عدد الابيات : 46

طباعة

لِمَنِ الديارُ  بحالها المُتحوِّلِ

ما بينَ نـأْيٍ أهـلُهـا وترحُّـلِ

دارت عليها الدائراتُ دوائـراً

وقضى الزَّمانُ بموتِها المُتعجَّلِ

أخشى عليها من صروفِ حوادثٍ

ووشايةِ الأيـَّـامِ ما لم تنجلي

فَلها على طول الزَّمانِ  معزَّةٌ

ومكانةٌ في النفسِ لم تتبدَّلِ

سقفٌ وجـدرانٌ وأبـوابٌ لها

لكنـَّها كالقَفـرِ لـم تتجمـَّـلِ

ناديتها والصوتُ منـِّي متعبٌ

بهوىً مُعَنَّىً في النوى ومُعلَّلِ

يا دارُ هل ألقى لديكِ مُعَوَّلي

أم إنَّ دأبي في الهوى لم يُقبَلِ

ماكنتُ أحسبُ إِنـِّنـي إن زرتها

سأرى الديارَ سراةَ ألف تقلقلِ

من بعد أنْ قالَ الجميعُ بأنـَّها

عرسُ الزَّمـانِ وقبلةُ المُستقبِلِ

أمست خراباً لا يكونُ فِنائُـها

إِلَّا مـلاذَ  مُشـرَّدٍ  مُتسـوِّلِ

كانت لها شيماءُ خيرَ أنيسةٍ

وجليسةٍ في الدارِ لم تتجوَّلِ

تروي  قُبَيلَ مُسلسَلٍ أَحداثَهُ

وتعيدهُ من بعدِ كُلِّ مُسلسَلِ

تحكي فتمتلئَ الديارُ بشاشةً

وَتَمورُ ضحكتُها كريحٍ شَمْأَلِ

وترى خُطى شيماءَ مِثْلَ غزالةٍ

تمشي الرواقَ بِساقِها المُتحجَّلِ

وأنا المُحَاوِلُ أن أنالَ وصالَها

فتصدُّنـي وتقولُ لي لا تفعلِ

واعلمْ أيا ابْن الناسِ أَنـِّي مُهرةٌ

ونوالُ مثلـي لا يصحُّ بِمعزلِ

وأنا الَّتي لا تستطيعُ حيالها

إلَّا بحبوةٍ مُعرِسٍ مُسْتبعِلِ

فأجبتها واللهِ إِنـِّـي طالبٌ

يدكِ الكريمةَ في الحلال المُحلَلِ

لا تحسبيني عاشقاً متطفِّلاً

أنا لستُ ممَّنْ قد هوى بتطفُّلِ

أنا لستُ ممَّنْ كان في أخلاقـهِ

يغوي النساءَ بحيلةِ المُتحيِّلِ

إنَّـي امْرُؤٌ بينَ الرجالِ مُكَـرَّمٌ

و مؤثَّـلٌ ومِنَ الرعيلِ الأَوَّلِ

قالت  فَمَهْرُ الغانياتِ تذلُّلٌ

فاذا أردتَ القربَ منـِّي فاذْللِ

وإذا امْتنعتَ فلا كلامٌ بيننا

وارحلْ إذا ما شئتَ أو لا ترحلِ

فأجبتها يا بنت خير عمومةٍ

إنـِّي بغيرِ اللهِ لم أتوسَّلِ

عندي لسانٌ في النَّسيبِ مُعسَّلٌ

لكنـَّـهُ في الذمِّ  مثل الحنظلِ

سأقول فيكِ مقالةً لا ينبغي

من فاحشٍ في الشعرِ أو مُتغزِّلِ

كوني معي امرأةً تبادلني الهوى

و دعي التعنُّتَ  جانبـاً و تعقَّلي

وإذا تَصادفَ في العشيرةِ مَحفلٌ

فضعي النقابَ تستُّراً وتكحَّلي

فأنا المُعَنَّى في الهوى يقتادني

دبُّ السوادِ سراةَ طرفٍ أكحلِ

ما كان يَحتملُ الكريمُ مشقَّـةً

لا تُحمليني الهمَّ ما لم أحملِ

إِذما رأيتُ من النساءِ تواضعاً

سيكونُ لي وقعُ المحبِّ المُبْذِلِ

ويكون لي قلبٌ ويسعى جاهداً

مِنْ أن توافينـي بحـالٍ أفْضَلِ

قالت فدعني أن أُشيـرَ لُبانتي

وأرى التصرُّفَ كي  أُبتَّ بِمَسْأَلِ

وغداً لنا قـولٌ ووعدٌ يُرتجى

لا تلتمسْ منـَّي و لا تتعجَّلِ

فعجبتُ مِمَّا جاءَ في أقوالها

وحسبتُ تلكَ مكِيدةً لن تنطلي

ما أن يُصار إِلى المساءِ فسارعي

وتحيَّـني الأَوقاتِ ثُمَّ وَ عوِّلي

فالليلُ أحلى ما يكونُ تواصلاً

والليلُ أَوْلَى بالمُحبِّ المُوصِلِ

والوصلُ  ما بينَ الأحبَّةِ واجبٌ

لا منـَّةٌ مِن عاشـقٍ  مُتفضِّلِ

جاءت على ما كان مِن ميعادها

وكـأنـَّهـا نجـمٌ  تَدَلَّى مِنْ علِ

وكأنَّـها  مهتـوكَـةٌ سربالها

ما إنْ أتيتُ حيالها تتسربلِ

نورٌ وإشـراقٌ وإِجمـالٌ بها

تمشي الهوينا مشيةَ المُتمهِّلِ

بِعباءةٍ عربيـَّةٍ مِنْ تحتها

جَسدٌ تجرَّدَ من ثيابِ المَنزِلِ

وأَراهُ ذا تَرِفٍ وألمسُ ناعماً

وأجودُ في نفسي ولم أَتحمَّـلِ

ألقت عليَّ  ذراعـها كَقِـلادةٍ

وتحيطني في مخدعٍ لم يُحلَلِ

و أَبَت تجودُ بِلَثمةٍ من ثغرها

حتَّى ترانـي كاليمينِ بأشوَلِ

ودنت إليَّ وساومتني نفسها

أرضى على شَرطِ الكلامِ الأوَّلِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمَّد سند الشمَّري

محمَّد سند الشمَّري

7

قصيدة

شاعر عربي من بغداد اكتب الشعر منذ نعومة أظافري..

المزيد عن محمَّد سند الشمَّري

أضف شرح او معلومة