الديوان » محمد الشربيني » العصافير...والوطن

تسلَّلَ من راحتيكِ النهارْ
وكلُّ العصافيرِ قد راوغتْ أعينَ الراصدين لتحملَ في الليلِ أعشاشَها ... والصغارْ         توسَّدَها
الخوفُ عمراً
فهبَّتْ تمزِّق كلَّ الخيوطِ الـزمـانَ ... المـكانَ تُلَملمُ ما قد تَبَقَّى من الحلم تخشى الحصارْ وألقتْ إلى الريحِ حـدَّ المسارْ
وأرضَ الـقـرارْ
وأمسيتِ وحـدكِ ...
ماودَّعتْكِ العصافيرُعند الرحيلِ
فليس لديها اختيارْ        
 * *         
   توهَّمْتِ أن العصافيرَ حيـن
تُعشِّشُ تَمْلُكُها الأرضُ 
تـأسِرُها الذكرياتُ .. فكيف تُهاجِـرْ
وقد علَّمتْها سِياط ُُالتجاربِ
أن العناكبَ حين تُحاصرُأحلامَها الخُضْـرَ ...
ألَّا تُقامِـرْ
...فليس لديها سوى أن تطيرَ ...
      مع الريحِ حيناً ..
وطَوْراً تُغامـر
تحط ُّ على صفحةِ البحر ...
يَمْتدُّ بالرحلةِ العمـرُ...
تنسى العصافيرُ معنى الوطنْ      
   * *   
        ... وأقـفـرَ وجهُكِ 
ما عاد يحملُ من ذلك الأمسِ غيرَ الإطارْ
فلا الشمس حين تُطلُّ
...تُطيـلُ الوقوفَ ببابِكِ 
حتى تشيرُ يداكِ بِبدْءِ الطوافْ
ولا الليلُ يَبْسِطُ للحبِّ صدراً
تـَقَـاسَمَه العاشقون ...
ويُطْلِقُ كلَّ النُجَيْمات يَمْرَحَن ...فوق الضفافْ ولا النهرُ.. لا الأرضُ تُنْبِتُ أمْناً وودَّاً
وأنتِ .. على ضفتيكِ ركودٌ تمدَّدْ
ونحن كَمَنْ أنفقَ العمرَ ...
ثم بِخُفَّيْ حُـنَيْنٍ يعودُ بحلمٍ تَجَعَّدْ
وشَيْبٍ تَوَعَّدْ
:ومازال هذا المذيعُ يُردِّد
سبعاً من البقرات السِمانِ
وسبعَ سنابلَ سوف يُثرْنَ لُعابَ الصِحَافْ وسـبعاً .. وسبعـاً
وقد أصدرَاليومَ قصرُالمليكِ بياناً
يكذِّبُ ما يتردَّدُ من شائعاتٍ
فلم يَرَ سبْعاً عِجافْ
ونحن نبشِّر شعبَ المليكِ بتأويلِ رؤيا المليكِ .. نقـدِّمُ بعضَ الغناءْ
إلى أين نذهبُ هذا المساءْ
ٌويختتمُ البثَّ وجهٌ لذيذ 
وصـوتٌ لذيذٌيَشِـعُّ انتشاءً
ببعضِ التناعُـسِ والأمنياتِ 
وأهلُ الضفافِ الجياعُ سُكارَى
و ماهُمْ سُكارَى
لقد أعشبَ الآن فيكِ الجـفـافْ      
     * *

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الشربيني

محمد الشربيني

14

قصيدة

شاعر مصري من مواليد الإسكندرية والنشأة بها فترة الصبا حتى العام الثاني عشر ثم الانتقال إلى المنصورة ★درجة الليسانس في الآداب والتربية قسم اللغة العربية ع٨٤/ كلية التربية جامعة طنطا ★كتبت

المزيد عن محمد الشربيني

أضف شرح او معلومة