الديوان » مظهر عاصف » إياي أنتَ

السّادسةُ صباحًا
إيّايَ أنتَ
وظِلُّ مَن يمشي وحيدًا
رافضًا عصرَ اشتعالِ النُّورِ في رأسِ السِّنينْ
عُكَّازتانِ وقدْ هرِمنَا
ومُجزَّآتٌ هذهِ الأنفاسُ عندَ لُهاثِنا
بهشاشةِ الأقدامِ فينا والأنينْ
لستَ في ذاكَ الطّريقِ
وصحتُ: ما جدوى الحنينْ؟
أجبتَ: كي نمضي إليهِ بِنِيَّةٍ مُتعثِّرةْ
أتُرى سيعرفُنا الحنينُ؟
أجبتَ: والأرضُ الّتي ما أنجبتنا صدفةً
فلنمشِ عكسَ القادمينَ لِحَتفِنَا
ووضعتَ قُبَّعةً وقَمحًا
والخواطرَ والأماني في الحقائبْ
وحملتُ نعلكَ للقطارِ وتَذكِرَةْ
وجهُ المسافرِ للنَّدى وجهُ النَّدى
والأرضُ مَن سارتْ بعيدًا
لا خُطانا المُتعبَةْ
في المَقعدينِ إلى المحالِ
إلى اقتناصِ العمرِ مِنْ فكِّ الألمْ
وَشوشتُ أو وَشوشتَني: تبًّا لهمْ
سرقوا الحقيبةَ والقَلمْ
قدْ قلتُ: بل ظلَّتْ على ذاكِ الرّصيفْ
بل قلتَ: كلَّا، قدْ ترَكْنَا خلفَ مَن ظلَّوا الخريفْ
المَقعدُ الخلفيُّ مأهولٌ فحانَتْ لفتةٌ
أهوَ الخريفُ؟
نعمْ، وفي كفَّيهِ قُبعَةٌ وقَمحٌ
والخواطرُ والأماني
ما زلتُ أشربُ مِن كؤوسكِ ثمَّ بالسَّلوى أُنَاغي
هلّا شربتَ معي؟
هلّا شربتَ ليثملَ التّعبُ الّذي ما جاءَ بعدْ؟
ما زلتُ أشربُ
لا قَرارَ لكأسنا
فاشربْ وبادلنِي نصيبَكَ مِنْ فراغي
وادعُ السّرابْ
كم لَبِثنَا؟
ساعةً... يومًا... دقيقةْ؟
إنّهُ العمرُ الّذي لمْ يُحصِهِ ظنِّي
وظنُّكَ والحقيقةْ
وهي الثَّواني العابراتُ على جسورِ الوقتِ
نَحسبُها عدوَّتَنا
ونأخذُها صديقةْ
فانهضْ لكأسكَ واستدرْ
وقعُ اللّحونِ وليلُنا يُشجي الطُّقوسْ
أدري بأنّكَ واثقٌ أنَّا سنجتازُ المسافةَ... إنَّما
كأسٌ أخيرةُ قدْ تُزيحُ بكَ العُبوسْ
كأسٌ أخيرةُ قدْ تُزيحُ مِنَ الرّوايةِ
فصلَها الدّامي... ونحنْ
فلنكسرِ المنفى... نعمْ
هل نستجيرُ بكأسِ حنظلِنا؟
نعمْ...
غوغاءُ آثارِ الحياةِ وراءَنا
وأمامَنا
وأمامَ رحلتِنا الألمْ
ورسمتَ فوقَ الرَّملِ شيئًا
نافذاتٍ... كُوَّةَ الأملِ الّتي بدأتْ تَضيقْ
ها قدْ مضينا خائِفَينِ وربَّما
قد لاحقَتْ سِكَكَ القطارِ الذّاهباتِ بنا الطَّريقْ
ورسمتَ مُتَّسعًا لنا
ورسمتُ مُفتَرَضاتِنَا
لكنَّ لوحتَنا الأخيرةَ لم تكن إلّا كهوفًا
مُظلماتٍ في مَضيق.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة