الديوان » حسن جلنبو » كان يا ما كان

 

كلُّ ما في الأمر

أن الأرض لم تحبلْ

فأصبحنا "يتيمِينَ"

وصارت أمّهاتُ الشرق

في قومي

أيامى.

كلُّ ما في الأمر أنّا

منذ سبعين عجافا

وثلاثٍ

نسأل الله انتصارا

غير أنا

لم نزل

في غيهب الجبّ

نياما.

كان يا ما كان

لي أرضٌ

وكنّا نُطعمُ الشوق رياحين

ونسقيه

خزامى

كان جدّي

يفلحُ الأرض حنينا

ويقوم الليل

في بستانه

كي يسبق الشمسَ

إلى زيتونه

يعصره للفجر

قنديلا

يضيء الدرب للسارين

قبل الضوء

مجدا وكرامهْ.

وأبي

كان يغني

للعصافير 

لكي تأوي إلى أعشاشها

قبل الغروبْ.

كان يحكي لي عن الأرض

حكايا

وحكايا

كيف كان الصبحُ

في أرضيَ عشقا

والمسا كان غراما

كيف كنّا

ذات أرضٍ آمنينْ.

نبذر الحبّ ونروي

الزرع ملء الشوق للعمر

غماما

كيف كنّا

قبل أن تُدرجنا رغبة الوالي،

من الحرصِ علينا،

في سجلّ الأمم المتحدةْ. 

فوقفنا

في طوابير الصباحْ.

في انتظار الخبز

و "التونا"

وكرت المؤنْ.

وفتات المانحينْ

حين صرنا في بلاد الله

منبوذينَ

أشباه عرايا

صارت الأرض بغيّا

والفضا صار

خياما

ثم صرنا

دون خلق الله أشتاتا

كأنّا قد خُلقنا

للشقاءْ

وكأنّا دون خلق الله

مكتوبٌ علينا

أن نعيش الذلّ والتهجير

بدءا وختاما.

نحن يا الله

يا الله

كذابون

نحن حتى الآن لم ننس

حليبَ الأمم المتحدة

لم نزل نبحث عن علبة سردينٍ

وسمنٍ في سجلّ

اللاجئينْ

لم نزل مكسورةً أرواحُنا

لكنْ

كلُّ ما في الأمر أنّا

دون خلق الله

صرنا

في عيون الكون أمواتا

وصار العيشُ في الأرضِ

لنا ضربا

من الرجس

وفسقا

وحَراما.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة