الديوان » محمد الشربيني » ثنائية الحلم والسيف

وأَشْهرْتُ..من أحرفي المُشْرئبَّة سيفاً
فـقالوا..(تَأَبَّطَ  شرَّا) !!
وحين تجوَّلْتُ بين المدائن..
ما فـارقَ السيفُ كفِّي
وباغتَ خَطْوي سكونَ المضاجع.. 
قالوا..لقد رامَ فَخْـراً !!
وجاوزْتُ حدَّ التقِيَّة.. 
جاهـرْتُ..ما أفْزعَتْني حياةُ المُطارَدِ
قالوا..لقد جاء كُـفْـراً !!
وقالوا..أَبَقْ!!
فقلتُ أعوذُ بربِّ الفَلَقْ
مـن العيشِ قَهْراً..ومن شـرِّ ما قد خَلَقْ
          ★ ★    
هـو الحلمُ منذ ابتداء الخليقةِ..
لم يَأْتِ طوْعَاً
و أنتَ كَمِثْلِ الذي يحرثُ البحرَ..
لم تستفقْ
تبدِّدُ عـمرَكَ بالركْض فوق صَحَارَى الـوَرَقْ
و حلمُكَ في صدركَ الفظِّ..
سيفٌ يكادُ من الغِمْدِ أن يختنقْ
تُشـرِّقُ حيناً..وطوراً تُغَرِّبُ
تَنْقِضُ في الفجرِ.. 
ما غـزَلَتْه من الشعرِ ليلاً يداكَ
فتلعنُ مَنْ لقَّنوكَ وما لقَّنُوكَ..
وتُلبِسُ وَجْهَ الصباحِ وشاحَ الغَسَقْ
وسيفُكَ أوشـك..
في غمده الفظِّ أن يحْتَرق ْ
يُعاودُك الركْضُ ضقْتَ بكـلِّ الطُرُقْ
فَوجْهُ الترحُّل..
منذ الولادةِ يتبعُ ركبَكَ.. 
مثلُ الأَرَقْ
وحلمُك كالطفل كـم يستبدُّ..
_وإن وَسِعتْه الضلوعُ_
وكم يستبيحُكَ حتَّى الرمَقْ!
بحقِّ الذي قد تدثّرَ بالصبرِ..
في صدركَ الحجريِّ استفِقْ
بحقِّ الذي يتلظَّىَ بهذا الدثارِانطلقْ
            ★   ★
هـو الكونُ..
منذ اشتملتُ رداءَ التصعْلُكِ..
قـد ضاجعتْه الوساوسُ..
ضمَّ إليه شَتَاتَ الـمُدنْ
و مدَّ على جانبيها حصونَ الترقُّبِ..
إذْ يتَّقِي وَثْبَةَ الصامتين
فهل يعلم الكونُ أن خيولَ المنايا أَخَفّْ!!
وأن زوالَ العروشِ أَزَفْ!
وأن الممالكَ منذ اشتملتُ الـرداءَ
قد انسلَّ منها السكنْ!
و أنِّي أعاقرُ خمرَ التمرُّدِ..
أرسمُ بالأحرفِ المستفزَّةِ صَمْتَ الجموعِ
وإن تَسْتحِلُّوا دمائي
فَلِي في ضلوعِ الصعاليكِ ألفُ وطنْ
لقد أَوْلَمَ الموتُ يا رفْقَةَ القهرِ..
فلْتكن النفسُ بعضَ الثمَنْ
        ★   ★

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الشربيني

محمد الشربيني

14

قصيدة

شاعر مصري من مواليد الإسكندرية والنشأة بها فترة الصبا حتى العام الثاني عشر ثم الانتقال إلى المنصورة ★درجة الليسانس في الآداب والتربية قسم اللغة العربية ع٨٤/ كلية التربية جامعة طنطا ★كتبت

المزيد عن محمد الشربيني

أضف شرح او معلومة