الديوان » صالح أبوناجي » لا يخبرك

عدد الابيات : 22

طباعة

أمسِك دموعَك أن يُخالطَها دمُك

حيناً تُحرِّرُها وحيناً تأسرُك

وارسم حدودَ الحزنِ بينهما فلا

تجدُ الذي يعطيك عهداً يغدرُك 

قد كنتَ مَرجُوَّاً وصرتَ مُؤَجَّلاً

في هامشِ السنواتِ تعبُر أَشهرُك 

أفنَيتَها بين النزوحِ وبين أن

تلقى الذي أَقبلتَهُ يستدبرُك 

هذي البلادُ كأنها عرّافةٌ

مُذ جئتَ فيها بالضياع تُبشِّرُك 

قالت سترفضُك المدينةُ كلُّها

لكنَّ عيناً في الضواحي تسحرُك 

من فاتنات الحيِّ حينَ تَؤُمُّها

ستقول إني من هوايَ أُحذّرُك  

فإذا تمكَّن في فؤادك حبُّها

ستبيعُ قلبك بالزهيدِ وتكفُرُك  

و الأرضُ أنثى والمدائن نِسوَةٌ

تحتلُّ قلبك ثم منك تُحرِّرُك 

هذي حياتك يا بُنيَّ تناقضٌ

كلُّ الذي تهواهُ فيها يَهجرُك 

ستُحِبُّ لكن للشعور ضريبةٌ

إن شئتَ أكثرَهُ سيَهلكُ أكثرُك

ما حيلةُ الأوطانِ حالَ سُقوطِها

إن صارَ ما يُحييك فيها يَقبُرُك 

سِرتُ التي مدّت لضعفكَ كَفَّها

فإذا استُبيحَت سرتُ مَن ذا ينصُرُك

ما كنتَ شيئاً في سِواها إنَْما

ما دمتَ منها فالجميعُ يُقدِّرُك 

في جِيزَتَيها قُمْ لرَبِّكَ داعياً

مِحرابُك الذكرى وقبرُكَ مِنبرُك 

وأقِمْ صلاةَ العائدين فريضةً

فإذا هلكتَ فإنَّ موتكَ يعذرُك

شاهدتَ روحَكَ حينَ عادوا كلُّهم

منفيَّةً نحو السماء تغادرُك 

يا مهدَ من خسروا وما زالوا هنا

ما كان خسراناً سوى من يخسَرُك 

كلُّ الذي قالوهُ عنكَ كِنايَةٌ

وأشدُّ من يهواكَ من لا يُخبرُك 

وأعزُّ ما تلقاهُ مِني أن ترى

قلباً تَشَظَّى باسمِ حُبِّكَ يشكرُك

وطنٌ كمنفىً مُذ أصابك لم يَزلْ

من كلِّ شِقٍّ في ثراهُ يُهجِّرُك 

لا حُبَّهُ أعطى ولا تركاً أبَى

لكنه يرثيكَ وهْوَ يُدمّرُك

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح أبوناجي

صالح أبوناجي

12

قصيدة

شاعر أردني - طبيب

المزيد عن صالح أبوناجي

أضف شرح او معلومة