الديوان » محمد الشربيني » رَصَاصُ الحروف!!

لأجلكَ يا أيها العربى..
المكاثر بالأولين...
المفاخر أنك تشرب صفواً..
ويشرب غيرُكَ ماءً كَدِرْ !
وأن رضيع العروبة عند الفطام
تُقاد السلاطين مثل العبيد ...
لسلطانه المُقْتدِرْ !
فمنْ روّض اليوم..
باسْم السياسة هذى الخيولَ
لتصطفّ للغاصبين
ومَن ألقم الرضَّع الأنقياء السلالة..
ثدْى الخضوعْ!
ومن علّم اليوم..
فرسانَ هذا الزمانِ الركوعْ
        ★  ★
لأجلك يا أيها العربىُّ..
المُهدَّدُ_ وفْقاً لعِلْم الوراثة _
من يومِ ذى قارَ .. والقادسيةِ
حتى التمترُس خلف سياج التحالف..
بالمشرق الفارسيّ !
          ★  ★ 
لأجلكَ يا أيها العربىّ..
المعذَّب منذ تمدّدتَ قنديلَ عدْلٍ
وواحةَ عشقٍ..
وأنشودةً لابن زيدون تغزو الشفاه
فتَسْبى الشموس اللواتى تكحَّلْن..
ثم تدلَّيْن مثلُ العناقيد خمراً مُصفَّىً..
على شُرْفةِ الأطلسى
لتطبع يوماً..
_ وليس كمثْل الرجال _
على خدِّ غرناطةَ الدمعَ..والقُبلة العاجزةْ
وتحبسها صرخةً تحت هذى المسامِ..
على حلمكَ السندسيّ
فهل قد تبقىّ سوى أن تقلّب كفيكَ..
من جرحك القرطبىّ..
صباحَ مساءْ
وهل يسكن الجرح..
إذْ يتدثر منذ الخروج الشتات بمِلْحٍ أُجاجْ
وهل يستبيح الحلوقَ مذاقٌ..
كمثْل انكسار الإباءْ
ولا لسْعَ يشبه حمى التذكُّر..
لا شيئ يشبه هذا التقلّبَ ليلاً
على فُوّهات التحسُّرإلا الشواءْ!
            ★  ★
لأجلك يا أيها اللاهثُ القدمان..
 وراء الفُتات.. وشربة ماءْ ! 
ولا تستثيرك كلُّ النساء..
إذا ما تحرّشْن خَطواً.. وعطراً!
إذا ما تصيَّدْن هذى الحواسَ..
اشتهاءً.. وسِحْراً !
إذا ما تبارزْن غمْزاً
بزعْم التفنُّنِ فى الطهى..
رغم الكفافْ
ولا تستثير لعابَكَ كبرى الولائم..
فى ذكريات العجائژ..
إذْ يتحلَّقْن حول العَشاءْ
وهن يُثرْن على مصمصات الشفاه..
خيالاتِ كلِّ الصبايا..
اللواتى تناقلن غمزاً خفايا التزيُّن..
قبل الزفافْ
ويلعنَّ جهراً صُداعَ العنوسةِ
إذْ يتحسَّسْن ما تقتنيه العرائسُ..
أو يشتكين فى غالب الوقتِ سرَّاً..
قيودَ العفافْ 
...............................
...............................
...............................
فأنتَ
_ كما صوّرتْكَ تقاريرُ أمنِ النظامِ_
وديعُ الطباعِ.. وديعُ التقاطيع
لا تتبرّمُ يوماً 
ولا تتسخّطُ يوماًعلى الأثرياءْ
وأنتَ_ كما صوّرتْكِ التقاريرُ _
لا تشغل الرأس يوماً
بشكل النظام..ومَنْ فى النظامِ
فكلُّ خُطاك انكفاءْ
وكلّ وعود الجرائد فقاعةٌ فى الهواءْ
وكلُّ الوجوه التى تتقافزُ عبْر الأثير
كمثل القرود..سواءْ!
وهَبْكَ..ستُبدي امتعاضَكَ لطفاً
فبعضُ امتعاضك_إنْ حالفتْكَ الحظوظ_
سيُفضىِ برأسك رغم تقاريرهم
فى غيابة جيمٍ..و ..باءْ
وأنت_كما صورتْكَ التقاريرُ_
لا تشغلُ الرأسَ
بشكل النظام..ومَنْ فى النظام!
فإنّ الرئاسات..والبرلمانَ
_وإنْ أقسم السذَّجُ الطيّبون_
تماماً.. تماماًكمثل الممالكْ!!
وإنّ الجميع كمثل الملوك..
إذا دخلوا قرية أفسدوها..!
فهل تقْرَبُ الآن..
 _بعد تعاطى عَقار التعقُّل_
كهفَ المهالكْ!!
وهل تشتكى ظلمةَ الأفق ليلاً
ووجهُ صباحِكَ حالِكْ!
          ★  ★
لأجلكَ يا أيها المنتَهَكْ
فباسم المحاذير يستجوبونكَ :
      مَنْ أدخل الشمس َهذى الشُرفْ!
      ورتّب كلَّ المقاعد فى المنتصفْ
      وأرْخى الستائر بعد البخور..
       وأطفأ أنوار كل الغرفْ!
وباسم المحاذير..
كمْ طوّق المخبرون المغاويرُ..
ساحاتِ جلدكَ..أبوابَ وجهكَ
كى لا تقاوم هذا الجنونَ
فما أمهلكْ!!
          ★   ★
لأجلك يا أيها العربيّ..
المُهان بكل المنافذ ..كل العواصمِ
دوماً..بدعوي التوجُّسْ
لأجلك يا أيها العربىُّ..
المُدان بكل المنافذ..كل العواصم
دوماً.. بزعم التجسُّسْ
لقد لقَّنتْكَ الإذاعاتُ..
أنّ البلاد التى أنجبتْكَ
أدارت لك الآن..مِنْ ظهرها
وأن المراضعَ منذ الولادةِ ..
قد حرمتْكَ شذى صدرها
فيا أيها الكائنُ العربيّ..
الذى كان يوماً أبيّاً..
لأجلكَ أحيا..
لأقذفَ فى سمْعِكَ المستكين..
تصدُّعَ كلِّ السقوفْ
ويا أيها الكائن العربيّ..
الذى كان يوماً أبيّاً..
لأجلكَ أحيا..
لأحفرَ فى جلدكَ المستكين..
انتحار الأجنَّةْ !!
ويا أيها الكائن العربيّ..
الذى كان يوماً أبيّاً..
لأجلك أحيا..
لأطْلِقَ عمْداً على رأسِكَ المستكين..
رَصاصَ الحروف ْ!! 
           ★   ★
                            

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الشربيني

محمد الشربيني

14

قصيدة

شاعر مصري من مواليد الإسكندرية والنشأة بها فترة الصبا حتى العام الثاني عشر ثم الانتقال إلى المنصورة ★درجة الليسانس في الآداب والتربية قسم اللغة العربية ع٨٤/ كلية التربية جامعة طنطا ★كتبت

المزيد عن محمد الشربيني

أضف شرح او معلومة