عدد الابيات : 59

طباعة

بُشراك يا من قد دعيت لزورةٍ

فهرعت تلبيةً لمن ناداك

ولبست من ثوب النقاء بريقه

فازداد شوقك للقا وهواكا

القلب كبر و الجوارح هللت

والنور يسطع بينها يغشاكا

يرنو إلى نور الحبيب فينتشي

فتسح أدمع بهجة عيناكا

والروح كادت أن تطير تشوّقا

لأريج حِبّ للرشاد دعاكا

سبقت مواكب سيرها فتدفقت

لنسيم رضوان الكريم هناكا

أم القرى تحنو على أضيافها

فتضم هذا أو تقبّل ذاكا

تدعو إله الكون في تحنانها

هذي قلوب أشربت بهداكا

جاءوك من كل الفجاج بألسن

شتى تناشد بالخضوع رضاكا

فرّوا إليك لتستظل جوارح

بظلال عفوك.. تحتمي بحماكا

شعثا تعلق باليقين رجاؤهم

غبرا يرومون السنا بضياكا

رباه جد بالفضل إنك أهله

أنت الكريم.. فمن يجود سواكا ؟

بشراك سبعا في طوافك داعيا

تستنزل الرحمات من مولاكا

في كل شوط تبتغي الحجر الذي

يعدو إليك لكي يعطر فاكا

والحجر حن لأدمع فاضت على

خد الثرى متأثرا ببكاكا

صفيت نفسك بالصفا في سعيها

وجأرت بالتهليل في مرواكا

ذابت جبال الهم عنك بشربة

هامت بها وتعلقت شفتاكا

زمزمت نفسك فاختفت أدرانها

فالطب ماء صافحته يداكا

عرفات ضمدت الجراح وأسكنت

صوت الشجون ليستبان بهاكا

سبحت بموج من تسابيح علت

كثبانها.. وتهللت بدعاكا

ورمالها رفعت أكف ضراعة

واستغفرت لك والحجيج سواكا

فأفضت منها والجبين مكلل

فالبشر تاج يستحث خطاكا

والذكر ريحان تفوح طيوبه

غرسته في ساح السما كفّاكا

اشدد رحالك وازدلف متهللا

واجمع سلاحا مرهبا فتّاكا

وارجم عدوّا لا يزال موسوسا

وطوال عمرك غيّه أضناكا

يأباك أن تمشي بدرب للهدى

فيثير همزا يحجب الإدراكا

ارجمه واعلم باليقين بأنه

سيصير عصفا من لهيب حصاكا

ارجمه وارجم كل شيطان نما

من نسل إبليس الرجيم أتاكا

ارجم شياطينا تسيح بأرضنا

تبغي فسادا للورى وهلاكا

أشياعهم قتلوا زهور براءة

في وجه طفل قد يكون فتاكا

هتكوا ستور نسائنا بفظاظة

طمسوا ضياء الشمس وقت ضحاكا

ثم امض وانحر كل خوف ينزوي  

بالنفس فالجبن البغيض قلاكا

وهنت عزيمة جنده وتفتتت

فتحررت من بطشها يمناكا

قدمه هديا كي تنال شجاعة

وتضيء شمس كرامة دنياكا

وانحر طواغيت الضلال ولا تذر

إفكا يناشد شرّه بمداكا

جردت نفسك من متاع زائف  

فنما يقينك والإله يراكا

باهى بسعيك في السماء ملائكا

فمحا الخطايا واستجاب دعاكا

عرج إلى نور المدينة قاصدا

روض الحبيب ليستتم هناكا

وترى ضياء المصطفى متغلغلا  

بتخومها ويشع في مرآكا

فتنال حظّا من ضيافة أحمد

وتبث في شغف له نجواكا

أخبره أن المشركين تحالفوا

وتكاتفوا للنيل من مسراكا

وطئوا بأقدام النجاسة موضعا  

ما انفك ينهل من رحيق ثراكا

منعوا صلاة المسلمين بمسجد   

صلى جميع الرسل فيه وراكا

ومن انبرى ليزود عنه ضلالهم

نصبوا له وقت الغداة شراكا

فكبيرهم متعطش لدمائنا

وبدربنا غرس الردى أشواكا

حتى تطاول بالغرور صغيرهم  

في قوله – يا سيدي – وأذاكا

والمسلمون المسلمون تشرذموا

وتباعدوا عن منهج ربّاكا

جعلوا اللواء مصالحا و تجارة

فتطبّعوا بطباع من جافاكا

ما اهتزّ منهم شعرةً لمصاحفٍ

حرقت.. ولا دحروا الذي عاداكا

دخلوا سراديب الخنوع برغبة  

منهم.. و جافوا عزة برباكا

كالصيد إذ خدعته رقة صائد

لتكون أطواق النجاة شباكا

وشباب أمتنا تموج عقولهم

بالمسكرات وما اهتدوا بهداكا

إلا قليل منهم مستمسك  

بالعروة الوثقى و حمل لواكا

أخبره عن كل الأمور بعصرنا

عن محدثات بلورت بلواكا

ودّع رسول الله وارجع راشدا

فبنور طه كحّلت عيناكا

واشدد رحالك ظافرا بزيارة

محقت ذنوبك فاستنار فضاكا

الجسم ح إلى الرجوع لموطن  

والروح مالت أن تكون هناكا

عاهدتها بالعود إن شاء الذي  

بسخائه في منحه أعطاكا

ومضيت منشرح الفؤاد مكبّرا

والنور يهتف في المدى بشراكا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جابر الزهيري

جابر الزهيري

17

قصيدة

شاعر وكاتب مسرحي مصري عضو اتحاد كتاب مصر عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية رئيس نادي أدب أبو قرقاص عضو جمعية الأدب الحديث (أبوللو سابقا)

المزيد عن جابر الزهيري

أضف شرح او معلومة