الديوان » المعتصم بالله أحمد » على نفسٍ من الوجد تقطُر

عدد الابيات : 27

طباعة

 إلامَ أداري الشوق والعين تُظهِرُ

وحَتّام يعرُوني الصّبا والتذكُّرُ

 أتيتكَ لا محتاجَ مالٍ ولا قِرًى

ولكنْ على نفس من الوجد تقطُرُ

تَبيتُ على هم يخامرُ ربَّها

وتصحو وقد شاع الذي بات يُضمَرُ

طَويتُ على وجد وفي النفس من لظى

تكاد لها نار الغرام تَفوّرُ

وما زال إنْ ما أضوت القلبَ خطرةٌ

تسابق مني الدمعُ إذ هي تخطرُ

 عدمتُكَ ! ما بالوجد يرجِعُ ما مضى

إذا حَلَّ فينا ما القضاءُ مقدّرُ

فيا قلبُ هلا قد كُفيتَ صبابةً

بعِبرة من قد فات إن كنت تعبُرُ

 ولستُ أرى مِمّا يلاقي عُلالةً

وقد بتُّ في حكم الهوى فهو يأمرُ

 ويزجُرُ حِلمي بالتصابي وإن بي

لشوقا إذا لاقى السلوَّ يُزمجرُ

 عزيزٌ عليهِ أن أُرى مُتسليًّا

إذا لاح سُقم بالفتى يتجبّرُ

قسيمٌ لخلٍّ بات يحوي صفاتهُ

سوى أنه في الحُسن أبهى وأبهرُ

 حبيب يعاطي يوسفا في جمالهِ

وحزنيَ يعقوبٌ علي مُؤَمّرُ

 رمتني بلحظ يستبي وهو ناعسٌ

فأقصد قلبا بالهوى وهو ينظرُ

تُري خدها كالورد يُدمي به الحيا

كحال فؤادي إذ بها يتجمّرُ

وفرعا كستر الليل أرخى سدولهُ

عليّ وقد طال الجوى والتذكُّرُ

مُهَفهَفَةٌ جارى بها البدرُ حسنَه

تكاد لثقل الردف منها تعثَّرُ

 وتجلو إذا جادت إلي ببسمةٍ

عَوَارِضَ ظَلْمٍ في الظلامِ تُنوِّرُ

وتُرسلُ دمعا فاض والقوم هَجَّعٌ

كنظمِ الجمانِ في الدُّجَى يَتحَدَّرُ

 إذا حَدّثتكَ القوْلَ حِرتَ بدلِّها

فقلبُكَ مخمورٌ، وطرفُكَ يُسحَرُ

 وإن ذُقتَ من فِيها سُلافةَ ريقِها

روتَكَ كما يرَوي عُطاشَكَ كَوثرُ

 تمرُّ هوينا كالسحابةِ، قد هَفَت

على إثرها ريحٌ من العطرِ تُنشرُ

فيا دهرُ هلا قد ألنتَ لعاشقٍ

هزيلٍ، على أنضائه، يتحسّرُ

وغايةُ ما يرجوه يا دهرُ في الهوى

وصالًا به يحيى ويصفو التكدّرُ

 ويا أيهذا الزاجري عن صبابتي

إليك بما في الصدر علك تُعذرُ

قُطَيْرَةَ مما قد يَجِنُّ به فتى

وفي الصدرِ مما لا يُبدّى ويصدُرُ

 فلا تزجرنْ حتى يكون لك الهوى

نديما فتُسقى من يديه وتسكرُ

وإلا فدعني من ملامك إنما

نصيبك مما تزدريه وتحقرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

126

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة