الديوان » لزهر دخان » دَمّعُ التَحَدّي

يَفُورُ الدّمُ وَالسَبَبُ مُزَاحُ
وَكَمْ مُزْحَةٍ أفْسَدَتِ الأَفْرَاحُ
طَالَتْ اَلْحَيَاةُ غُدُواً وَرُوَاحاً
وَقَصِرَتْ بِالمأتمٍ وَالنُواحِ
سَألوني عَن دَمع التحدِي مَا بهِ لاَ يُكفكف
فقلتُ هُو بالتَاجُ الأصفرُ دَوماً يُخففُ
سَألوني عَن هِجرتي
إلى أي مَهْجرٍ تِرُيدُ الهِجَارَ
وَأنْتَ المَهْجُورُ وَالهَجير جَارَ
فقلتُ :
حَـــــــــيَانِي اللهُ حَيَّا فِإسْتَمَرَيْتُ حَيَّا
فَرَحِي فِي القَلبِ وَسُرُورِي بِالمُحَيَّا
أحَيّيكُمْ بِشِعْرِي مَعْشَرَ الأَخِ وَالأخَيّةَ
وَببدِيّعِ مَــــا أَبْلَغْتُمْ عَنِي أنَا المُحَيَّا
ويقول لكم شِعري :
ذكرْ بالمنتهينَ والنواهِي
وبما ألتْ إليهِ حياة الدَّواهي
ليسَ لِلموتِ حدٍ أو سَقفٍ
إلاّ الذي يَعلمهُ إلاهِي
كلُ سَليمُ سَائر إلى حَتفٍ
إذاً فالموتُ حَتماً فِي إتجَاهِي
فخذِ الخُطوبَ  كفاً بَلاَ أفٍ
وتعلقْ بخيطِ حقٍ ليسَ وَاهي
لا تَحزنْ عَلى مَن أفنى وَفنى
فغداً أنتَ مِثلهُ وَلهُ مُضَاهِي
ذَكر بالخَالدينَ فِي نَار المَلاَهِي
ذكرْ وَقل :
رَأيتُ الحَدِيدَ مَنْزُوعُ الحَدِيدَ
فَقلتُ مِنْ صَدّرِي إذَا شِئتَ تسْتزيدَ
تذكر وَقل :
لِمَاذَا الكَيْدٌ وَتَقْطِيعُ الكَبِدِ
 وَالقَلبُ مَاخَانَ وَمَا إسْتَبَدْ..
إعتبر وَقل :
خَابَ لِلخَرَابِ سَعْيهِ
مَا صَفَتْ لأدَمِ مَعَادِنِ
وَمَا حُطَّ عَقْلُ بِوعْيهِ
 وَلاَ يَهْذِي غَيْرَ مُتَنْتَنِ
وَكلمَا إرتويتَ قل :
مِن الغَيْثِ مَا نفعَ أَرَاضِي
 وَفَاضَ فِي أرضٍ غَيْرِ رَاضِي
أمَّا إذا غضبتَ فقل:
صَارَ السِبَابُ وَابِلاً فأطلقَتهُ ...
بِكُلِ عِيَارٍ مِنْ فَوهَةِ بَنَادِقِهِ...
يَخنُقَني السِبَابُ عِندَمَا أخنُقَهُ
وَيَطلِقُني الغَضَبُ عِنْدَمَا أطلِقَهُ
يا أيُها الحَكيم قل:
أدِر للناسِ ظهراً سَليماً
 أمَّا المَقسُومُ فيلزمَهُ حَكِيماً
وَقبل النُوَاح كنّ عَليماً
 بأنّ الجُرحَ مُألماً عَظيماً
إذَا رَضَيْتَ وَالعُمّرُ يَمضِي بِكَ سَريعاً
 إِلی اللحْدِ وَمَعلُومِ المَجهُولِ
كَانَ لكَ شِيمُ الفَوارِسُ المُقدمُونَ
 وَكُنتَ صَابراً بِالمَوتِ عُمرهُ يَطولُ
أنبأهم كَيفَ إِكْتَفَيتَ..،ْ
وكيفَ وَضَعْتَ الكَلام جَانِباً...
 لَيسَ لأنِكَ بالحُبِ إكتَوَيتَ...
وَلَكِن لأنكَ أحببتَ وإنتَهَيتَ
عَلمهمْ طريقة طلب الرَاحة بقولك:
أرِحْنِي يَا قَلبُ فَرَأسِي يُفْرِحُنِي
وَكَيفَ يَمُوتُ تَصَدُعاً أو لاَ يَعْرِفُنِي
وهَو الذي طالما أرشدني فقال:
كُنّْ عَلَیّهَا ضَيّفٌ ... فَهِيَّ أرّضُ للوَارِثِ
وَجَرِّدْ لِأجْلِهَا سَيّفٌ...فِي شَرّ الحَوَادِثِ
لاَ تَقُلْ مَعَ القَائِليْنَ إلاَّ...إذَا بَلَغَ عَدَّدَهُمُ السَيْلُ
ولاَ تَخُذ مَعَّ الخَائِذِينَ إلاَّ...إِذَا إشَتَرُوا الكَوثَرَ لاَ وَيْل
والسُوق ...؟؟
السُوقُ الذِي إشتريتُ مِنهُ الكلامْ لاَ يَبيعُ لغَيري
والحَقُ الذِي نهبوهُ بالسَلام هُو قدسي وقدَري
لذَا سَأكتبُ باللهْذَام ..
مَا مَصلحَتي مِن كرّي وَفَري
فإذَا جَهِلْتَ مِنَ الكَلاَمِ صَمِيْمَهُ
كُنْتَ كالأعْمَی يَكْسُرُ سَلِيْمَهُ
فَإقرَأ مِنهُ قَولٌ أحْسَنْتُ نَظمَهُ
وَأترُكْ عَنكَ نَقّدَهُ وَتَنْظِيمَهُ
وضميري الذي طالما  قال لي :
وَجدتُكَ فِي حَالة الكَتكُوتِ فِي البَيّضَةِ
 بَينَ اللاَحَيَاة وَاليَقَضَة
فتذكر أيها المَخلُوق
ليْسَ المَخنُوقُ مَشّنَوقاً فَتَنَفسْ
 يُسْراً وَيُسْراً حَتَیَّ العُسْرَ يَيأسْ
وَقل  فِي أهجوزةٍ
وَجَدْتُ للبَقَاءِ قِصّةٍ ...فَقُلتُ أعِيْشُهَا كُلهَا
أبّقَی لأفّهَمَ ظُنُونِي... وَالنّفْسِ وَمَا خَطبُهَا
ثم إبتسم مُتحدياً وقل:
دَعُونِي لغدٍ بالغُرُورِ أقرُبهُ...
مَا دُمْتُ بشِدّةِ القُوةِ أنْشُدّهُ...
ثم إستمر :
أحْلُمْ فَإنَّ الذَي يَحْلُمُ حَلَيْماً
 وأكتمْ فالذِي لَا يَكْتُمُ رَجِيْماً
وَتأكد  مِن أنكَ إذَا أخْرَجْتَ دَخَلَ مِنْ وَلَجَ...
 وَجَدّتَ مُرُورَاً بدُونِ عِوَجٍ...
وَتَابع عُكاظيات سُوق عُكاظ الأصلي
مؤخراً سَمعتهم يبيعُون ما يلي :
سَئِمَتْ الأَسْمَاءُ أنَّ يُنطقَ بهَا...
وَعَطَلَتْ عِشَارُالعَرَبِ أنْفُسَهَا
والقُلُوبُ حِقداً أتَتْ أكلَــــــهَا...
وَكُلُّ العَشَائِرِ بَــــعَثَتْ أشْقَاهَا
فَمَا رُمِلَتْ بُـيُوتُ الشِعْرِتَفَنُناً...
وَمَـــــا تَرَمَلَتْ عَدُوةً حَمَينَاهَا
إنّْ لَمّْ تَكُنْ تُرْضِيكَ تَلْكَ السَبَّات..
فَإنِي سَأرْضِيكَ بِغَيّْرِهَا مِنَ الزَّلاَتِ
فَجَدِدْ شَوقُكَ لِهِجَاءِ النَفْسِ وَالذَّاتِ...
مَا دُمْتُ قَدّ رُزِقْتُ أبّْلغَ الكَلِمَات
ثم بع لهم شاعريتكَ الشَيخة
أبلغهم :
شِخْتُ وسَارتْ بِي القَافلة وحْدَهَا...
وقدَّ كُنْتُ أسِيرُ بِهَا وَبِوَاحِدهَا
وأنصحهم، قل لهم أيها العُكاظيون :
إنّ رَسْمَ الظلامَ بنُورِ الأمَانِي  زيفُ
...وَقَدّْ نُهِيْتَ عَنْهُ يَا فَتَی
مَا وَدَعَتْكَ عَينِي ، وَمَا قَالَ الليَسانُ شَيءً...
فَإصْبِرْ .. حَتیَّ يُمْلَأَ الورقُ بالقَصِيدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن لزهر دخان

لزهر دخان

107

قصيدة

شاعر وكاتب صحفي روائي وأديب قاص . عدد الدواووين الشعرية 17 . الروايات 5. مجموعات قصية 3. كتب النقد الأدبي 2. العمر 43 سنة تاريخ الميلاد 28 يوليو 1979م من مواليد ولاية الوادي الجزائرية ، ال

المزيد عن لزهر دخان

أضف شرح او معلومة