الديوان » عبد المنعم أديب » فنجانُ قهوةٍ معَ صديقتِيْ

لِيْ صديقةٌ
تعشقُ القهوةْ!
ترتشِفُها القهوةُ،
ثمَّ تدَّعِيْ أنَّها مَنْ ترتشِفُ القهوةْ!
تعشقُ الزمنَ في صورةِ فنجانْ!
وتلِجُ التاريخَ مِنْ بابِ القهوةِ الفسِيْحْ..
وتعاقرُ الذُّنُوْبَ فيْ القهوةِ،
وتتطهَّرُ تائِبةً؛ بجانبِ الفنجانْ!
تُحيِّيْ الجماهيرَ مِنْ وراءِ فنجانِهَا
مَلِكَةً مُتوَّجةً..
تعشقُ رؤيةَ قُرْصِ الشمسِ
مُنعكِسًا على الفنجانْ!
وبدرُ القمَرِ
تتأمَّلُهُ مِنْ خلالِ طاقةِ الفنجانِ الأُسطوريَّةْ؛
التي تُدخِلُها عالَمَ الأحلامْ!
ترَىْ مَصائِبَ الدُّنيا وخُطُوبَهَا
زَوْبَعَةً فيْ فنجانٍ
ليسَ وراءَهَا إلَّا مُتعةُ الزمَنْ!
وكأنَّهُ الحبيبُ الأوحدُ؛
تسعَدُ بإشراقتِهِ صباحًا،
وتعانقُ أسرارَهُ التي يحمِلُهَا ليلًا..
*******
بِهِ .. تكونُ طيِّبَةً كنقاءِ خَزَفِهِ الناصِعْ!
وبِهِ .. تلهُوْ رُوْحُ الشرِّ فيْهَا
بسِحْرِهِ الأسْوَدِ الذيْ يملأُ الفنجانْ!
تعشقُ أنْ تتركَ الإنسانيَّةَ
وأنْ تُلْقِيَ بنفسِهَا
فيْ هذهِ اللُّجَجِ
سحيقةِ العُمْقِ فيْ فنجانِ قهوتِهَا!
كَمْ راقصَتْ فنجانَ قهوةْ!
كَمْ حاوَرَتْ!
كَمْ قاطَعَتْ!
كَمْ غاضَبَتْ!
كَمْ ضاحَكَتْ!
سِرُّهَا مَعَ الفنجانِ بداخِلِهَا
سرُّهَا مُستغلَقٌ مُحالْ..
سرُّ صديقتِيْ بِئْرٌ عمِيْقةٌ
كفنجانِ قهوتِهَا!.. 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المنعم أديب

عبد المنعم أديب

16

قصيدة

كاتب وشاعر .. صدرت له كتب أدبية، ومئات المقالات في الفكر واللغة والفنون. ونظم ما يقرب من خمسمائة قصيدة

المزيد عن عبد المنعم أديب

أضف شرح او معلومة