الديوان » جابر الزهيري » دموع الضاد

عدد الابيات : 41

طباعة

سالت دموع الضاد في صفحاتي

فاغرورقت من سيلـهـا كـلـمـاتـي

وتدفّقت تروي ربوع صـحـائف

لـتـنـيـر فـي أركـانـهـا بـسـمـاتــي

وتصدّ هول فجيعـتـي و تـألـُمـي

وتؤازر الـوجـدان فـي مـأسـاتـي

تبـكـي لـسـانًـا نـازعـتـه حـروفـه

بـضـلالـهـا فـي غـابـة اللـكـنــات

أوقفتـهـا عـلـّي أكـفـكـف دمـعـهـا

نـاديـتـهـا: صــبــرًا أيــا مــولاتــي

فالدمع ألهب خاطـري حـتـى بـدا

نهرين من وجعٕ عـلـى وجـنـاتـي

ومشاعري نزفت مرارة لوعتي

فوق السطور فأحرقت صفحاتـي

واستنطـقـت أم الـبـيـان بـسـؤلـهـا

:كيف السبيل لتستضاء حيـاتـي؟

كيف السبيل لنفحةٍ نسـمـو بـهـا ؟

لا تـبـخـلـي أمــاه بــالــنــفــحــات

فـأجـابـت الأم الــرءوم بــعــبــرةٍ

مـكـلـومـةٍ حـمـلـت إلـي عـظــات

حــاك الأعــادي قــول إفــك إنــه:

نضب المعين وجُفـفـت قـنـواتـي

وأصابني سهم المنـون بـطـعـنـةٍ

شقّت فؤادي واسـتـبـاحـت ذاتـي

قالوا: عقيم الـفـكـر أغـطـش لـيـلـهُ

فوق الصحائف فارتضيت سباتي

ما عدت أقوى أن أساير نـهـضـة

وتنصّلت منـي جـمـيـع سـمـاتـي

وطرقتُ أبـواب الـتـقـدم خـلـسـةً

مـا فـتـّحـت أبــوابــه طــرقــاتــي

بكلامهـم حـمـم تـصـب لـهـيـبـهـا

في داخـلـي، وتـحـط مـن قـدراتـي

بمدادهـم بـرزت نـصـال خـيـانـة

رامت مع التـضـلـيـل وأد بـنـاتـي

لحن سرى بالقول بارز روعتـي

وبلاغـتـي وفـصـيـح مـدلـولاتـي

كالسوس ينخر في مداخل قلعتـي

وأنا أصيح الغوث.. أين حُماتي؟

أين الألى حملوا مشاعل نهضتـي

وازدان قولهم بطيـب صـفـاتـي؟

ولّـوا كـمـا ولـى زمــان تــألــقــي

أم أسـكـنـوا لـحـدا جـوار رفـاتـي!؟

حسبوا غثاء السيل نبع فـصـاحـة

هـرعـوا إلـيـه فـجــددت آهــاتــي

ظنوا بأن الـضـاد شـاخ بـريـقـهـا

وتوقفت عـن فـعـلـهـا حـركـاتـي

وترنّحت فوق السـطـور فـيـالـق

من أدمع تنـعـى عـصـور ثـبـاتـي

تنعى فحول الـشـعـر فـي أزمـانـه

تنعى رموز فـصـاحـة الـكـلـمـات

تنعى رحيل القوم عـن لـغـة بـهـا

تمحى دروب شتاتـهـم وشـتـاتـي

ويـحـي إذا نـاديـت ألا يـسـمـعــوا

ويحـي إذا راقـت لـهـم عـبـراتـي

لم فـارقـوا لـغـة عـلا إعـجـازهـا

كـل اللـغـات بــمــحــكــم الآيــات؟

كاف و هـاء ثـم يـا عـيـن و صـا

د أخبروا من ضل عن بصماتـي

يكفي فخـارا لـي حـديـث مـحـمـد

أحـبـبـتـهـا لـثـلاث مــحــظــيــات

لـعـروبـتـي والآي ثـم لـكـونــهــا

لـغـة لـقـوم أسـكــنــوا الــجــنــات

كـلـمـاتــه إكــلــيــل عــز نــلــتــه

فسمـت بـه وتـزيـنـت قـسـمـاتـي

لم ينشدون أفول شمس قـواعـدي؟

لم يـبـتـغـون تـشـردي ومـمـاتـي؟

وأنا التي لازال بـدري سـاطـعـا

وسناه منعكس عـلـى الـطـرقـات

لازال بـسـتـانـي تـفـوح طـيـوبــه

ونثرت في ساح المدى زهراتي

لازلـت نـبـعـا للـبـيـان و لـم يـزل

يـروي بـيـانــي ظــمــأة للــغــات

لازلت فخر الناطقـيـن بـأحـرفـي

ووســامــهــم بــمــدائن وفـــلاة

لازلـت بـحـرا بـاللآلـي عــامــرًا

وليسألوا الغواص عن صدفـاتـي

يا أمة هـجـرت فـصـيـح بـيـانـهـا

وتشـرذمـت بـمـفـازة اللـهـجـات

عودوا إلي أصل الـبـيـان تـشـوقـا

قــبــل ارتــدائي حــلــة الأمــوات

إن الحروف حـيـاتـهـا بـحـيـاتـكـم

وحـيـاتـكـم يـا أمـتـي بـحـيــاتــي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جابر الزهيري

جابر الزهيري

17

قصيدة

شاعر وكاتب مسرحي مصري عضو اتحاد كتاب مصر عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية رئيس نادي أدب أبو قرقاص عضو جمعية الأدب الحديث (أبوللو سابقا)

المزيد عن جابر الزهيري

أضف شرح او معلومة