الديوان » عبدالله عباس خضير » الصَّحوُ الماطرُ

(1)
تتكسرُ المرآةُ في لغتي
ويُطفئُ دمعَهُ في مَوقدي 
قمرُ الليالي
 
وأجيءُ
من زمنِ الهبوطِ إلى الهبوطِ
أو الصعودِ إلى الهبوطِ
من الأعالي
 
لا وعدَ عندي
لا شفاهَ لغربتي
لا زقَّ خابيةٍ ببالي 
 
خبّأتُ تحتَ الجمرِ تاريخي
وطلّقتُ الأواخرَ والأَوالي
 
صَحوي بروقُ غمامةٍ
ورديةٌ فوقَ الدَّوالي 
 
ما أمطرتْ من بعدِ ألفٍ
غيرَ زخّاتِ النّصالِ
 
(2)
في الصّحوِ الماطرِ
أو في المطرِ الصّاحي
 
أتصفّحُ أوراقي
وأُقلِّبُ أيامَ جراحي
 
أثوابَ الفقدِ
وأوجاعَ البعدِ
وأنهارَ نُواحي
 
هل سأَخيطُ شراعَ البحرِ
ولا تعرفُ 
إلّا صوتَ العصفِ رياحي
 
هل سألُمُّ حِبالي وشِباكي 
وأُرمِّمُ بالوهمِ
سفينةَ ألواحي
 
أُبحرُ
لا مرسى منتظرٌ سُفُني
لا وجهَ حبيبٍ
لا خفقَ جناحِ
 
في رأسي دكّةُ موتى تَرتجُّ
وقلبي زخّةُ قُدّاحِ
 
وعلى كفّي غيمةُ وبلٍ تَنصَبُّ
وعينيْ نجمُ صباحِ
 
وطني منفايَ
وأوراقي لغتي
ووقودي همّةُ ملاحِ
 
ميعادي البحرُ
وأشرعتي الريحُ
وصبري زادي وسلاحي
 
قلقي
أكبرُ من أجنحتي
وهمومي
أثقلُ من كفّةِ أفراحي
 
فمتى
أرقصُ في الصّحوِ الماطرِ
أو
أركضُ في المطرِ الصّاحي؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله عباس خضير

عبدالله عباس خضير

78

قصيدة

شاعر من البصرة جنوبي العراق، ليسانس في اللغةالعربية وآدابها ، تتلمذ على يد الشاعرة نازك الملائكة والشاعر د.البياتي ، له سبع مجموعات شعرية مطبوعة أولاها قراءة في سيرة التتار / بغداد عام 2000م

المزيد عن عبدالله عباس خضير

أضف شرح او معلومة