الديوان » حسن جلنبو » عاد النهار

لا ليلَ
يحتضن الغريبْ.
لا موجَ يحمله إليكِ
ولا شراعَ تسوقه ريحٌ
إلى ميناء عينكِ
لا مراكبَ
لا بحارْ
لا طير
يأتي يحملُ الخبر اليقينَ
ولا صباحَ
يشقُّ عَتمتَه
فتشرقُ فيه روحكِ
قبل أن يُلقي رداء العُمر
عن كتف السنينَ
ويستريحَ على ضفاف قصيدةٍ
ضلّت طريقَ حروفها
كالشمسِ حين يضلُّ
عن غدِها
النهارْ
عاد النهارُ
ولم تعودي…
هل تركتِ رسالةً
قبل الرحيل؟
وهل نقشتِ على المقاعد
رسمَ قلبٍ ضمّ حرفَينا
ليروي قصّةَ الشوق
الذي وأدتْهُ
أحكامُ الزمانِ
فأورثتنا غُربتَينِ
على امتداد خريطة الحزنِ
المقيمِ
ببُحّة الحرف التي
ما فارقت صوتَ المسافة
والأنا.
يا أنتِ يا ميناءَ
هذا العمر
يا أمسَ المسافر في ارتعاشة
حرفهِ
يا وهجَ عينيِّ الغريبِ
إذا رأى نورا تلألأ
من بعيدٍ
نورَ خدِّكِ نجمةً
في حُلكة الأيّام
أنهكها المدارْ
لا ليلَ
يحتضنُ الغريبَ
فكلُّ ما في الأمرِ
أن الشمسَ
أرخت شَعرَها فوق الصحاري
اللاهبة
حكمتْ عليه بأن يظلَّ
على انتظارٍ
كالزهور على النوافذِ
كارتعاشات الصغار
هي لعنةُ الحبّ التي
قد قالها العرّافُ حين أزال
عن غدِكَ الستار
"سيظلّ حبُّكَ حسرة
فيما تبقى من سنين
ستظلّ تنبض بالحنين
ستظلّ تبكي كلما
ضاقت بليلتك الوسائدْ
ستظلُ تعبثُ فيك أوزانُ
القصائدْ
وتظلُّ تلعن ما تبقى فيك من حزن
يقضُّ عليك عيشكَ
دون كلّ العالمينْ
وتضيق أرضك عن جميع الحاضرينَ
وتكتفي برسالةٍ
حملتٌ إليك سلامها
أو ضحكةٍ
فتحت نوافذها إليك
فأشرقت في روحك الخجلى
تغاريدُ الطيور أو نظرةٍ
كانت أحبَّ إليك من كلِّ الحياةْ.
وتظلّ مثلي الآن
تكتبُ ما تبقّى فيك
من شوق دفين".

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة