الديوان » مظهر عاصف » مسحوقون

السّادسةُ صباحًا
مسحوقونَ تحتَ حوافرِ التَّسويفِ قومي
كُلُّ ما فينا يُصفَّى
كلُّ مُلتجَأٍ ومَأوى
كُلُّ ظَهرٍ يابسٍ
مُحدَودَبٍ مِنْ شَيبِهِ
وجَديلةٍ ترتاحُ إنْ حَطَّتْ على خدٍّ أسيلْ
واللَّيلةُ الظـَّلماءُ جاءتْ
:جاءتْ أخيرًا
قالَها رَجَلٌ عَليلْ
بَدَأت خُيولُ القَومِ تَعوي
بَعدَما جَفَّ الصَّهيلْ
مُتَمزِّقٌ كحبالِ أصواتِ المُنادي والنِّداءْ
كحبالِ أصواتِ الدُّعاةِ مَعَ الدُّعاءْ
مُتمزِّقٌ... لكنَّنا ندعوْ
كانتْ تَتمزَّقُ أرضُ القُدسِ
وتَنفَصِلُ الرِّئتانِ عَنِ الشِّريانِ
وندعوْ
كانتْ تَتجمَّدُ في البَرْدِ
وكنَّا نَلبَسُ مِعطَفَنَا مِنْ وَبَرِ الأرضِ
وفي الحرِّ... وندعوْ
كنّا إنْ ضَحكتْ مِنْ ألَمِ السِّكِّينةِ ندعوْ
إنْ رفَعَتْ يدَها بالنَّصرِ
ومِنْ تحتِ الأنقاضِ
وتَحتَ القَمعِ
وتَحتَ التَّشريحِ المدروسِ لخطِّ العودةِ
أيضًا ندعوْ
نحنُ اخترنا أنْ تتعذَّبَ
واخترنا أيضًا أنْ ندعوْ
مُتمزِّقٌ مِنْ دونِ أنْ يُبكى عليهِ
فلا نوائحُ في الجوارْ
تحتجُّ شكوى المُتعبينَ مِنَ الرِّسالاتِ الطَّويلةْ
تَحتجُّ صاحبةُ الجَديلةْ
وقبائلٌ لمَّا أضاعتْ نوقَها
قدْ ضيَّعتْ ثأرَ القبيلةْ
هم يَحرُثونَ القلبَ مِنْ بعدِ اشتغالِ القلبِ في جزِّ
الضَّجرْ
هم يبذُرونَ الدَّمعَ في عينِ المُسافرِ والسَّفرْ
وهنا يذوبُ الكُحلُ مِنْ عينِ النِّساءْ
وهنا يعودُ إلى السّماءِ القادمون مِنَ السَّماءْ
والأرضُ تحفظُ جيَّدًا
أصواتَ مَنْ عُجِنُوا بها
ومُزَاحَهمْ
وجِراحَهمْ
والدَّنداتِ المُتقنَاتِ على «الحَصِيدةْ»
وتجوبُ إحداها القريبَ
وما تراهُ أمامَها
ويجوبُ موّالٌ بَعِيدَهْ
والحارثونَ يردِّدُونَ مَقاطعَ الوطنِ الحزينْ
وطني الحزينْ
ذاكَ المُحمَّلُ في صدورِ الرَّاحلينْ
ذاكَ المُتَمتَمُ في دعاءِ الرَّاكعينَ السَّاجدينْ
ذاكَ المُمَدَّدُ _إنْ نَظَرْتَ_ على الجبينْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة