الديوان » العراق » نور الدين البريفكاني » بين يديك يا إلهى ظاهر

عدد الابيات : 83

طباعة

بينَ يَدَيكَ يا إلهى ظاهرٌ

ذُلّى وذا حالىَ وهو حاضِرِ

عليك لا يَخفَى فَمِنكَ أطلبُ

اليك أن أوصَلَ حين أرغَبُ

ثمَّ غَدَوتُ أستدلُّ ههنا

عليك بالرأفَةِ منك فاهدِنا

بِنُورِك التَئِم إليك وأقِم

عَبدَكَ بالصدقِ عبودةً تَتِم

بين يديك ثمّ علمنى مِن

علمك يا إلهنا علِمَ خَزِنَ

وصُن بسرِّ إسمِك المَصُونِ

وَهَب بِفَيضِ علمك المخزُونِ

وصًن بسرِّ إسمِك المَصُونِ

وَهَب بِفَيضِ عملك المخزُونِ

يا ربّ حَقّقنى إلهى بحقا

ئِقِ الذين اقترَبُوا تَحَقّقاً

يا ربِّ وأسلُك بى سُلوكَ الجَذبِ

وأهلِهِ من كان أهلَ قُربِ

إلهى أغنِنى بِتَدبيرك عن

تَدبيرِ نَفسِى شاهِدَ الأمر الحسَن

وأغنِنى عن إختيارِى بإختيا

رِكَ الجميلِ مُصلِحاً لى حالِيا

على مراكزِ اضطرارٍ قِفنى

مِن ذُلِّ نفسى سيّدى أجِرنى

يا ربّى طَهِّرنى مِن الشكُوكِ

ومن ومِن وُجودِ الشِركِ والهَلُوكِ

قَبلَ حُلولِ الرَمسِ أستنصِرُ بِك

على جميعِ ما نعى عن قُربِك

ثم عليك جئتُ أتَوَكَّلُ

وبالجنابش الحقِّ أتَوَس َّلُ

مُنتَسِباً له فلا تَكِلنى

ولا تُبَعّنى ولا تُخَيّبنى

يا ربّ جئتُ راغباً فى فَضلِكَ

وصِرتُ مُستَعِيذَ قَهرِ عَلِكّ

فحيثما أرغَبُ لا تُحرِمنى

بالبابِ واقِفٌ فلا تَطردُنى

ولا تُخَيّبنى إذا سألتُ

إياكَ لا غيرَكَ مَن جَعَلتُ

أرجوهُ يا إلهنَا المقدّسَ

الرضا عَنكَ لَقَد تَقدَّسَ

مِن أن تكونَ منك عِلّةُ لَهُ

فكيف ذا يكونُ عِلّةً لهُ

منّى وأنتَ فى غِنى بذاتِكَ

عن وَصلِ نَفعٍ لك مع صِفاتِكَ

منك إليكَ لِغناكَ المُطلقِ

عن كلِّ قيدٍ للجنابِ طارِقِ

فكيفَّ لا تكونُ عنّى ذا غِنَا

وأنت لا يَخفَى عليك نَقصُنا

إنّ القَضَا غلَبنى والقَدَرُ

فلم أرَ الوَصفَ الحسن مُيسَّراً

وثائقُ التَهمَة أسَرَتنى

إن لم تُجِرنى عنك فَصَّلَتنى

فأنت كُن لى سنَداً نصيراً

حتّى تكونَ ناصِراً مُجِيراً

تنصرُ لا كما الذى يَنصُرُنى

مِن صاحبٍ ومُنتمٍ يحضُرُنى

وأغنِنى مِنكَ بِجُودٍ حتّى

أستَغنِيينَّ بِكَ رَبِّى أنتَ

عَن طَلبى أنتَ الذى قد أشرَقتَ

على قُلوبِ أوليائكَ إرتقت

شوارِقَ الأنوارِ لَمّا أنتَ يا

مَن قد أزالَ كلَّ غيرٍ لويا

كففتَهُ عن قلبِ أصحابك فى

ما نظَرُوا إليك لا لصارِفِ

وإنما أنت لهم لَمُؤنسنُ

من حيثما أوحَشَهم مُؤانسُ

عَوالمِ الوُجودِ ثمّ أنت مَن

هَدَيتَهُم حتّى إستبانت من

بينهم حَقائقُ العَوالمِ

فأدركُوا فيكَ جَميعَ العالَمِ

يا ربِّ ماذا واجِد مَن فَقَدَك

وما الذى يَفقدُهُ مَن وَجَدَك

قد خابَ مَن رَضِىَ دُونَك بدلاً

وخاسِرٌ عنك الذى تَحوَّلَ

كيفَ إلهنا سِواكَ يُرجَى

وأنت حيثُ بالنعيمِ تُرجَى

وما قطعتَ سيّدى إحسانَكَ

يا مَن أمَدَّ للوَرى إمنَانَكَ

وكيفَ يطلُبُ إمرِؤ من غيرِكَ

وأنت ما بَدَّلتَ جُودَ خيرِكَ

وعادَةَ إمتنانِكَ الحقيقى

يا مَن أذاقَ طَعمَةض الرَحيقِ

أصحابه مُؤانِساتِ قُربِهِ

فوقَفُوا بينَ يديه فَبِهِ

تَعلَّقُوا بِوَقفَةِ العبيدِ

بينَ يدىِ ذا الملكِ المَجيدِ

ويَا إلهاً ألبَسَ العبيدَ

بينَ يدى ذا الملكِ المَجيدِ

ويَا إلهاً ألبسَ العبيدَ

وأوُلِياءَهٌ الكرامَ جُوداً

مَلابِسَ الهَيبَةِ فإستَقامُوا

بينَ يديه بالجلال هامُوا

قد إستَعَزُّوا بجَلالِ عِزَّتِهِ

فأعرَضُوا نذاكَ عن خَلِيقتِهِ

يا ذاكراً مِن قبلِ ذاكريهِ

يا مُفضِلَ النَعماءِ شاكريهِ

وأنتَ مَن بدأت بالإحسانِ

للمتّعبِّدينَ بإمتنانِ

قبلَ توجُّهاتِهم لربّهم

وأنت يا جَوّادُ حسب إربِهم

فبالعَطايا جُدتَ من قبلِ طَلَب

وبالهباتِ قَبلَ طَلبٍ وَهَب

إنّكَ وهّابٌ لما وَهبَتَنا

مِن الذين إستَقرَضُوا إلَهنا

برحمةٍ منك إلَهى أطلُبنى

حتّى أكونَ واصلاُ ومُدنى

إليك وأجذُبنى إليك رَبّى

حتى أكونَ مُقبِلاً بقلبى

عليك يا ربّى ويا مَولائى

عَن غيرِكَ مُنقَطِعٌ رَجائى

وإن عَصّيتُ مثلَ ما خَوفى لا

عند إمتِثالى ليس لى مُزائلاً

قد دفعتنى سائرُ العَوالِم

إليكَ يا مَن بِضميرٍ عالِم

والعلمُ منّى يكرم اللهِ لقد

أوقَفَنى عليك يا مَولى صَمَد

كيفَ أخيبُ وغَدَوتَ أملى

أم أستَهانُ ثَمّةَ ممّا زللى

ولِى توكُّلٌ عليك ربّى

وكيف أستَعِزُّ فوقَ تُربى

وأنت فى الذِلَّة قد أركزتَنى

وكيفَ لا وأنتَ مَن أعزَزتَنى

من بعد ما إليك قد نَسَبتنى

خَلَّقتَنى رَزَقتنى هَدَيتَنى

الهنا وكيف لستُ أعتَنى

وأنت بالجودِ لقد أغنَيتَنى

أنت كريمٌ لا إله غَيرُكَ

مَقصُودُنا أنت وعَمَّ خَيرُك

لقد تعَرَّفتَ لكلّ شيءٍ

ثُمَّ تَعَرَّفتَ بكلِّ شيءٍ

إلى فهو أبداً ما جَهِلَكَ

وكلُّ شيءٍ أنتَ فيه مَن ملَك

وإنّك الظاهرُ فى الكلِّ نَعَم

وأنت ظاهرٌ له يا ذا النِعَم

يا مَن له إستواءُ رَحمَانِيَّتِهِ

على عَظِيمِ عَرشِ سُلطَانِيّثَه

وتِلكَ رحمانِيَّةُ صارت لَهُ

اى عَرشُهُ مَخفِيَّةٌ لِمَا لَهُ

فصارَ عَرشُ اللهِ غَيباً فيها

كما غَدَت غَيباً لِمُستَفتِيهَا

عوالمُ الكونِ لعرشِهِ العلى

فَهُنَّ فيهِ أصبَحَت غيباً جَلى

مَحَقتَ يا إلَهى الآثارَ

ثمّ مَحَوتَ بَعدَها الأغيارَ

ذا بِمُحِيطاتٍ مِن الأنوارِ

ذلِكَ أفلاَكٌ لها طوارى

يا مَن غدا على سُرادِقَاتِ

مشن عِزِّهِ مُحتَجِباً بذاتِ

عن أن تكونَ مُدرِكاً أبصَارً

لِوَجهِهِ فى دارِنا ما الدارُ

يا مَن تَجلَّى فى كمالٍ مالَهُ

مِن البَهَا وما غدا جَلاَلُهُ

كذا جَمالُهُ لذا تَحَقَّقَت

شَمُوسُ أسرارٍ له فأشرَقَت

فشاهدت جَلاَلَ عَظَمَتِهِ

فأكسَبَتها عِظم سَلطَنَتِةِ

يا ربّ كيفَ أنت ذا لِتُخفى

وإنّك الظاهرُ جَلَّ وَصفاً

أم كيفَ يا مَن لا يغيبُ أبداً

تَغِيبُ يا رَقِيبُ حاضرٌ بَدا

فأنتَ ظاهرٌ فلا تَغِيبَ

وأنت حَاضرٌ كذا رَقِيبُ

وربّىَ الموفِقُ المعينُ

بِهِ على المرَامِ أستَعِينُ

قد إنتهى كلامُ صاحبِ الحِكَم

على إستِعَانَةٍ لَهُ جَفَّ القَلَم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نور الدين البريفكاني

avatar

نور الدين البريفكاني

العراق

poet-nour-eddine-breifkani@

45

قصيدة

47

متابعين

الشيخ نور الدين البريفكاني القادري الحسيني . العلامة الملهم ، المدافع عن حقوق الكادحين. ولد في قرية بريفكان سنة (1205 هـ/ 1790 م)،وهو من مشايخ الطريقة القادرية في العراق ...

المزيد عن نور الدين البريفكاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة