الديوان » المعتصم بالله أحمد » رحلوا فهيّجتِ الشؤونُ سِجَاما..

عدد الابيات : 30

طباعة

 رحَلوا فهيَّجَتِ الشؤونُ سِجَاما

طَرَبًا، وهل تُدني الدموعُ مَراما..؟

 دارٌ لليلى إذ تُبيح لكَ الهوى

ما لا تُطيقُ الآن منه غَرامَا

فوقفتُ فيها والطلولُ مَوَاثِلٌ

أسَلُ الطلولَ، وهل تُبينُ كلاما؟

 وَحِشَت وغيَّرَها الزمانُ، فهل ترى

إلا علاماتٍ أُحلنَ رُكاما..

 سقيًا لعهدِ الدارِ من زمنٍ مضى

أيامَ نرعى ذا الهوى.. أياما..

فتصرّمت وتلا على عرصاتها

أعوامُ قفرٍ تَقْتري أعواما

قد كنتُ فيها والخليطُ مؤانسي

والآن أبكي مَوقدًا وثُمَاما

 أَلِفَ التوحّدُ في حشاكَ مقاما

فانسابَ في مجرى العروقِ مُداما

 يَسْري فيُعْقِبُ لذَّةً وكفى به

سُكرًا يهيّجُ في الحشا الأسقاما..

ما إن يذُقْ إلفُ الهمومِ مُجَاجَهُ

يَجِدِ التخلَّصَ من هواه حَراما

أُنْسٌ لعمري يستديمُ وشرُّ ما

يلقى الفتى من أنسه ما داما

يَصِلُ الفؤادَ ويصطفي حتى تَرى

وصلَ الأنام إلى النفوسِ سَقَاما

وكأنّه منكَ الحبيبُ فما يرى

منكَ انشغالًا عنه حالَ ضِراما

لله درك من أنيسٍ مُؤْيِسٍ

تعلو الفتى فتذيقه الأوجاما

 وكم اسْتَسَرَّ المرءَ من أسرارهِ

فهدَاهُ من أقباسهِ الإلهاما

 أنت الطِلابُ إذا تعذّرَ مَطلبٌ

أنت النديمُ إذا أُعِزّ ندامى

نفسي فداؤكَ والحشا، من زائِرٍ

زار الفؤادَ تخالسًا فأقاما

وكأنَّهُ خيلٌ أسيرُ بها إلى

دارٍ حَوَتْ ساحاتها الأعلاما

 دارٌ لعمري ما تشابه دارَنا

فترى الزمانَ على الزمان تَرَامى

زمنَ (الفراهيديِّ أحمدَ ) بعدها

حِججٌ تُعاقِبُ بالحلالِ حراما

حتَّى أتانا رُغْمَ تَعْسِ زماننا

(شيخُ البلاغةِ) للزمانِ إماما

هذي دهورٌ قد خَلَوْن وسنةٌ

تَسْري فما تُلفي لها إجْذاما

عجبًا لهم! كم قد أرادوا صرمَها

فتَصرَّموا وأبت هي الإصراما

صبرًا فإن الصبرَ يُعقبُ فُرجةً

 فالفجرُ غصبًا يُفحِمُ الإظلاما

لكنني وإن اصطبرتُ فخافقي

لا يستطيع عن الأنينِ صياما 

 فتراه ينشد كل قافية لها

جرسٌ يهزُّ رنينُها النوَّاما

أقصر عذولي ما لقلبي مسلكٌ

فعلام تُسْرِفُ في الملامِ علاما

وأنا الذي أرعى المنى ويروعُني

دهرٌ يُقطِّرُ من دماهُ الذاما

 يُعلي اللئامَ على الكرام وويلَ من

كان الكريمَ إذا اللئيمُ تسامى

جهلاً وتعسًا بالزمانِ وحُكمِهِ

وعلى أبيّاتِ النفوسِ سلاما..!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

126

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة