينَا

38 لَقدْ كِدْتَ تَطْغَى شَبَابًا وَ شَيْبًا

فلَمْ تَحْيَ إِلَّا حَقِيرًا لَعِينَا

39 وَ مِمّا سَمِعْنَاهُ عَفْوًا، وَ لَسْنَا

لِعَوْرَاتِ غَيْرٍ نُدِيرُ عُيُونَا

40 بِأَنَّكَ أَبْطَلْتَ ظُلْمًا قِرَانًا

رَدَدْتَ ابْنَةً وَ طَرَدْتَ الْقَرِينَا

41 مُعَلِّمَةً قَدْ أَبَتْ يَا أَبَاهَا

مَآبَ الْأُجُورِ إِلَيْكَ رُهُونَا

42 كَأنّكَ قُلْتَ وَ لَوْ لَم تَقُلْهَا:

جِهَازُكِ لَمْ يَكُ إِلَّا دُيُونَا!

43 وَدِدْنَا التَّرَيُّضَ مِنْكَ قَلِيلًا

إِلَى أَنْ تَبِيضَ حَفِيدًا سَخِينَا

44 وَ هَلْ يَلِدُ اللُّؤَمَاءُ كِرَامًا

وَ هَلْ يُصْبِحُ الْخُمُّ يَومًا عَرِينَا؟!

45 فَتَبًّا وَ قُبْحًا وَ وَيْلًا وَ وَيْسًا

تَكُونُ لَهَا كُلَّ وَقْتٍ طَعِينَا

46 لِتُحْشَرْ جَزَاءَ نِفَاقِكَ أَعْمَى

ذَلِيلًا غَدًا أَسْفَلَ السَّافِلِينَا

47 لَقدْ أَجْمَعَ النَّاسُ أَنَّكَ وَغْدٌ

وَ لَا يَنْقُضُ الشَّكُّ أَمْرًا يَقِينَا

48 فَعَافُوكَ إِذْ عَرَفُوكَ رَخِيصًا

أَيَا أَيُّهَا الْقِرْدُ يَحْيَا دَفِينَا

49 وَ عِفْتُكَ قَبْلُ كَمَا ”عِيفَ جِدِّي“

تَحَاشَوْا لِمَاذَا وَ خَلُّوا الظُّنُونَا

50 حَدِيثِي فُنُونٌ ذَوَاتُ مَعَانٍ

فَتَنْتُ بِهَا الْبُلَغَاءَ فُتُونَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمارة بن صالح عبد المالك

عمارة بن صالح عبد المالك

51

قصيدة

شاعر جزائري، من مواليد 1973 بالشريعة ولاية تبسة، درس اللغة الأنجليزية والحقوق. عمل أستاذا للغة الأنجليزية بضعَ سنوات، ثمّ مفتّشا للشّرطة فترةً قصيرة. زار عدّة بلاد في العالم، ويُقيم حاليا خ

المزيد عن عمارة بن صالح عبد المالك

أضف شرح او معلومة