الديوان » محمد الشربيني » هل تستطيع..!!

 هى الآن
تكشف عن وجهها الحلو
شيئاً...فشيئا
هى الآن تخطو
وفى صدرك المكتوي
حُرْقةُالمُبْعَدين عن القدس  
والحالمين
بأن وراء سواد الزنازينِ ضوءا
وفى مقلتيها تلهُّفُ أهلِِ الخيامِ
على ضِفّةٍ مَقْدسىٍّ ثراها
       ★ ★
هى الآن تُقْبل فى سيفها الأنثويِّ
اشتهاءٌ إلى نزهةٍ
تستعيد التوازنَ
بين هوامش هذى المنافى
وبين الحقيقة فوق جبال الجليلْ
وهذا التورُّدُ فى وجْنتيها
يُراود عن ضمّةٍْ
ْحدُّها الساحل المستحيل ْْ 
    ★ ★  
هى الآن تُقْبلُ
واحةَ حُلمٍ تشعُّ على أمنياتكَ
بعد التجمُّدِ فى سلَّةِ المهملات
انبعاثاً.. ودفئا
لتُلقِىَ عن كتفيكَ حقائبَ عُمْرٍ 
تصبَّبْنَ عبئا
حقائبَ كم آلمتْكَ ...كما آلمتْها
سياطُ الترحُّلْ
حقائبَ...كيف تغلغل فيها
وفى جُرْحِكَ المتلهِّبِ
بَرْدُ الغياب .. ومِلْحُ التنقُّلْ
★ ★
هى الآن تدنو رويْداً ...رويْدا
وفى راحتيْها إلى راحتيْكَ
براعمُ ظمْأى
طفوليّةٌ
خُطوةُ المرأة المُستبيحةَِ
.. عُمقَ خلاياك
كلَّ ضواحيك
إذْ تسْتردُّكَ من وحْشةِ المُنزوينْ
وحين تُفجِّرُ فيكَ الحياةَ
وحين تصبُّ على فمِكَ المرِّ
شَهْدَ البشارةِ من قُبلةِ الياسمينْ
ْوتغسلُ عن مُقلتيكَ الصَدَأ
ربيعيّةٌ
زقْزقاتُ الخلايا التى ترتوى
بعْدَ هذا الظمأْ
جنونيّةٌ
هذه الكبرياءُ التى ستُطيل المسافةَ
ما بين كفَّيْكُما ...والعِناق
جنونيّةٌ
هذه الكبرياءُ التى سوف تَكْبحُ
هذا التناغمَ 
بين الرحيق..وبين الفراشاتِ
بين الرضيع .. وبين الرضاعِ
جنونيّةٌ..هذه الكبرياء
كأنّكَ تمْلِكُ عَرْشَ سَبَأْ   
     ★ ★
هى الآن تكمن فيكَ..انتظاراً
ليستسلم القلب للعاصفةْ
هى الآن تمتدُّ فيكَ..حصاراً
لتُسقِطَ جدرانك النرجسيّةَ
فى لحظةٍ خاطفةْ
بأرْأفِ كفَّينِ سوف تهزُّ نخيلكَ
هذاالمُشرَّبَ بالحزن
_منذالمخاض_
تُساقِط ما اصفرَّ
من أغنيات الرؤى النازفةْ
فيا أيها المُدْمنُ السيرَ
فوق العذابات منذ انثيال حروفكَ
هل تستطيع الترجُّلْ
وتقفز عن صَهْوة المفردات
المُعَدَّة للشجْب
عند اجتياح  خيام الجياع
ومِثْل ذكور الفصائلِ عند الهزائمِ
تُشهْرها للتنصُّلْ
ألا تستطيع الخروج إلى النهر
نهرٌ يطارد فيك َالخطى الواقفةْ
ويعصِف بالرغبة الراجفةْ
وفى قبضة النهر
ماخبَّأتْه عن الضفتين حروفُ القرنفلْ
ستُطْلق فيكَ فُجاءةَطعْمِ التبدُّلْ
ليسكنك النهرُ
تفتح أسرارَها الأبجديّةُ...
يستيقظ الشعر من كهفه
يستحيل الكلامُ المُحنَّطُ
خُبْزَ الجياعِ..وماءَ الِعطاشِ 
وبوحَ الضمادةِ بالحُبِّ للجُرح
وقْتَ انغلاق الشفاهْ
ألا تستطيعُ الخروج إلى النهر
أَمْ تحتمى بالتعلُّلْ
وتُجهِضُ هذا التحوُّلْ !!  
    ★  ★

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الشربيني

محمد الشربيني

14

قصيدة

شاعر مصري من مواليد الإسكندرية والنشأة بها فترة الصبا حتى العام الثاني عشر ثم الانتقال إلى المنصورة ★درجة الليسانس في الآداب والتربية قسم اللغة العربية ع٨٤/ كلية التربية جامعة طنطا ★كتبت

المزيد عن محمد الشربيني

أضف شرح او معلومة