الديوان » المعتصم بالله أحمد » يا من لذا القلب يشكو الهمَّ منفردا

عدد الابيات : 21

طباعة

 

يا من لذا القلبِ يشكو الهمَّ منفردَا

أمسى وذا الصبرُ من أشواقهِ نفدا

أمسى عليهِ رسيسُ الشّوقِ جَرَّعَهُ

جَوًى كَأنَّ الأسى من راحتيه رَدى

صَريعُ شَوْقٍ، قليلُ الظلِّ بات بِهِ

ذِكرُ الخريدةِ في أضْلاعِهِ وَقَدا

بَل ما تَذَكَّرُ مِنْ لَيلى وقد بَعُدَتْ

كما تَباعَدَ بين المَشْرقيْن مَدى

أَيَّامَ نَلهى وشملُ الدَّهْرِ يَجْمَعُنا

بِمَبْسَمٍ حين تَجلوهُ ترى البَرَدا

يَضوعُ منه صَفِيُّ المسكِ خَالَطَهُ

شَهْدٌ مُشَارٌ، وَخَمْرٌ عُتِّقَتْ أَمَدا

كَأّنها حينما جادت بريقتها

ساقٍ سقاني سُلافا خالصا بَرِدا

ومُسْبَكِرٍّ يَزينُ المتنَ، ذي خصلٍ

أمسى عليه سوادُ الليل مُنعقدا

حَوْراءُ، في وجنتيْها الوردُ لاهيةٌ

وأفتنُ الحُسنِ ما يأيتك منه دَدَا

ما كنتُ أعلَمُ إلّا ساعةَ احتَمَلوا

بأنَّ مَوْعِدَ ما أخشاهُ قد أَفِدا

عَهدي بها يَومَ لُقياها مُوَدَّعِةً

بِنظرةٍ أورثَتْني الهَمَّ والكمدا

وبيننا من رقيبٍ بات يرصدنا

كأنهم بيننا قد شيّدوا سُدُدا

قالتْ بإيمائِها، والعينُ مُفْصِحَةٌ

تعزّ عني فإنّي لا أراك غدا

ما زلت أرمقهم، حتى إذا ابتعدوا

والآل من دونهم مثلَ الستار بدا

هناك سُعِّرتِ النيرانُ في كَبِدٍ

إذا  ثوى حَطَبٌ في جَمْرِها افتُئِدا

يا ليلَ، إن عيوني بعد فرقتكم

تَشكو بأدمعِها الأشواقَ والسُّهُدا

فما يُغَرِّدُ طَيْرٌ في الضُّحَى طَرَبًا

إلا تَسامى لديّ الشوقُ،  وَاحتَشَدا 

ولا توقّدتِ النِّيرانُ في سَحَرٍ

إلا وَذِكرُكِ في أَنْفَاسِيَ اتَّقَدا

يا ليلَ كم رُزِئَتْ نَفْسي بِمُرزِئَةٍ

كَانَتْ لَعَمْرُكِ تُفني الأصّلدَ النَّجُدا

إلا فراقَكِ لم أعهَد بفاجعةٍ

لها كِفاءً تشقُّ القلب والكبدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

126

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة