الديوان » محمد الشربيني » مرحباً بالموت..!!

أتُرَاكَ أزْمَعْتَ السفـرْ !!
وكأنَّ عاصفةً تُطيحُ بما تَفَرَّد 
في جوانحِها
وبركاناً بعينيها انفجرْ
وأنا أُلَمْلمُ كلَّ أوراقي..أشدُّ حقائبي 
قـالت كَفَىَ لم تُبْقِ شيئاً قد ألوذ به 
إذا جَنَّ الظلامُ 
وساهَرَتْ عينَيَّ آلافُ الصورْ
قلتُ الـوداعْ ولوَّحَتْ كفِّي 
تباعدت الأصابعُ ... 
وانسللتُ.. فلا مناصَ سـوى الرحيلْ
    ★  ★             
وخرجتُ ياشؤمَ انطلاقي والدجى جَهْمٌ 
وسيفي لم يذقْ
من قَبْلُ رجْفَةَ الانكسارْ
أرتابُ في هذي الوجوه
 _وكلُّ ما حولي يُريب_
كأنّهم طَوْقٌ من الأحداقِ .. يرصدُ خُطْوتي !!
فلعلهم....
قد يُخبرون عيونَ كافورَالمعظَّمِ ...
والسلاسلُ قد تُعانقُ مِعْصميّْ
وتمرُّ ساعاتُ الـنهارِ
يـقـودُها رَكْبٌ ..
ثقـيلُ الظلِّ .. مشلولُ الخطى
آوي إلى كهفٍ
تذوقُ النومَ إحدى مُقْلتيّْ
فإذا تغشَّاني الظلامُ الجهمُ
تـقـذفـني القفـارُ.. إلى القفارْ
ومن الظلامِ .. إلى الظلامِ ... بلا قرارْ
طال الطـريقُ .. ولم أزلْ
أطوي الدياجيَ والقفارَ.. بـلا كللْ
لا الركضُ منقطعٌ 
ولا الأفـقُ العقيمُ اجتثَّ من صدري الأملْ
     ★  ★             
الآن تجتازُالحدودَ ...
حـدودَ خـوفِكَ
فالتقمْ ثدْيَ السكينةِ ....
ْواغـتسلْ من ذكرياتكَ في الليالي المُفْزِعة ْ
وأَرَحْ خيولكَ ..
أعْطِ  ظَهرَكَ ذلك الوطنَ الممزَّقَ
تحت أقدامِ الكآبةِ والضِعَةْ
وأَطِـلْ رقادَك ليلةً أوليلتين 
ولا تعجِّـلْ بالمسير
الأرضُ كلُّ الأرضِ ملكُكَ 
بالنواحي الأربعةْ
فاتركْ لخيلِكَ مرةً حقَّ انتقاءِ مُقامِها
 غيرَ الرجوعِ .. أراك كالملسوعِ
إذ ْ ذُكِّرْتَ بالأمسِ البغيضِ
برغم أنكَ قـد نجوتَ
أصرتَ تخشى بطْشةَ العبدِ اللئيمِ ...
وإن لجأتَ إلى السماءِ السابعةْ !!
كم أنتَ ترهبُ ذلك الصنمَ المُنَصَّبَ ...
فوق أعناقِ القصائدِ والخُطبْ
لسْتَ المُطارَدَ ...
فالرفاقُ مُبعثـرَون بكلِّ ناحيةٍ
وخلفَكَ ألفُ مقهورٍ يُمَنِّي الـنفسَ 
رغم تجعُّدِ الأرحامِ ...
يحلم أن تلاقحَها السُحُبْ
عبثٌ تجوُّلُكَ العقيمُ أَلَا تَرَى 
أن الديارَ...
_ وإن تباعـدت الحدود_
تشابهتْ أصنامُها رغم اختلافِ الأقنعةْ !!                 ★ ★
ها أنت ... واللحنُ الأبيُّ
وخيمةٌ للحزنِ قد ضمَّتْ هزائمَنا
وَتَذكارٌ لسيفِ الدولةِ العربيِّ عانق راحتيكْ !!
تتراكمُ الأيامُ حولَكَ يا عنيدُ 
كأنها الضيفُ البغيضُ الوجهُ حاصرَ ناظريكْ !!
فـأزلْ رُكامَ الصمتِ عن أفواهِنا
هذي عواصمُنا الشريفةُ ...
فُتِّحَتْ أبوابُها للسامريِّ وَرَهْـطِه
وخيولُنا قد أُسْرِجَتْ للراقصين 
جراحُنا باسمِ السلامِ المستحيلِ تَزيَّنَتْ
فافتحْ كتابَكَ .. دونما مَهَلٍ 
فـقد ذهبتْ مواريثُ الجدودِ 
إلى الطواويسِ العبيدِ .. اجهـرْ ولا تأَبَهْ
إذا انسدلَ الستارْ
ما دام وَجْهُ الموتِ يَلْهثُ
خلف ركْبِكَ .. ياعنيدُ
 فَمَرْحباً بالموتِ ... يَبْعَثُ في مدائننِا النهارْ !!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الشربيني

محمد الشربيني

14

قصيدة

شاعر مصري من مواليد الإسكندرية والنشأة بها فترة الصبا حتى العام الثاني عشر ثم الانتقال إلى المنصورة ★درجة الليسانس في الآداب والتربية قسم اللغة العربية ع٨٤/ كلية التربية جامعة طنطا ★كتبت

المزيد عن محمد الشربيني

أضف شرح او معلومة